خطاب معوض يرصد حكاية حارة "السنانين" وسبب تسميتها في "أصل الحكاية"

تعتبر الأمثال الشعبية، خلاصة تجارب وآراء عدد من حكماء الشعب المصري على مر التاريخ، وبالتالي فقد أصبحت الأمثال الشعبية التي نتداولها بيننا حاليا عبارة عن مزيج من تجارب جميع العصور التي مرت بها مصر والأمثال الشعبية المصرية متشعبة ولها جذور ثابتة في التراث المصري منذ آلاف السنين.

وفي أحدث مؤلفاته والصادرة عن دار غراب للنشر والتوزيع، يرصد الباحث في التراث المصري، خطاب معوض خطاب، أهم الأمثال الشعبية المصرية وأصلها، وفي أي مناسبة قيلت ولماذا ومن قائلها. كما يوثق الكتاب أصول أسماء بعض وأشهر الشوارع والحارات المصرية.

ومن أطرف وأغرب الأسماء التي تحملها إحدي حارات القاهرة كما رصدها كتاب "أصل الحكاية"، حارة السنانين. وعنها يقول "معوض": القربية والفحامين والقصاصين والعقادين والنحاسين ودرب المهايبل ودرب المقشات وبير المش وبيت القاضي وخان الخليلي والظاهر والأزبكية والسنانين والصرماتية ودرب شكمبة والصناديقية والمغربلين والعباسية والسكاكيني والسروجية والدرب الأحمر والخيامية والسقايين وبركة الفيل وتل العقارب ودرب المهابيل وغيرها من شوارع وحارات وأحياء مصر القديمة وراء كل اسم منها حكاية وأصل وسبب لتسميتها بهذا الاسم الذي اشتهرت وعرفت به.

ومعظم الحارات القديمة أطلق عليها اسم سكانها، حيث كان يسكنها أصحاف الحرف والمهن التي كانت سائدة في ذلك الوقت البعيد، حيث كان أصحاب المهنة الواحدة يتجمعون معا ويسكنون بجوار بعضهم البعض في تلاحم عجيب، ومن هذه الحارات: القربية والفحامين والنحاسين والمغربلين والسروجية والسنانين والخيامية.

فدرب المهابيل مثلا أطلق عليه هذا الاسم بسبب وجود بعض محال البوظة داخله، وكان أهالي الشارع والمنطقة من رواد هذا المحال التي كانت تقدم لهم شراب البوظة المسكر، مما كان يجعلهم سكارى وأشبه بالمهابيل في أغلب الأوقات.

ومنطقة المغربلين كان معظم سكانها من العطارين اللذين اعتادوا القيام بغربلة عطارتهم بالغرابيل وذلك حتى تخلو هذه العطارة من الشوائب ولذلك سميت هذه المنطقة بالمغربلين. أما منطقة السروجية فقد كانت معروفة بأنها منطقة مخصصة لصناعة جميع لوازم الجياد وخيول من السروج والحدوات، ولذلك سميت المنطقة بالسروجية.

وبالنسبة لشارع القربية فقد أطلق عليه الاسم لأن معظم سكانهذا الشارع اشتهروا بصناعة وبيع القرب التي كانت تستخدم في السقاية والري وما يسمى بخض اللبن، أما منطقة الخيامية فقد كان يسكنها صناع الخيام الذين كانوا يتفننون في صناعتها كأجمل ما يكون.

ــ من ورش سن السكاكين أتخذ الشارع اسمه
ويلفت "معوض" إلي: حارة السنانين تعد واحدة من أشهر الحارات المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي، وقد سميت الحارة بهذا الاسم نظرا لوجود العديد من ورش سن السكاكين ومختلف الأسلحة البيضاء والمقصات بها، وذلك قبل أن يدور الزمن دورته وتنقرض هذه المهنة أو تكاد، ومع الوقت تحول معظم قاطني الحارة إلى صناعة وبيع السبح بمختلف أشكالها وألوانها.

والجميل في هذه الحارة أنها تجمع بين عبق وأصالة التاريخ وإبداع وجمال الحاضر، وعبق التاريخ تراه وتشعر به متجسدا بالفعل وأنت تسير في جميع طرقات شارع المعز والحارات المتفرعة منه، وعلى ناصية حارة السنانين نرى عبق التاريخ متجسدا في جامع الأقمر، والذي يعد واحدا من أجمل المساجد الفاطمية رغم صغره، فهو يمتاز بجمال زخرفة واجهته الحجرية المتفردة، وقد بناه الوزير مأمون البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله في سنة 1125 ميلادية، وقد سمي بالجامع الأقمر نظرا للون حجارته البيضاء والتي تشبه لون القمر.

بينما نجد جمال وإبداع الحاضر متمثلا في مركز الربع الثقافي الموجود على يسار الداخل إلى حارة السنانين، وهذا المركز له واجهتان، الصغرى تطل على شارع المعز لدين الله الفاطمي، والكبرى تطل على حارة السنانين، وتم إنشاء المركز في سنة 2005 مكان إحدى الوكالات القديمة المتهدمة، وبواسطة جهود مجموعة من الشباب تم تحويل مركز الربع إلى مركز إشعاع ثقافي، حيث تقام به العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وذلك بالإضافة إلى وجود معرض للكتب الجديدة والقديمة بأسعار في متناول الجميع.
 

تاريخ الخبر: 2022-02-12 00:21:06
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية