كشفت عمليات ضبط المخدرات خلال الأشهر الأخيرة، مدى استفحال مشكلة انتشار المخدرات في المملكة العربية السعودية، الدولة الغنية التي أصبحت وجهة مفضلة لتجار المخدرات.

ووفق ما جاء في تقرير سابق نشره موقع "فورين بوليسي" الأمريكي فإن أكثر من نصف المواد المخدرة المضبوطة في الشرق الأوسط مؤخراً، كانت في السعودية. لتكاد تصبح بذلك المملكة "عاصمة المخدرات" في الشرق الأوسط، على حد توصيف الموقع.

وبينما تكافح الأجهزة الأمنية هذه الظاهرة المقلقة في المملكة، كشفت تقارير أمنية جديدة، انتشاراً واسعاً لمادة مخدرة خطيرة جداً اشتهرت باسم "الشابو"، وشاع رواجها بخاصة في الأحياء الشعبية، مما يجعل مهمة الشرطة السعودية في ضبطها، مهمة صعبة.

المخدرات تجتاح المملكة

في تصريح إعلامي لقناة "روتانا خليجية" كشف مدير شرطة منطقة مكة المكرمة، اللواء صالح الجابري، عن أرقام وإحصائيات "صادمة" تظهر مدى انتشار المخدرات في المملكة وبخاصة في الأحياء الشعبية.

وحذر الجابري السعوديين قائلاً "لو يعلم أهل الأحياء المجاورة عن خطورة الأحياء العشوائية ما سكنوا بجوارها". موضحاً أن كميات كبيرة من المخدرات تناهز حدود 218 كيلوغراماً قد ضبطت داخل هذه الأحياء في فترة قصيرة.

وتابع الجابري حديثه قائلاً "أستطيع أن أقول بأنه في بعض طرقات الأحياء العشوائية أصبح البيع لهذه المواد علانية."

وعبر اللواء الجابري عن عجز الأجهزة الأمنية في مكافحة هذه الظاهرة، وعدم قدرتها على "فرض السيطرة الأمنية الكاملة على تلك الأحياء مقارنة بالأحياء المنظمة، لأنها ضيقة غير منظمة مرورياً ولا تسمح بدخول سيارات الأمن لضيق الشوارع، ما يسهل عمل مروجي المخدرات." على حد تعبيره.

وبالرغم من القوانين والإجراءات الصارمة كافة، إلا أن الطلب على المواد المخدرة في المملكة، وبخاصة الكبتاغون والهيروين والحشيش، قد ازداد خلال السنوات الأخيرة.

وتعتبر الفرق الأمنية أن ضبطها لملايين الأقراص ومئات الكيلوغرامات من المواد المخدرات خلال الأشهر الماضية، لا يعد سوى غيض من فيض، وأن الكميات المنتشرة أكبر من ذلك بكثير، ويتمركز أغلبها في الأحياء العشوائية التي أصبحت مقراً لتجار المخدرات.

"الشابو" مخدر الشوارع الأكثر خطورة

بينما تدق السلطات والأجهزة الأمنية نواقيس الخطر، محذرة من عواقب استفحال ظاهرة انتشار المخدرات في المملكة، كشف الجابري عن رواج لمادة مخدرة جديدة وصفت بأنها أخطر المواد المخدرة وتعرف باسم "الشابو".

وفي هذا السياق أفاد اللواء بأن "الشابو تعد من أخطر المواد المخدرة الآن، لأنها تؤدي إلى الإدمان من الاستعمال الأول للشخص. تشكل خطراً على أبنائنا وبناتنا. من الممكن أن تصبح الفتاة رهن مروج المخدرات من استعمالها الأول، يمكن استغلالها في سلوكيات خاطئة غير أخلاقية".

وحسب ما أوضحته العديد من التقارير الإعلامية، فإن مخدر "الشابو" أو "الكريستال ميث" أو "الآيس"، يعتبر من أنواع المخدرات التخليقية المستخرجة من مادة الميثامفيتامين، ويجري تصنيعه معملياً في شكل بلورات أو حبات لامعة بيضاء أو زرقاء اللون.

وكان استخدام "الشابو" في بداية ظهوره عام 2009، يقتصر في عدد من الدول العربية، على أبناء الطبقات الغنية، وذلك بسبب ارتفاع أسعاره بشكل جنوني، إلا أنه أصبح بعد ذلك في متناول الجميع بسبب انخفاض سعره وسهولة تصنيعه في معامل صغيرة، ليطلق عليه اليوم اسم "مخدر الشوارع".

وفي معرض جوابهم عن الآثار السلبية لتعاطي هذه المادة، أفاد عدد من الأطباء المختصين، بأن للشابو آثاراً خطيرة جداً على المخ، ويؤدي إلى الاكتئاب وزيادة اليقظة والانتباه وفقدان الشهية وتسارع ضربات القلب وزيادة معدل التنفس وارتفاع ضغط الدم.

ولكن الأخطر من ذلك هو التأثيرات طويلة المدى المترتبة عليه والتي تتمثل أساساً في الإصابة بفيروس نقص المناعة، والفيروسات الكبدية الوبائية.

كما لفت الاختصاصيون إلى أن متعاطي الشابو يصبح عدوانياً وعنيفاً بشكل كبير، ويميل أيضاً في غالب الأحيان إلى الانتحار.

TRT عربي