لا تزال العواصم الغربية تراقب من كثب التطورات الميدانية على الحدود الروسية-الأوكرانية، في الوقت الذي لم يتأكد لدى قادتها ما إذا كانت روسيا سحبت فعلاً قواتها العسكرية وتراجعت عن اجتياح أوكرانيا.

وفي هذا السياق أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية نيد بريس الخميس أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بيلنكن "عرض لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في أوروبا الأسبوع المقبل. ورد الروس باقتراح مواعيد في نهاية الأسبوع المقبل. وهو ما وافقنا عليه بشرط ألا يحصل غزو روسي لأوكرانيا".

ومن جانبها نشرت وزارة الدفاع البريطانية الخميس خريطة قالت إنها تظهر خطة الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا على مرحلتين.

وقالت الوزارة على حسابها الرسمي على تويتر تعليقاً على إعلان روسيا سحب بعض وحداتها إلى قواعدها بعد الانتهاء من المناورات العسكرية: "لم نر أي دليل على انسحاب القوات الروسية من المناطق الحدودية لأوكرانيا".

وأضافت: "يمكن لروسيا أن تغزو أوكرانيا من دون سابق إنذار".

وأدرجت وزارة الدفاع البريطانية في منشورها الذي حمل اسم "تحديث استخباراتي" خريطة لخطة الغزو المحتملة.

ووفقاً للخريطة فإن المرحلة الأولى ستجري عبر بيلاروسيا في الشمال إلى العاصمة الأوكرانية كييف من محورين، على أن تدعم بالجنود المتمركزين على الأراضي الروسية شمال شرقي أوكرانيا.

وأما المرحلة الثانية ستجري من مدينة دنيبرو إلى مدينة فينيتسا التي تبعد عن مولدوفا 130 كيلومتراً، ومن شبه جزيرة القرم إلى أوديسا المدينة الساحلية على البحر الأسود.

وعلى الصعيد ذاته أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الجمعة أنّ روسيا تُعرّض أمن أوروبا للخطر من خلال "مطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة".

وجاء تصريح الوزيرة الألمانية قبل موعد انعقاد مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي الذي من المنتظر أن تُهيمن على جدول أعماله الأزمة الأوكرانية.

وقالت بيربوك في بيان رسمي إنّه "مع نشر غير مسبوق لقوّات على الحدود مع أوكرانيا ومطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة، فإنّ روسيا تتحدّى المبادئ الأساسية لنظام السلام الأوروبي"، داعيةً موسكو لإظهار "جهود جادّة لخفض التصعيد".

وأفادت بيربوك بأن دول مجموعة السبع مستعدة لإجراء "حوار جاد" مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية.

وأشارت إلى أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع الذين يجتمعون السبت سيبعثون "رسالة وحدة" مفادها "أننا مستعدون لحوار جاد حول الأمن للجميع".