تتغير أسباب اختيار الناس لأنظمتهم الغذائية بين تحسين الصحة، وإنقاذ الوزن، أو توفيراً للمال، كما حدث في الثمانينات حين اتجهت الغالبية للمنتجات قليلة الدسم، قبل أن يرتفع الطلب، في التسعينيات، على الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، فيما أصبح الأكثر شيوعاً حالياً هو الاتجاه لمنتجات البروتين النباتي والوجبات الجاهزة.
ويشير خبراء التغذية إلى ضرورة الوعي باستمرارية الحصول على الفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية التي يحتاجها الجسم عند استبدال الأنظمة الغذائية، من خلال الرجوع لأطباء متخصصين، بحسب ما نقله موقع شبكة إيه بي سي الأميركية.
وكشفت ورقة بحثية جديدة عن مؤشر جديد يهدف إلى مساعدة الأستراليين على اتخاذ خيارات غذائية مستنيرة والحصول على العناصر الغذائية الموصى بها لصحة جيدة.
هل يحصل الأستراليون على ما يكفي من العناصر الغذائية؟
ينشر مكتب الإحصاءات الأسترالي جداول توضح المدخول المعتاد من العناصر الغذائية المختارة عبر السكان. توضح الجداول أيضاً نسبة الأستراليين الذين يقل مدخولهم الغذائي المعتاد عما يُعرف باسم «متوسط المتطلبات المقدرة».
بينما يأكل البالغون الأستراليون بطرق متنوعة، فإنهم يحصلون عموماً على ما يكفي من بعض العناصر الغذائية بغض النظر عن وجباتهم الغذائية.
على سبيل المثال، يبدو أن معظم الناس يحصلون على كمية كافية من النياسين (فيتامين بـ3) والفوسفور. وتشير الجداول إلى أن 97 في المائة من الأستراليين يحصلون على ما يكفي من فيتامين سي.
ومع ذلك، فإن تناول كميات غير كافية من الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين بـ6 والزنك أمر شائع.
ويستهلك نحو ثلثي البالغين الأستراليين كمية أقل من الكالسيوم مما هو موصى به (والذي يتراوح من 840 إلى 1100 مجم - يوم حسب العمر). ومما يثير القلق أن 90 في المائة من النساء فوق سن الخمسين لا يحصلن على ما يكفي من الكالسيوم.
ينتشر تناول الزنك غير الكافي بين الرجال الأستراليين - أكثر من نصف الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً يستهلكون أقل من المستويات الموصى بها.
بينما يقترب من 50 في المائة من البالغين الأستراليين بتجاوز الحد الموصى به من تناول السكريات التي تشمل مكونات السكر في العسل وعصائر الفاكهة.
الاهتمام بالمغذيات قليلة الاستهلاك
تشدد الإرشادات الغذائية الأسترالية على ضرورة تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة للبقاء بصحة جيدة
وتنصح الإرشادات بضرورة الاهتمام الخاص بالأطعمة التي تعد مصادر مهمة للمغذيات التي لا يحصل أعداد كبيرة من الأستراليين على ما يكفي منها، بما يتطلب ذلك إدراج المزيد من هذه الأطعمة في نظامهم الغذائي.
في الوقت نفسه، يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على سكريات مجانية باعتدال فقط.
يسعى مؤشر الغذاء الجديد إلى مساعدة الأستراليين على تحقيق ذلك، من خلال توفير تركيبة مغذية شاملة مصممة وفقاً للسياق الغذائي الأسترالي.
يتضمن المؤشر ثمانية فيتامينات (B1. B2، B3. B6. B12، حمض الفوليك، A وC)، وثمانية معادن (الكالسيوم، والفوسفور، والزنك، والحديد، والمغنيسيوم، واليود، والسيلينيوم والموليبدينوم)، إلى جانب البروتين والسكريات الحرة.
ويسجل المؤشر درجات عالية للأطعمة إذا كانت منخفضة في السكريات الحرة، وغنية بالعناصر التي يحتاج إليها العديد من الأستراليين - الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين بـ6 والزنك وفيتامين أ.
مقايضة الأطعمة والحفاظ على المواد الغذائية الضرورية
يمكن استخدام المؤشر لمقارنة الأطعمة التي يمكن اعتبارها بدائل، سعياً وراء نظام غذائي أكثر صحة، أو بأسعار معقولة، أو أفضل للبيئة.
في حالة منتجات الألبان، سجل 250 ملي من الحليب كامل الدسم 0.160. والحليب قليل الدسم تقريباً عند 0.157.
يوضح المؤشر المقايضات الغذائية المحتملة عند اختيار بدائل الألبان، حيث سجلت جرعة 250 ملي من مشروب الشوفان المدعم بالكالسيوم 0.093. دون إغناء الكالسيوم، فيما انخفضت النتيجة إلى 0.034.
بالنظر إلى اللحوم، سجل 100 غرام من اللحم البقري الخام قليل الدهن 0.142 بينما سجلت حصة مكافئة من برغر نباتي مصنوع من بروتين البازلاء، مع العديد من الفيتامينات والمعادن المضافة، نفس النتيجة تقريباً عند 0.139. بما يوضح هذا أن البدائل النباتية ليست بالضرورة أقل كثافة من حيث المغذيات.
يوضح المؤشر أيضاً الاحتياجات الغذائية المختلفة للنساء والرجال.