لا تزال الشهادات من الجيران الذين قطنوا إلى جوار المبنى الثلاثي الطوابق، الذي عاش فيه لأشهر زعيم تنظيم داعش، عبد الله قرداش قبل أن يقتل تتوالى.
فقد أكد بعض السكان في مدينة أطمة الواقعة في إدلب شمال غربي سوريا، حيث قتل "الزعيم"، أنهم لم يروا وجهه أبداً.
فيما وصفه أحدهم بالرجل الشبح القاطن في الطابق الثاني، في إشارة إلى مكوث "أبو إبراهيم الهاشمي القريشي" في الطابق الثاني من المبنى الواقع بين أشجار الزيتون، والقريب من مخيمات النازحين، والذي لا يبعد سوى مرمى حجر عن الحدود التركية.
ميكانيكي يرافقه
إلى ذلك، أكد أحد السكان المحليين، ويدعى عبد الله أمين، بدوره لصحيفة الغارديان البريطانية، أنه "لم ير وجهه قط، على عكس الرجل الميكانيكي في الطابق السفلي".
إذ قال عنه: "كنا نراه دوما، فقد كان الناس يقصدونه، لأنه كان يملك محلاً لإصلاح السيارات في المدينة".
"ما زلنا مصدومين"
كما شدد العديد من القاطنين في المنطقة قرب المنزل الذي استهدف بعملية إنزال أميركية ليل الأربعاء الخميس، على أنه لم تكن هناك أي تدل علامات على وجود غرباء في المدينة، ولا أي دليل أو تلميح لاختباء زعيم داعش بينهم.
وتعليقا على ذلك، قال شاب يدعى أمير: "ما زلنا مصدومين.. كنا نعيش على بعد مسافة قصيرة من ذلك المنزل ولم يكن لدي أدنى فكرة عن حقيقة من يقطنه".
هيئة تحرير الشام
بدوره، أعرب محمد محمود، بقال من أطمة، عن دهشته واستغرابه لسكن رأس داعش في المنطقة، قائلا: "غريب وجود هذا الرجل بيننا دون أن نعلم".
كما أضاف "لم يكن هناك أي دليل على وجوده بالمنطقة، إذ توجد نقاط تفتيش على ثلاث جهات من المدينة ولا أحد من المسلحي (التابعين لهيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب) كشفه".
جثة زعيم التنظيم
يذكر أن كافة المعلومات ترجح أن يكون الميكانيكي الذي كان يقطن الطابق السفلي من مساعدي قرداش. وقد قتل مع عائلته أيضاً ومسلح آخر خلال المواجها التي وقعت بعيد الإنزال الذي نفذته وحدة أميركية خاصة (من قوات ديلتا فورس) عبر مروحيات ليل الأربعاء الخميس قرب المنزل.
ما دفع القرشي إلى تفجير حزامه الناسف، حيث قتل فورا مع زوجته الأولى والثانية، فضلا عن أطفاله.
أما الجثث، فقد أفادت المعلومات بأن عناصر من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) أخذتها إلى مكان مجهول.