سلّطت محكمة الجنايات بعنابة الأضواء على واحدة من أبرز القضايا المتعلّقة بالمتاجرة في المخدّرات التي تورّط فيها عدد من الأشخاص يحملون جنسيّات مختلفة وانفجرت القضيّة بعد ورود معلومات مؤكّدة لدى المصالح الأمنية مفادها وجود مجموعة إجرامية منظمة اتّخذت من مدينة عنابة منطقة عبور للمخدرات التي اتّضح بعد تكثيف التحرّيات أنّ مصدرها من المغرب حيث يقوم أفراد الشبكة الإجرامية بجلبها من المغرب عن طريق أشخاص يحملون الجنسيّة التونسيّة وإدخالها إلى التراب الوطني بغرض المتاجرة فيها، وفي سياق متّصل فقد قامت المصالح الأمنية مطلع سنة 2020 وبالتحديد في الرابع من شهر مارس من السنة المذكورة سالفا برسم خطّة محكمة أفضت إلى الإطاحة ببعض أفراد الشبكة الإجرامية بأحد المراقد الواقعة وسط المدينة، حيث وبعد تنقّل عناصر الشرطة إلى عين المكان بعد حصولهم على إذن من وكيل الجمهورية تمّ استقبالهم من قبل عامل المرقد الذي رافق القوات المختصّة إلى الغرفة التي يتواجد فيها المشتبه فيهم قبل أن مداهمتهم أين تمّ العثور على أربعة اشخاص من جنسية تونسية بصدد تناول العشاء ويتعلق الأمر بكل من “ال.م”، “ح.خ”، “ب.م” و”ال.م أ” وضبطت مصالح الشرطة فوق أحد الكراسي في الغرفة كبسولة بيضاوية الشكل تحتوي على القنب الهندي مغلقة بإحكام بواسطة شريط لاصق وبعد تكثيف عملية البحث تكللّت العملية بحجز كمية أخرى من نفس النوع تقدر بـ 20 كبسولة كانت مرميّة على الأرض و 25 كبسولة مخدرات من نوع القنب الهندي كانت مخبّاة بإحكام، هذا وبعد مواصلة عملية التفتيش تم العثور كبسولات أخرى قدّر عددها الإجمالي ب217 كبسولة بالإضافة إلى قارورتين لدواء مطهّر ومشط من دواء ليكسينا 25 ملغ الخاص بالإسهال يحتوي على 06 أقراص زرقاء اللون، ليتم على إثرها تحويل المشتبه فيهم لمقر الفرقة من أجل مباشرة الإجراءات ضدهم.، ومن جهته فقد اعترف “ح.خ” أنه قام بابتلاع كبسولات عند تواجده بالمرقد ونجح في التخلّص من كميّة أخرى أثناء عمليّة المداهمة، وأضاف أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة صبيحة اليوم الإثنين أنه متعوّد على دخول التراب الجزائري رفقة المسمى” أ.أ” ، لغرض مشاهدة مباريات كرة القدم التي تجمع فريقا الترجي الرياضي وشبيبة القبائل في كلّ مناسبة مشيرا أنّه متعوّد على قضاء أيامه بعدّة فنادق بعنابة والجزائر العاصمة رفقة أشخاص يحملون الجنسيّة التونسيّة وآخرون ينحدرون من ولاية عنابة ، وكشف أنّه كان على علم بالعمليّة التي كان رفقاءه بصدد تنفيذها عن طريق قيامهم بنقل المخدّرات إلى تونس بعد جلبها من المغرب مضيفا أنّ المشتبه فيهم كانوا ينقلونها عن طريق ابتلاع الكبسولات، تجدر الإشارة أنّ عمليّة المداهمة أسفرت عن إلقاء القبض على أربعة مشتبه فيهم مثلوا أمس أمام هيئة محكمة الجنايات التي أدانتهم بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، بينما لا تزال قوات الشرطة تبحث عن 5 مشتبه فيهم وردت أسماؤهم أثناء التحقيقات المباشرة ويتواجدون حاليا في حالة فرار.
وليد سبتي
