الاحتفاء بالتأسيس


أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بادرة الاحتفاء بيوم التأسيس كيوم تاريخي مهم للسعودية والسعوديين، انطلقت منه القيم السعودية المادية والمعنوية وتنامت وتطورت وتبلورت على مدى ثلاثة قرون ووصلت إلى ثمار اليوم، التي يجدر بالجميع معرفة جذورها وكيف اشتد عودها لتورق وتزهر هذه البلاد القوية بحكامها وشعبها وإرادتها ومنجزها. بهذا الإعلان، فإننا نسهل على الناشئة حتى على من لا يعرف التفاصيل من الكبار تشرب التاريخ السعودي ومعرفة الإرث التي تشكلت على أساسه شخصيتنا السياسية والاجتماعية والثقافية، ليزداد الفخر والاعتزاز بالهوية السعودية، وليتحقق التمايز والخصوصية بهذه العراقة التي تغوص في عمق الزمن أكثر من معظم دول وكيانات العالم الأخرى.
بهذا الاحتفاء سيعرف من لا يعرف وتزداد معرفة من يعرف بأسماء الأئمة الأوائل والقادة الأفذاذ الذين أضاءوا الطرق للقمم التي نحن فيها اليوم، وسيعرف المواطن والمقيم والزائر من هم هؤلاء الذين تزدان بأسمائهم بعض طرق المدن ومعالم التنمية في بلادنا. سيسألنا صغارنا: لماذا هذه الإجازة الجديدة، وستكون إجاباتنا سهلة مختصرة تفتح أذهانهم على الفكرة، فكرة التأسيس، وعلى المدى الزمني الطويل الممتد لثلاثة قرون، ثم ستتوالى وتتراكم معرفتهم بالحدث ومعانيه العميقة مع جرعات التعليم التي أتوقع زيادتها في هذا الملف في مقررات التاريخ والدراسات الاجتماعية، والجغرافيا. معرفتهم ورسوخ الفكرة في وجدانهم ستزداد أيضا إذا نجحت الآلة الإعلامية في إبراز الحدث في ذلك اليوم بطرق مشوقة وغير مكررة، وعلى المدى الطويل إذا نجحت الآلة الثقافية والإبداعية في مختلف الفنون في استثمار الحدث في مواد ومحتوى يرسخ محليا وينتشر عالميا.
يوم التأسيس يحتاج إلى تأسيس جديد في ثقافة التعاطي مع الاحتفالات الوطنية، وهي وإن تطورت أخيرا ببعض اللمسات الإعلامية واجتهادات القطاع الخاص، إلا أن المحتوى يغلب عليه الاستهلاك اللحظي، وقليل منه يدوم لفترات طويلة ويسجل كجزء من القوة الناعمة للإعلام والفنون وما في حكمهما.
اليوم لدى السينما والمسرح فرص كبيرة وكثيرة لاختيار جزئيات أو شخصيات في تاريخ ممتد لثلاثة قرون وإنتاج ما يجذب، ويبقى مسجلا في تاريخهما كجزء من التاريخ الثقافي السعودي الذي هو جزء من تاريخنا ككل.
سعدنا جميعا بإعلان الملك المثقف والمهتم بالتاريخ هذه المناسبة، وسعدنا بالطبع كموظفين وطلبة باعتبارها إجازة رسمية تزيد الفرح والبهجة، وتزيد من وعي جميع من يتعامل معنا في جميع القطاعات بهذا اليوم، فيطرح الأسئلة، ونزف له الإجابات بثقة وفرح، وفي قالب يشوق المتلقي ويجعله يعرف عنا أكثر.
شكرا ملكنا الغالي، شكرا وطننا الجميل.

* نقلا عن صحيفة الاقتصادية.

تاريخ الخبر: 2022-02-02 09:16:19
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 88%

آخر الأخبار حول العالم

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية