كشفت مصادر أميركية مطلعة أن تهديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا يحبط آمال إدارة الرئيس جو بايدن في إطلاق استراتيجية الأمن القومي قريبًا. وبحسب المصادر يمكن أن تتغير الوثيقة المطلوبة بشكل كبير اعتمادًا على ما إذا كان الزعيم الروسي سيغزو أوكرانيا وكييف.
ولكن بشكل عام من غير المرجح أن يغير الرئيس جو بايدن ومساعدوه تأكيدهم الأساسي على أن الصين وليس روسيا، هي التهديد الأكبر على المدى الطويل لأميركا وفقا لموقع "بوليتكو" الأميركي.
ويشترط القانون أن يقدم الرؤساء استراتيجية للأمن القومي سنويًا، لكن الإدارات غالبًا ما تفشل في تلبية هذا المعيار، ولم يقدم فريق بايدن استراتيجية العام الماضي على الرغم من اعتقاد الكثيرين في عالم السياسة الخارجية أنها ستفعل ذلك.
وتغيرت تلك التوقعات بعد ذلك إلى الربع الأول من عام 2022. وقال مسؤول رفيع اليوم إن الإدارة تعتقد أنها ستفي "بتاريخ الإصدار المتوقع"، لكنها لن تحدد هذا التاريخ".
وأكد شخص مطلع على القضية أن خطة روسيا غير الواضحة لأوكرانيا هي أحد العوامل التي تؤثر على التوقيت. ومن الناحية العملية، يمكن لغزو بوتين لأوكرانيا أن يشكل توجها لكيفية تحديد الولايات المتحدة لأولويات التهديد الروسي في وثيقتها الاستراتيجية. وهنا يمكن للإدارة أن تجد نفسها في وضعية الانتظار حتى يتحرك بوتين.. ووفقا لمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية وصف هذا الوضع "بالصعب".
وأشار التقرير نقلا عن خبراء أن تأخير إصدار الوثيقة هو خطوة حكيمة.. وتابع "قد يكون هذا تغييرًا كبيرًا في البيئة الأمنية". وقد تطرح الوثيقة بينما يتم انتهاك أو تغيير في أحد افتراضاتها الأساسية مما قد يتسبب في إعادة تقييم الاستراتيجية.
وفي آذار/مارس الماضي، أصدرت إدارة بايدن وثيقة استراتيجية مؤقتة - وهي خطوة غير مسبوقة - حددت العديد من أولويات سياستها الخارجية. وتم ذكر روسيا عدة مرات، بما في ذلك اعتبارها قوة "مزعزعة للاستقرار".
ومع ذلك، فإن الصين هي التي حصلت على المزيد من الإشارات ووصفت بأنها "المنافس الوحيد المحتمل القادر على الجمع بين قوتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتشكيل تحد مستدام لنظام دولي مستقر ومنفتح".
من جهتها قالت أندريا كيندال تايلور، مسؤولة المخابرات الأميركية السابقة ذات الخبرة في شؤون روسيا، إن التغييرات المتعلقة بروسيا في نظام الأمن القومي لبايدن لا ينبغي أن تكون مجرد عملية تجميلية لأن أزمة أوكرانيا "نقطة تحول مهمة في روسيا والولايات المتحدة.
