حلوة يا بلدى.. المشاركون فى تزيين ميادين مصر يتحدثون لـ«الدستور»

تضع الدولة شعار «صناعة الجمال» نصب أعينها، وهى تعيد بناء وتجميل البلاد، من أول البنية التحتية حتى إنشاء المدن الجديدة، ليكون الشكل العام لمصر مواكبًا لحضارتها العظيمة، ومن بين تلك الجهود مسابقة «تصميم الميادين»، التى أطلقتها الحكومة لإعادة تطوير الميادين الرئيسية. 

ووجه اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، المحافظين بإعداد حصر للميادين العامة، التى تحتاج للتطوير وفقًا لرؤية معمارية وبصرية، مع الاحتفاظ بالشكل القديم الأصلى لها، الذى يمثل طابعًا معماريًا متميزًا، ووضع أسس التعامل مع الفراغات العمرانية كالحدائق والشوارع والأرصفة والإنارة والألوان المستخدمة مع مراعاة طبيعة كل محافظة.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من المشاركين فى مسابقة «تزيين الميادين» وخبراء التخطيط العمرانى، لـ«الدستور»، حول تلك المبادرة ودورها فى إعادة الشكل الحضارى للميادين، وغيرها من التفاصيل.

محمد رامى:الدولة تعمل على تحقيق نقلة فى شكل العمران

شدد محمد رامى، خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة بنى سويف، مشارك فى مسابقة «تصاميم ميادين مصر»، على أن الدولة تبذل جهودًا مضنية من أجل تطوير البنية التحتية.

وأضاف «رامى» أن مسابقة تصاميم ميادين مصر، التى تُقام بشكل مستمر، إنجاز عظيم سيسهم فيما بعد فى تنشيط السياحة.

واعتبر أن قياس قوة الحضارات يكون بمعرفة مدى قدرتها على تبنى مشروعات قومية تؤثر فى المجتمع، وتحقق نقلة نوعية للعمران، لتكون رئة جديدة للجهاز الحكومى للدولة، مما يخلق فى نفوس كل المصممين دوافع الإبداع ليتفردوا بتصميماتهم المميزة التى ستجمل ميادين مصر.

وأشار إلى مشاركته فى تلك المسابقة منذ بداية دورتها الأولى، ثم قرر الاشتراك مرة أخرى بعدما رأى ثمارها فى الميادين، فضلًا عن كونها تُقام وفقًا لمعايير خاصة لتقييم المشروعات.

وأوضح أنه من بين تلك المعايير وجود رؤية متكاملة للمشروع، وأن يتماشى مع روح العصر، ويعبر عن هوية مصر والعاصمة، كما أن إجراءات الانضمام للمسابقة ميسرة، بداية من ملء استمارة المشاركة مرفق بها التصميمات و«الماكيت المجسم»، وصورة البطاقة الشخصية، والسيرة الذاتية وصورة شخصية.

وحسب وزارة التنمية المحلية، فإن الخطة الاستثمارية للوزارة، خلال العام المالى الحالى ٢٠٢١/٢٠٢٢، تتضمن تخصيص ١٩٫٨ مليار جنيه لدعم الاحتياجات العاجلة والطارئة للمحافظات، ومنها تجميل الميادين العامة التى تم حصرها، وتطوير الحدائق، وتحسين البيئة ومد شبكات الكهرباء والإنارة ورصف الطرق، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتلبية احتياجاتهم.

وأعلنت أن المحافظات سترشح الميادين التى تحتاج إلى التطوير، لطرحها فى المسابقة التى تنظمها الوزارة بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضارى، لتصميم ٢٧ ميدانًا رئيسيًا فى عواصم المحافظات على مستوى الجمهورية كمرحلة أولى.

وذكرت أنه تم حصر ٤٠ ميدانًا تحتاج إلى التطوير وإعادة الوجه الحضارى لها، فى ١٦ محافظة هى: الإسكندرية والبحيرة ومطروح والمنوفية والغربية وكفرالشيخ وجنوب سيناء والإسماعيلية والشرقية وبنى سويف والمنيا والوادى الجديد وسوهاج وقنا وأسوان والبحر الأحمر، لافتة إلى أن الحصر ركز على الميادين التى تتطلب إعادة صياغة الرؤية الجمالية بها

مجدى العسال: خطوة تحمى الهوية المصرية

شدد مجدى العسال، مصمم معمارى، أحد المشاركين فى مسابقة تصميم ميادين الجمهورية، على أهمية الدور الكبير الذى يلعبه هذا المشروع القومى فى تزيين ميادين مصر، بسواعد شبابية مصرية قادرة على التأثير، واصفًا المشروع بأنه خطوة استثنائية لتطوير الميادين. وقال «العسال»: «يتطلب الأمر إجراء دراسات كثيرة، بهدف تنفيذ خطط التطوير، مع المحافظة على الهوية المصرية، ويتم طرح الأفكار ومناقشتها واختيار الأفكار المميزة». وأضاف: «كنت أحد المشاركين فى مسابقة تصميم ميادين العاصمة الإدارية، ولكن لم يحالفنى الحظ فى الفوز، ومع ذلك، استفدت من هذه التجربة، واكتسبت خبرات كثيرة، وزادت معلوماتى، وحاليًا أدعم كل زملائى الراغبين فى الانضمام للمسابقة». وأوضح «العسال» أنه أنشأ مجموعة «جروب» لمساعدة المشاركين، عبر إبلاغهم بأهم الإجراءات اللازمة للانضمام إلى هذا المشروع القومى، وأبرز المعايير التى يجرى تقييم المشروعات من خلالها، ومن بينها أن يتماشى التصميم مع روح العصر، وأن يعبر عن هوية مصر والعاصمة، كما يحقق قيمة جمالية، والأهم أن يكون قابلًا للتنفيذ والتشغيل والصيانة.

صبرى الجندى:محاولة لإعادة الجمال مجددًا

ذكر صبرى الجندى، مستشار سابق لوزير التنمية المحلية، أن مصر تمتلك العديد من الميادين فى المدن والمحافظات، خاصة القاهرة والإسكندرية، وكلها يحظى باهتمام خاص، وتوجد فيها تماثيل للقادة والزعماء التاريخيين على مدى التاريخ، ابتداءً من الأسرة العلوية وحتى الرئيس أنور السادات. وأضاف «الجندى»: «بعض الميادين أطلق عليه أسماء الزعماء، مثل محمد فريد ومصطفى كامل وطلعت حرب، والكثير منها عانى من إهمال كبير، وتسعى الدولة حاليًا لإعادتها إلى سابق عهدها». وواصل: «الحكومة تنظم مسابقات مستمرة يتقدم لها عدد من المكاتب الاستشارية الهندسية بتصميمات لتطوير هذه الميادين، وتقدم بالفعل عدد كبير من المكاتب بتصوراتها ورؤيتها لهذا التطوير». ورأى أن الهدف من هذا التطوير هو إعادة الجمال إلى المدن المصرية، وتثبيت الهوية البصرية للمشاهد، وإعطاء أو إضفاء صبغة من الجمال على هذه الميادين، ورفع جودة الحياة بالنسبة للمواطن أثناء المرور عليها. واختتم: «هذا التطوير دليل على حرص الدولة على إحياء سيرة الزعماء التاريخيين، الذين تحمل هذه الميادين أسماءهم وتماثيلهم».

الحسين الحسان: أتمنى البدء بمحافظات الصعيد

أكد الدكتور الحسين الحسان، خبير التطوير والتنمية المستدامة استشارى المناطق غير الآمنة، أن تطوير المدن يتماشى مع التنمية المستدامة، متمنيًا البدء بمحافظات الصعيد. وأضاف «الحسان»: «صندوق تطوير العشوائيات، الذى يسمى الآن صندوق التنمية الحضارية، أعد خطة لتطوير المدن والمحافظات بـ٣١٨ مليار جنيه، وكانت غير كافية، لأن هناك ٢٣٦ مدينة تابعة للإدارة المحلية و٥٢ مدينة تابعة للمجتمعات العمرانية». وواصل: «مسابقة التنمية المحلية تعتبر خطوة مميزة، لأن هناك كثيرًا من المدن فى حاجة ماسة إلى التطوير وتوسيع الشوارع، من أجل التضييق على فكرة (التوك توك) فى مصر، والمساعدة فى استخدام بديل له». واعتبر أن المسابقة «تتماشى مع ما نشرته وزارة الإنتاج الحربى حول طرح بديل للتوكتوك، وتتناغم مع التطوير الحضارى الذى يحدث فى مصر منذ فترة طويلة». وأضاف: «مصر لها باع طويل فى تطوير المدن، وفازت القاهرة وشرم الشيخ فى العديد من المسابقات الدولية التى تخص المدن السياحية والمتميزة على مستوى العالم، وأرى أن محافظات الصعيد تحتاج إلى التزيين، بما يتماشى مع اهتمام الدولة الحالى بالصعيد».

أحمد مجدى:تقدم حلولًا عملية لأزمات المرور

قال أحمد مجدى، فنان تشكيلى من محافظة القليوبية، أحد المشاركين فى مسابقة «تصميم ميادين مصر»، إن جهاز التنسيق الحضارى يحرص على تطوير الميادين العامة على مستوى الجمهورية بشكل مستمر، مع تنوع الرؤى والأفكار لتطوير وتزيين ميادين مصر، والحفاظ على الهوية المصرية. واعتبر أن هذا المشروع القومى «يتضمن تقديم حلول ومعالجات مرورية، ومراعاة حركة المشاة وذوى الإعاقة، والحرص الشديد على استخدام الخامات والألوان التى تتناسب مع الطابع المعمارى لكل منطقة، وهو ما يتحقق من خلال الدراسة والبحث المدقق عن خصائص كل منطقة». وكشف عن مشاركته مسبقًا فى هذا المشروع، وتحديدًا لتصميم ميادين العاصمة الإدارية، لكنه لم يستكمل السباق نظرًا لإصابته بفيروس «كورونا»، مشددًا على أنه على استعداد تام لخوض التجربة مجددًا. وتابع: «حرصت على المشاركة فى المسابقة، بتحضير تصاميم عدة مميزة تظهر فيها الهوية المصرية، بالتعاون مع زميل لى، الذى تشارك معى الأفكار والرؤى لخروج التصميم بأفضل شكل ممكن»، مشددًا على أن «الدراسة والبحث سر نجاح أى تصميم».

تاريخ الخبر: 2022-02-07 21:21:04
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية