أودى الإعصار "باتسيراي" بحياة عشرة أشخاص على الأقل ودفع نحو 48 ألفاً للنزوح عندما ضرب مدغشقر ليل الاثنين، وفق ما أعلنت هيئة إدارة الكوارث بالبلاد.

وتراجعت قوّة الإعصار لاحقاً لكنّه أحدث أضراراً واسعة في الجزيرة الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، والتي لا تزال تعاني تداعيات عاصفة استوائية ضربتها مطلع العام وأوقعت قتلى.

وهطلت أمطار غزيرة وهبّت رياح عاتية على منطقة مانانجاري (شرق) قبل أن يصل الإعصار إلى البر، ما أدّى إلى اقتلاع أشجار وأجبر السكان على إنزال أسقف منازلهم الحديدية الضعيفة، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في مدغشقر أن الأمطار ستحدث فيضانات في مختلف مناطق البلاد.

ووصل "باتسيراي" إلى البر في مانانجاري ليل السبت في صورة "إعصار استوائي شديد" صاحبته رياح بلغت سرعتها 165 كيلومتراً في الساعة، وفق ما أفاد فالي أريتيانا فابيان من هيئة إدارة الكوارث.

وحذّر المكتب الوطني للأرصاد من "أضرار كبيرة وواسعة"، مفيداً بأنّ معدّل سرعة رياح الإعصار انخفض بنحو النصف إلى 80 كيلومتراً في الساعة، بينما تراجعت حدة الرياح إلى 110 كيلومترات في الساعة في الحد الأقصى مقارنة بـ235 كيلومتراً في الساعة سُجِّلَت لدى وصول الإعصار إلى اليابسة.

جرف مقبرة

في مقبرة ببلدة ماهانورو شرق البلاد والمطلّة على البحر، جلست ماري فيفيان راسواناندراسانا على الأرض تنظر إلى جثث زوجها ووالد زوجها وابنتها.

وأدّت الأمواج العالية إلى جرف التلة الرملية التي كانت جزءاً من المقبرة. وتسبب ذلك بفتح بعض المقابر وترك بعض الجثث، بينها جثث عائلة راسواناندراسانا مكشوفة.

وقالت الأرملة البالغة 54 عاماً: "قبل أيام قليلة كان البحر بعيداً لكن جرى إبلاغي هذا الصباح بأن الأمواج جرفت قسماً من المقبرة".

"مدينة مدمرة بنسبة 95%"

في مانانجاري مركز الإعصار حين ضرب مدغشقر، قدّر السكان أن معظم أنحاء البلدة دُمِّر.

وقال أحد السكان ويدعى فابي: "مانانجاري مدمرة بالكامل، أينما تذهب فسترى كل شيء مدمَّراً". وقال رجل آخر يدعى فانا إنّه متأكّد أنّ "95% تقريباً من المدينة قد دُمِّر".

في انتسيراب على بعد 365 كيلومتراً شمال غرب مانانجاري اقتلعت العاصفة الأشجار في متنزه البلدة.

وكانت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية توقّعت سابقاً أن يشكّل الإعصار "تهديداً جدياً" لمدغشقر بعد مروره من جزر موريشيوس وتعرض جزيرة لارينيون الفرنسية لأمطار غزيرة.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي تقديرات من السلطات المحلية تشير إلى أن نحو 595 ألف شخص قد يتأثرون بشكل مباشر بالإعصار باتسيراي وقد ينزح 150 ألفاً بسبب انزلاقات التربة والفيضانات.

وتشكل العاصفة خطراً على نحو 4.4 مليون نسمة بشكل عام كما أعلن الهلال الأحمر والاتحاد الدولي للصليب الأحمر.

وزاد الاحتباس الحراري من مخاطر الفيضانات والعواصف الاستوائية.

ولا تزال مناطق في جنوب مدغشقر تتعافى من أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ أربعة عقود.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الأحد أمام قمة القادة الأفارقة في أديس أبابا إنّ القارة "تشهد أسوأ تداعيات الظاهرة المترافقة مع الاحتباس الحراري مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير".