مشروع رفضه مولاي حفيظ العلمي وأطلقته الوزيرة مزور.. الانتقال الرقمي في الحكومة يبدأ بـ «فضيحة» علامة «موروكوتيك»


  • زينب مركز

تفجرت الأيام الماضية قنبلة من العيار الثقيل في قلب مشروع ضخم يتعلق بالتحول الرقمي، وبالضبط بعلامة “موروكوتيك”. ومن خلال المعطيات الاستقصائية التي تم الكشف عنها، توجد غيثة مزور الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي في قلب زوبعة وصل صداها إلى البرلمان، من خلال سؤالين وجههما مصطفى إبراهيمي عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إلى وزيرة الاقتصاد والمالية، والوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي، طالب فيهما بفتح تحقيق في ما وصفه بـ”فضائح تلاحق علامة MoroccoTech تتعلق باستفادة شركة شبح بلا تجربة، من قروض المواكبة، التي يدعمها صندوق الضمان المركزي CCG، والتي أعطيت انطلاقة العمل بها بتاريخ 14 يناير 2022.

 

هذه القضية تتعلق باعتماد مشروع العلامة الوطنية للترويج الرقمي “موروكوتيك”، باقتراح من الفيدرالية المغربية للتكنولوجيا والأفشورينغ، الذي كان الوزير السابق مولاي حفيظ العلمي قد رفضه، وبمنح صندوق الضمان المركزي، من خلال صندوقInnov Invest الاعتماد لشركة وصفت بـكونها “شبح” تنتحل صفة، عبارة عن تطبيق إلكتروني، بدون تجربة ولا شهادات، وتستفيد من قروض مواكبة المقاولات والمشاريع المبتكرة، مع وضع هدف الوصول إلى تمويل 20 مشروعا، واعتبارها حاضنة للمقاولات المبتدئة.

 

حفل باذخ يخفي أعطابا في أول الطريق

 

اعتمدت الحكومة «مذكرة التوجهات العامة للتنمية الرقمية بالمغرب في أفق 2025»، التي تترجم الإرادة في تسريع ورش التحول الرقمي بغاية الاستجابة للتحديات السوسيو-اقتصادية الجديدة التي فرضها التحول العالمي وإكراهات وباء كورونا، وقد اعتبرت الحكومة في أبريل 2020 مذكرة التوجهات العامة بمثابة خارطة طريق مندمجة في مجال التنمية الرقمية، تم إعدادها بإشراك جميع الفاعلين المعنيين من قطاع عام وقطاع خاص ومجتمع مدني، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات العمومية، وتجويد الإنتاجية والتنافسية للاقتصاد الوطني وتقليص الفوارق الاجتماعية…

 

مخطط «المغرب الرقمي» لسنة 2020 جاء كبديل لاستراتيجية «المغرب الرقمي» التي انطلقت سنة 2013 من أجل دعم تنافسية المملكة في مجالات الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي من خلال استفادتها من التقنيات التكنولوجية التي سلطت الجائحة الضوء على أهميتها.

 

وفي حفل باذخ يوم 14 يناير الماضي أطلق المغرب العلامة الوطنية للترويج للقطاع الرقمي المغربي MOROCCO TECH، بمبادرة من الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وبتعاون مع اتحاد فيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المرحلة (الأوفشورينغ) APEBI، وبشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات AMDIE، ووكالة التنمية الرقمية ADD، والاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM، إضافة إلى جمعية مستخدمي أنظمة المعلوميات بالمغربAUSIM وتيكنوبارك الدار البيضاء.

 

وتتجلى أهمية هذه المبادرة في «تجميع المنظومة الرقمية حول هوية موحدة، وإبراز أهمية المنجزات والنجاحات الوطنية ومؤهلات المغرب في المجال الرقمي بهدف جلب الاستثمار المحلي والدولي».

 

شهد الحفل الافتتاحي، الذي ترأسته غيثة مزور الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بحضور يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، تدخلات مبشرة بانطلاق الهوية الجديدة للمشهد التكنولوجي المغربي. لكن كما يقول الفرنسيون فالكلمات المذهبة غالبا ما تخفي وراءها أعطابا بلا حدود، وقد كان وراء الأكمة ماوراءها، وها هي الكرة اليوم في مرمى الوزيرة غيثة مزور والثنائي أمين رزوق والمهدي علوي المسؤولان عن اتحاد فيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المرحلة (الأوفشورينغ) APEBI، اللذين من المفترض حسب قانون الاتحاد أن تكون ولايتهما قد انتهت في يناير الماضي، وهو ما طرح معه سؤال حول السبب في عدم عقد الجمع العام لانتخاب مسؤولين جدد حفاظا على دورية مؤتمر اتحاد فدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المرَحلة؟

 

مشروع رفضه وزير سابق

 

أول سؤال يواجهه المطلع على خبايا هذا الملف هو كيف قامت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة باعتماد مشروع العلامة الـوطنية للترويـج الرقمي «موروكوتيك»، باقتراح مـن الفيدرالية المغربية للتكنولوجيا والأفشورينغ رغم أن الوزير السابق مولاي حفيظ العلمي رفضه، يتساءل موقع «لوديسك»، ولو فقط لفائدة الشك؟ ثم كيف منح صندوق «الضمان المركزي» مـن خـلال صندوق «إينوف أنفيست»، الاعتماد لشركة شبح بدون تجربة ولا شهادات، وهي عبارة عن تطبيق إلكتروني، وتنتحل الصفة، ومثقلة بديون ضريبية فاقت 585 ألف درهم؟

 

هكذا اهتزت العلامة التجارية التكنولوجية السيادية للمغرب «موروكوتيك» قبل إطلاقها، بينما كان الهدف من الحدث الرسمي للإعلان عنها «أن تكون النتيجة السعيدة لجهد توافقي طويل الأمد ونقطة انطلاق لمغامرة غير مسبوقة للنظام البيئي الرقمي المغربي» حسب علي عمار مدير موقع «لوديسك».

 

في يونيو 2020 في عز الإغلاق الشامل الناتج عن أزمة كوفيد 19، لجأ الثنائي مهدي علوي وأمين رزوق على رأس Apebi الاتحاد المغربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأفشورينغ، بعد خمسة أشهر من انتخاب مجلسها، إلى تقديم برنامج لوضع الأسس لمبادرة رقمية على نطاق وطني، ضمنها خطة طوارئ»Hack covid» التي ستحظى بدعم العديد من الفاعلين الاقتصاديين الكبار خاصة في مجال تكنولوجيا الاتصال.

 

في 22 فبراير 2021 سيستقبل رئيس الحكومة يومها سعد الدين العثماني رئيس فيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات، أمين زروق ونائبه مهدي علوي، وحاتم بنجلون المكلف بالعلاقات العامة والخدمات، حيث أبرزوا أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال وترحيل الخدمات يكتسي أهمية بالغة، وأن محنة كوفيد19 أعطت القطاع فرصة ذهبية يمكن الاستفادة منها. لكن بعد مدة، سيكتشف الوزير السابق مولاي حفيظ العلمي أن هناك شيئا ما لا يسير بالشكل المطلوب في المشروع الذي قدمه الشابان رزوق وعلوي، ودعا Apebi إلى أن تكون أكثر ديناميكية، لاقتراح مشاريع ملموسة ووضع توصيات تتناسب مع الحاجيات المستعجلة، وهو ما لم يستجب له الطرف المعني.

 

كانت الجائحة وسياسة الإغلاق الشامل قد فرضت على وزارة التعليم الاستنجاد بالحل الرقمي عبر التدريس عن بعد، وبعد اجتماعات واتفاقات، لم تخصص اعتمادات لوزارة التربية الوطنية في ميزانية 2021 للموضوع، لذلك يؤكد موقع لوديسك توقف كل شيء، وهو ما أغضب Apebi ومسؤوليها الثنائي أحمد رزوق ومهدي علوي، بعدما طارت الأموال المرتقبة من المشروع المدر لثروة طائلة. لقد أخطأوا الوجهة لذلك سيتجهون إلى قطاعات صناعية مثل السيارات.

 

بعد مسار طويل، ستكشف الصحافة أنه تم حجز أسماء نطاق موقعي moroccotech.ma وmoroccotech.com لكن الشركة غير موجودة، بينما تم التحقق من موقع moroccotech.org المحجوز من قبل مهدي علوي عبر إحدى شركاته. كيف لم تلجأ الحكومة من خلال الوزارة الوصية إلى التأكد من وجود الشركة والموقع المقدم باسم العلامة التي تم التعاقد على أساسها وتقديمها كعلامة لفائدة المملكة ومشروعها الطموح؟

 

فجر موقع «لو1» المغربي تفاصيل مثيرة تخص هذه العلامة التي لم تتأكد الوزيرة غيثة مزور من تسجيلها بالمكتب المسؤول عن الملكية الفكرية، والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، وهل تعود للشركة التي حازت صفقة تقديم علامة الثورة الرقمية بالمغرب؟

 

لقد تضررت سمعة الثنائي زروق والعلوي نتيجة لمسلسل طويل من الإخفاقات -حسب نفس الموقع-، حتى جاءت المنقذة الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي غيثة مزور، لتعيد الروح لمشروع محتضر كان قيد الدفن.

 

بُعد آخر من الابتزاز الذي تم اللجوء إليه للحصول على التمويل، بالنسبة للمقاولات المعتمدة من طرف صندوق الضمان المركزي، وصل لتنازل المقاولات المعنية عن جزء من رأسمالها، بلغ نسبة 30 % حسب ما كشفه موقع «لو 1» وموقع لوديسك، وهو ما ساهم في تردي مناخ الرقمنة، وهجرة العديد من الكفاءات، التي تمت عرقلة مشاريعها المقاولاتية وتطورها، ثم كيف وضع الصندوق المركزي ثقته في شركة شبح؟

 

من هما الثنائي أمين زروق ونائبه مهدي علوي اللذان ارتبطت بهما قضية “موروكوتيك؟

 

وراء السيرة الذاتية الطويلة والمخملية التي يعرضها مهدي علوي (مولاي المهدي الحسني) في ملفه الشخصي على موقع لينكد إن: كـ «رائد الأعمال التكنولوجية، مساعد الشركات الناشئة، المستثمر والخبير في تطبيقات الأجهزة المحمولة والإعلان والابتكار…» تختفي حقائق كثيرة بدأت تظهر للوجود مع قضية «موروكوتيك».

 

مهدي العلوي، مهندس وخريج السوربون، مدير عام حاضنة المقاولات «لافاكتوري»، يقدم نفسه كمقاول شاب قام بتأسيس مقاولات ناشئة (سكريندي، ميديا موبيليتي، بوب أونلاين، إيما…) إضافة إلى ترؤسه لجنة الاقتصاد الرقمي بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، وجمعية «هاك بيتش»، ومشاريع أخرى تملأ صفحته الشخصية على موقع «لينكد إن»، غير أن موقع «لو1» سيكشف أشياء أخرى في السيرة الشخصية لمهدي علوي الذي أنشأ في عام 2007 شركة Media Mobility France، وهي شركة مساهمة برأسمال قدره 37000 يورو. المساهم الوحيد، يقول الموقع المغربي الذي يرفع شعار «ذكاء المعلومة» سيعين على رأس الشركة ربة بيت السيدة لطيفة عبد الكاوي. تجربة نسيت الأخيرة ذكرها في ملفها الشخصي على Linkedin. في الفترة الممتدة بين 3 غشت 2007 و2 فبراير 2011، تاريخ خروجها من النظام الأساسي كوكيل لشركة Media Mobility France.

 

علاوة على ذلك، فإن مهدي علوي، يذكر في سيرته الذاتية أنه قبل إنشاءMedia Mobility France شغل من أبريل 2003 إلى يونيو 2006 منصب مهندس الهاتف المحمول في واحدة من أكبر وكالات الويب الدولية في باريس «أفانس للوسائط المتعددة» حيث يدعي أن هذه الوكالة تم شراؤها من قبل مجموعة بابليسيس».

 

ويضيف الموقع ذاته: «بحثنا ولم نعثر على أي أثر لهذه الوكالة الدولية المفترضة. لا مقال، ولا أرشيف لإنجازاتها.

 

تضاعفت التناقضات في حياة مهدي المهنية، ففي هذه الوكالة الدولية المفترضةAvance Multimédia، التي يقدمها على أنها متخصصة في خدمات الويب والإعلانات الفاخرة، يؤكد أن مهمته كانت تصميم وتطوير شبكة اجتماعية متنقلة نموذجية للاجتماعات تسمى «Play&Meet». ويضيف أنه أنشأ في نفس الوقت، شركة مواعدة على شبكات الهاتف المحمول كانت ستمنح نفس اسم النموذج الأولي الذي كان يعمل عليه وهو «Play&Meet». مع العلم أنه خلال هذه الفترة، كان فايسبوك قد برز للتو، ولم يكن مفهوم الشبكات الاجتماعية مفهوما منتشرا بعد، والأهم من كل هذا هو أن العالم كان لايزال متصلاً بـ 2G . وجهاز Iphone الذي سيحدث ثورة في الهواتف الذكية بعد سنوات قليلة، لم يتم تسويقه بعد. فكيف يدعي مهدي العلوي أنه عمل على شبكة مواعدة اجتماعية؟!

يخلص تحقيق ذات الموقع إلى التساؤل: هناك أمر من اثنين: إما أنه كذب في سيرته الذاتية أو أنه يقول الحقيقة. وفي هذه الحالة يكون الأمر أكثر خطورة،لأنه استولى على نموذج أولي للعميل الأول بشكل غير قانوني. الأمر يتعلق حسب الموقع ذاته بـ «عدم الأمانة وسرقة العلامات التجارية».

 

أمين زروق، حاصل على ماستر في أنظمة المعلومات لجامعة باريس 12 فال دو مارن. مؤسس شريك ومدير عام «ألتين ديليفري سانتر المغرب»، فرع مغربي لشركة دولية في الهندسة والاستشارات في التكنولوجيا. نجح إلى جانب مهدي علوي في رئاسة Apebi الاتحاد المغربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأفشورينغ في يناير 2020 في ما يشبه تبادل الأدوار، حيث سلطا الضوء على نجاحاتهما الافتراضية وتقديم نفسيهما كمحاور متميز للسلطات العامة في قطاع التكنولوجيا الذي قاما ببيع منصة لها.

 

تنافس زروق وعلوي مع الثنائي يوسف العلوي المدير الشريك لشركة Mobiblanc، وعبد اللطيف تارحين المدير العام والمؤسس الشريك لشركة Nétopia Solutions، للفوز برئاسة الفيدرالية 2022. انتخب أمين زروق ممثلا في المغرب لمجموعة ألتين الفرنسية المتخصصة في الاستشارات التكنولوجية، بصفته مدير عام «ألتين دي سي موروكو» ومهدي العلوي، مدير عام «أببي إديتور»، على التوالي رئيسا ونائب رئيس فيدرالية التقنيات الحديثة والاتصال والأوفشورينغ في يناير 2020، لولاية يفترض أنها انتهت في 14 يناير الماضي.

 

فكيف نجح الثنائي المنتخب، في تقديم برنامج يستند على خمسة محاور، تتمثل في الوصول إلى أكبر عدد من الأسواق عبر قافلة «ديجتال 4 أول»، والتطوير السريع للرأسمال البشري عبر مشروع «سكيلز 4 أول»، ومعهد للتدريب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دون أن يفيا بما التزما به؟

 

هذه صورة مصغرة عن بداية غريبة للحكومة في قطاع باعته للمغاربة على أساس أنه وجه كفاءتها الخارق تكنولوجيا فإذا بها فضيحة أخرى تنضاف إلى ما نعرفه عن سابقاتها في 100 يوم ونيف.. فقط لا غير.

تاريخ الخبر: 2022-02-17 12:18:00
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 68%
الأهمية: 83%

آخر الأخبار حول العالم

تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه “البيرييه” من الاسواق

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية