في ظل موجة من الانقلابات العسكرية التي تعصف بالقارة السمراء، أفاد شهود عيان بسماع دوي إطلاق نار قرب القصر الرئاسي في عاصمة غينيا بيساو، ما أثار تخوّفات من محاولة انقلاب في البلد الواقع غرب إفريقيا.

ويُعتقد أن الرئيس أومارو سيسوكو إمبالو، وهو جنرال عسكري سابق، كان داخل القصر الرئاسي وقت الهجوم.

من جهتها نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، بما وصفته بمحاولة انقلاب في غينيا بيساو التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي منذ فترة طويلة.

كما طالب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بالوقف الفوري للقتال في غينيا بيساو والاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية بالبلاد. وجاء في بيان أصدره نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق "يشعر الأمين العام بقلق عميق إزاء أنباء القتال العنيف في بيساو".

انقلاب بوركينا فاسو

وقبل أيام أعلن عسكريون في بوركينا فاسو إطاحتهم بالرئيس روك مارك كابوري، واستيلائهم على السلطة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. في انقلاب قاده الكولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، باسم حركة أطلقت على نفسها الحركة الوطنية للحماية والاستعادة.

وقال بيان الانقلاب الذي تلاه الجنود على التلفزيون الرسمي البوركينابي إنه "جرى حل البرلمان والحكومة، واعداً بعودة إلى النظام الدستوري في غضون فترة زمنية معقولة". فيما ظل مصير الرئيس كابوري مجهولاً، بعد أن أكدت مصادر أمنية من وقوعه في قبضة الانقلابيين.

فيما تعد بوركينا فاسو أحد أكثر الدول الإفريقية تعرضاً للانقلابات العسكرية في تاريخها، إذ يُعد هذا الانقلاب الثامن منذ استقلال البلاد عن الحكم الفرنسي. كما هو الخامس في القارة السمراء خلال أقل من سنة، في إحدى السنوات الأكثر اضطراباً للأوضاع السياسية، خصوصاً في منطقة الساحل وغرب القارة.

مالي.. انقلاب على الانقلاب

في 24 أيار/مايو 2021، شهدت العاصمة باماكو انقلاباً عسكرياً قاده الكولونيل عاصمي غويتا على حكومة الرئيس باه نداو، الذي أتى إلى السلطة هو الآخر إثر انتخابه عقب انقلاب 18 أغسطس/ آب 2020.

يومها ظهر غويتا معلناً تجريد نداو من صلاحياته، مبرراً ذلك القرار بمحاولة الرئيس تخريب عملية الانتقال الديمقراطي، التي تعهد زعيم الانقلاب أنها ستمضي كالمعتاد لـ 18 شهراً. قبل أن يتراجع عن قراره ذاك في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويقرر تمديد الفترة الانتقالية إلى خمس سنوات.

لقي انقلاب غويتا الثاني إدانة دولية، ومعارضة شرسة من فرنسا التي تقود تحالفاً لمحاربة الإرهاب بالبلاد منذ سنة 2015، فيما سُمي عملية بارخان. ولقاء ذلك قررت السلطات الفرنسية بدء سحب جنودها من هناك، وإنهاء العملية عسكرية. بالمقابل اختارت باماكو الميلان نحو موسكو، والتعاقد مع مرتزقة فاغنر المقربين من الكرملين لتدريب جنودها وتأمين موقعها الحساسة، وبالتالي تقهقر النفوذ التاريخي الفرنسي هناك.

السودان.. انقلاب لاغتيال الثورة

بعد مرور سنتين على اندلاع ثورة تشرين بالسودان، التي سقط إثرها نظام البشير بعد حكمه البلاد لثلاثين سنة، قاد المكون العسكري في مجلس السيادة السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، انقلاباً عسكرياً ضد المكون المدني.

وفي وقت لاحق ذلك اليوم، أعلن البرهان حل مجلس السيادة وإعلان حالة الطوارئ، بعد اعتقال قواته الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك. إثر ذاك خرج السودانيون في مظاهرات منددين بمحاولة الجيش إجهاض الثورة، ومطالبين بمدنية النظام السياسي.

وشهد الانقلابيون السودانيون ضغطاً دولياً كبيراً، بعد الإدانات التي عرفها انقلابهم، كما علّق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان إلى حين الإفراج عن الحكومة المدنية الشرعية. وتستمر المظاهرات بالسودان ضد الانقلاب العسكري، مخلفة مقتل 73 مدنياً على الأقل برصاص قوات الأمن.

غينيا.. رجل فرنسا يقود انقلاباً

في 5 سبتمبر/ أيلول 2021، عرفت غينيا انقلاباً عسكريا قاده العقيد مامادي دومبويا، رجل باريس في البلاد الواقعة غرب القارة السمراء، والذي كان يقود قوات النخبة الغينية.

واحتجزت قوات دومبويا الرئيس ألفا كوندي، وأعلنت على شاشة التلفزيون إسقاط حكومته وحل الدستور. مبررة ذلك بأن زمن الطابع الفردي الغيني للحياة السياسية قد ولى، ولن نعهد بالسياسة إلى رجل واحد، بل إلى الشعب.

وتلقى دومبويا تدريباته العسكرية في فرنسا، وخدم في الفيلق الأجنبي لجيشها، كما خدم في عدد من مناطق النزاع على رأسها أفغانستان وجنوب السودان، كما تلقى تدريبات في إسرائيل.

النيجر.. محاولة انقلابية فاشلة

في 31 مارس/آذار 2021، وقبل يومين من تنصيب الرئيس المنتخب محمد بازوم على رأس النيجر، أعلنت الحكومة "إحباط محاولة انقلاب عسكري كانت تهدف لتقويض الديمقراطية الوليدة ودولة القانون".

وكادت محاولة الانقلاب الفاشلة أن تقوّض أول انتقال سلمي تشهده البلاد منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي سنة 1960. وألقت القبض على عدد من الأشخاص لارتباطهم بالمحاولة الانقلابية، مؤكدة استمرار السير الطبيعي للحياة في البلاد.

TRT عربي