القوالب الموسيقية
الذكصولوجية:

إستكمالا لحديثنا السابق عن القوالب الموسيقية، اليوم عزيزي القارئ سوف نتحدث عن قالب الذكصولوجية.

“ذوكصا” كلمة يونانية معناها “مجد”، والذوكصولوجية هي قالب تسبيحي موزون شعرياً لتمجيد السيد المسيح والسيدة العذراء وسائر القديسين. وهي نوعان إما واطس وإما آدام، وكل من هذين النوعين يمكن أن يقال في أي يوم من أيام الأسبوع. إلا أن الذوكصولوجيات الواطس والتي يحويها كتاب الإبصلمودية االمقدسة السنوية، يتغير نغم ترتيلها خمس مرات على مدار السنة الطقسية. أما الذوكصولوجيات الآدام والتي يحويها كتاب التماجيد فلا يتغير لحنها على مدار السنة الطقسية. وتتكون الذوكصولوجية من عدد من الإستيخونات كل منها يتكون من اربعة شطرات، وتقال جميعها باسلوب سيلاباتي.

الهوس:

هوس كلمة قبطية معناها “تسبحة” أو “تسبيح”، ويوجد في تسبحة نصف الليل للكنيسة القبطية أربعة هوسات لا تتغير طريقة أدائها بتغير المناسبات الكنسية[1]. والهوس الأول هو تسبحة موسي النبي التى رنمها مع شعب الرب بقيادة أخته مريم، وهي تسبحة سحيقة في القدم وانتشرت في كافة الطقوس المسيحية شرقا وغربا، فهي وتسبحة الثلاثة فتية (الهوس الثالث)كانتا أول التسابيح التي أُستخدمت في الليتورجية المسيحية عموماً.

ويتكون الهوس من مجموعة إستيخونات ترنم سيلاباتياً بلحن نشيط سريع، ويعقبه إما “لُبش” وهو “تفسير” ويكون له لحن ميليسماتي جميل يصاحب أداؤه الناقوس والمثلث، وإما ملحقات (كالهوس الثالث الذي يعقبه إبصالية اريبصالين بصياغة سيلاباتية ثم قطعة يونانية لحنها رائع تسمى “تنين” بصياغة ميليسمية، ثم مديح لحنه غاية في الجمال يسمي “تين أوّيه إنثوك” بصياغة مركبة من سيلابك وميليسماتك)، وإما أن يختتم بالذُكصا كالهوس الرابع.

ونصوص الهوسات جميعها كتابية (الهوس الأول من سفر الخروج اصحاح 15، والثاني مزمور 136، والثالث من سفر دانيال، والرابع مزامير 148&149&150).

أرباع الناقوس:

أرباع جمع “رُبع” والربع في المصطلح الكنسي القبطي هو فقرة قبطية ملحنة مقسمة الى أربعة إستيخونات أو شطرات، وعلى هذه الأرباع تنبني كل تسابيح الكنيسة القبطية التي تحويها كتب الإبصلمودية السنوية والإبصلمودية الكيهكية، وإبصاليات الأعياد، وإبصاليات الأيام السنوية والدفنار والتماجيد[2].

وأرباع الناقوس هي من إحدى القوالب المستخدمة في الترتيل الكنسي القبطي حيث تلي صلاة الشكر في صلاتي رفع بخور عشية وباكر وفي بعض الصلوات الكنسية الأخرى مثل بداية قداسات اللقانات الثلاثة وصلوات السجدة وصلوات التجنيز، وقد دُعيت بهذ الإسم لأنها ترتل بمصاحبة الناقوس. وأصلها يرجع الى العشرة أرباع التي ترتل في مقدمة ذوكصولوجية باكر آدام “بي أوأويني انتا إيفمي”. وقد ورد ذكر أرباع الناقوس هذه عند البابا غبريال الخامس (1409-1427م) في كتابه “الترتيب الطقسي”، وهي نوعان هما “أرباع الناقوس الثابتة” والتي يعقبها “ارباع الناقوس المتغيرة” والتي تتغير حسب المناسبات الكنسية، سواء كانت أصواماً ام أعياداً، ثم يعقبها جملة ختامية مثل “إثرين هوس ايروك”(لكي نسبحك).

المرد Refrain:

وهو جملة موسيقية بسيطة يرددها الشعب في الصلوات الليتورجية سواء تعقيباً على مخاطبة الكاهن أو عقب نداء الشماس. وقد يتكون من كلمة واحدة أو اثنتين في شكله البسيط جداً، او من إستيخون أو اثنين في شكله الأكبر. ومن أقدم المردات في الكنيسة “هلليلويا” و “آمين” و “كيرياليسون” والتي تعني “يارب إرحم”. ومنها أيضا “مرد المزمور” ومرد الإنجيل” وكل منهما له لحنه الخاص طبقاً للمناسبة خلال السنة الطقسية.

وقوالب المردات عادة ماتكون بسيطة التركيب وأغلبها مايكون جملة موسيقية واحدة قصيرة بسيطة لكي يستطيع الشعب ترديدها بسهولة، إلا أنه هناك بعض المردات ربما تكون متعددة الجمل، لكنها في النهاية يكون في مقدرة كل الشعب ان يؤديها.

وكتب يوسابيوس القيصري “أنه في سهرات الأعياد عندما كان الواحد يرنم في الوقت المحدد، كان الآخرون يصغون في صمت ولا يشتركون إلا في الترنيم في آخرها”[3]. كذلك كتب القديس “باسيليوس” أيضا فى الخطاب رقم 207 إلى كهنة قيصرية قائلاً :-

“… ويبدأون بتسبيح المزامير وذلك بأن ينقسموا أولا إلى فريقين ليرددوا التسابيح مقابل بعضهما … وبعد ذلك يسلّمون مطلع اللحن إلى واحد وبقية الجماعة ترد”.

[1] أثناسيوس راهب من الكنيسة القبطية- معجم المصطلحات الكنسية – الجزء الثالث- 2003- ص274

[2] أثناسيوس راهب من الكنيسة القبطية – معجم المصطلحات الكنسية – الجزء الأول- الطبعة الاولى 2001- ص59

[3] يوسابيوس القيصري – تاريخ الكنيسة القبطية – الكتاب الثاني – الفصل 17 بند 22 – ترجمة القس مرقص داود – دار الكرنك – 1960 ص 89.