سيناريوهات انتصار الثورة السلمية في السودان


ركن نقاش

سيناريوهات انتصار الثورة السلمية في السودان

عيسى إبراهيم

على جميع المتطلعين لانتصار الثورة الشعبية السودانية والمناصرين لها وعلى وقودها من الشباب كنداكات ورباطة وشباب راكبي رؤوس ومجاميع السودانيين مهاجرين ومغتربين وما زالت قلوبهم معلقة باستار الوطن الحزين أن ينتهجوا نهج العصف الفكري البناء لإيجاد الدعم اللازم لإنجاح المدنية، وفيما يلي محاولة لإرساء سيناريوهات متوقعة ممكنة وغير ممكنة يمكن أن تكون شاحذة لإعمال الفكر للخلاص المرتجى:

أولاً.. العوامل الخارجية:

لا شك هناك من ينتظر اختلال توازن القوى وتضارب المصالح بين جيش الإنقاذ المؤدلج وقوات الدعم السريع، وينتظر أن يحدث صراع بين المكونين، وفي رأيي أن النتيجة أياً كانت فهي انتظار عبثي غير منتج إذ أن كلا المكونين من إفرازات عصابات الإنقاذ وليس في انتصار أيٍّ منهما صلاح للشعب السوداني وإنما المزيد من التعقيد والتشظي غير الحميد، خاصةً وأن موضع المعاناة لكليهما واحد هو فض اعتصام القيادة الدامي..

نوبة صحيان ضمائر:

الاعتماد هنا على اعتبار أن داخل الجيش المؤدلج يمكن أن يكون هناك من لم تتلوث أيديهم بدماء الثوار في الاعتصام أو في المسيرات السلمية، وبطول مراقبتهم ومتابعتهم يمكن أن يكون بينهم من يصحو ضميره وتنشط وطنيته ويكون عامل تغيير لصالح الشعب الثائر فيحدث التغيير لصالح المدنية..

عبد الواحد نور والحلو:

لعل أي تحرك من قبلهما سيعطي فرصة لعسكر الإنقاذ للتهييج والحشد وإطالة بقائهم في السلطة التي هي بلا شرعية أصلاً.

أولاً: العمل الأممي والدولي:

يغلب على العمل الأممي والدول الضاغطة والمؤيدة الطابع الدبلوماسي قليل العائد على المدى الطويل، كما أن ضغوطات الدول الصديقة تركِّز مع الضغط الدبلوماسي على العقوبات المادية على بعض المتنفذين وهي في الغالب غير مؤثرة، كما أن اللجوء إلى العقوبات المادية دائماً ما تطال المسحوقين من الشعوب ولا تؤثر على المتنفذين، كما أن خشية لجوء العسكريين إلى لعبة التوازنات بالاحتماء إلى المعسكر الشرقي “روسيا والصين” والعزلة المترتبة على ذلك كما حدث ويحدث في سوريا..

ثانياً: العوامل الذاتية:

أول ما يمكن لفت النظر إليه هو عمل لجان المقاومة في إغلاق خط الشمال وكان عملاً مؤثراً ولفت إليه أنظار الجميع وكشف الكثير من خبايا العسكر وضلوعهم في التغطية على الفساد وتدمير الاقتصاد الممنهج لصالح دول مجاورة ومن ذلك الكشف عن عملات سودانية مزورة مع بعض العابرين من سائقي الشاحنات..

تجربة العصيان المدني:

أخبرني من هو عالم ببواطن الأمور أن ما تمت تجربته من عصيانات مدنية كانت ناجحة وفي مرات شلّت وسط العاصمة الخرطوم رغم أن بعض المؤسسات الحساسة مثل قطاع الكهرباء وإمدادات المياه كانت تعمل استثناء، وكان تقييمه أن العصيان في مجمله فاق نسبة الستين في المئة ومازال التجريب والحشد في الاتجاه المطلوب مستمراً..

المليونيات المواكب المسيرات:

انتظمت جميع أرجاء البلاد بلا استثناء محافظة على سلميتها رغم استمرار سلطات العسكر بلا شرعية في سفك الدماء الغالية وادعاء العسكر أنهم لا يطلقون الرصاص على المتظاهرين باعتبار أن طرفاً ثالثاً هو من يطلق الرصاص وهو ادعاء باطل بسبب أن الأمن برمته هو مسؤوليتهم وتقاعسهم في كشف الطرف المزعوم هو أكبر دليل على ضلوعهم في القتل إما مباشرة أو بغض الطرف عن الفاعلين، المهم أن المسيرات والحشود المليونية والمواكب المدنية مستمرة حتى إقامة السلطة المدنية وإن رغمت أنوف القتلة..

الترتيبات الأمنية وكعب أخيل العسكر:

من الواضح أن العسكر يحرصون على عرقلة إنفاذ الترتيبات الأمنية، وإن تمت تتم وفق رؤيتهم، ولقد طالب حمدوك بإنفاذ الترتيبات الأمنية لإنشاء جيش قومي وطني بعقيدة قومية لحماية الوطن والمواطن وسار على دربه فولكر “يونيتامس” فلجأ البرهان لانقلابه على الشرعية، وعلى الثوار التركيز على وجوب إنفاذ تلك الترتيبات وفي إنفاذها تجريد للعسكر من ترتيباتهم وعراقيلهم فحرصهم على ابقاء الحال كما هو هو كعب أخيلهم..

قوة الإجماع تغني عن العنف:

قوة الإجماع التي تحققت للشعب في ثورة اكتوبر أغنته عن اللجوء لاستخدام العنف في اقتلاع عسكر نوفمبر 58، وما أخذ على الثورة آنذاك أنها اجمعت على إزالة العسكر إزالة الطلاح ولم تأتِ بالإصلاح، ومن هنا لابد من الانشغال بإيجاد البرامج للحكم المدني المرتقب كمثال توطين الرحل والاتجاه نحو الإنتاج الزراعي والتصنيع وعدم تصدير الخام وإعداد الطاقة اللازمة وتنويعها من شتى المجالات مثل الرياح والطاقة الشمسية والكهرباء من السدود والتوربينات والاهتمام بالتعليم في جميع مستوياته والعمل على إحداث نهضة صحية إلى آخر ما نحتاجه من برامج سياسية واقتصادية واجتماعية.. (ولنا عودة إن شاء الله)

eisay1947@‪gmail.com

تاريخ الخبر: 2022-02-07 03:21:37
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية