يأتي كتاب “القهوة تاريخ عالمي”  للكاتب والمؤرخ البريطاني “جوناثان موريس” ترجمة تحسين الخطيب، والصادر عن مشروع “كلمة” عن أبوظبي ، ليوثق ويؤرخ  بدايات القهوة على الأرض، كيف أصبحت مشروبًا رسميًا للعديد من البلدان في مختلف العالم.

يوثق الكتاب لعادات القهوة وتعدد أنواعها، واختلاف طقوسها من مجتمع لآخر، بجانب ذلك طرق تحضيرها، وارتباطها بالأماكن المفتوحة، وكيف لاقت في بداية  ظهورها رفضًا دينيًا، وقبولًا شعبيًا، وتاريخ انتقالها إلى المجتمعات العربية.

يذهب المؤرخ البريطاني جوناثان موريس إلى التأكيد على أن القهوة مشروب عالمي، فالبن يزرع بغرض التجارة في أربع قارات ويستهلك  بحماسة  في القارات السبع جميعًا، إذا يعشق  علماء القارة القطبية الجنوبية قهوتهم، وثمة ماكينة  لتحضير قهوة الإسبرسو الإيطالية في محطة الفضاء الدولية.

ويشير جوناثان،  إلى أن بداية رحلة القهوة من الغابات الإثيوبية إلى المزارع في أمريكا اللاتينية، ومن المقاهي العثمانية إلى مقاهي الموجة الثالثة ومن ركوة القهوة إلى ماكينة الكبسولات.

ويعد كتاب "القهوة ..تاريخ عالمي" أول  تاريخ عالمي للقهوة كتبه مؤرخ محترف، وهو يفسر كيف أكسب العالم القهوة مذاقًا، ولماذا يختلف مذاقها اختلافًا شديدًا في أرجاء المعمورة، فمن ظهور المشروب أول مرة بين الطرق الصوفية في الجزيرة العربية إبان القرن الخامس عشر وصولًا إلى مستهلكي القهوة المتميزة في آسيا في القرن الحادي والعشرين.

يشير الكتاب إلى زراعة البن بدأت في اليمن، وبحلول القرن السادس عشر، أصبحت معروفة في بلاد فارس، ومصر، وسوريا، وتركيا، وسرعان ما انتشرت في أوروبا.

يتطرق الكتاب إلى شاربي القهوة، ولماذا شربوها وأين، وكيف جهزوها وبأطعمها إلى جانب ذلك يعرف الكتاب بالمناطق التي زرع فيها، وطرق زراعته، ومن عمل في المزارع ، ومن هم أصحابها، وكيف عولجت حبات البن وتم التجارة بها، وكيف نقلت، بالإضافة إلى أنه يستقصي المشاريع التجارية التي تقف وراء المتاجرة بالبن، ويفحص بدق الجغرافيا السياسية التي تقف وراء البني التى تصل المنتجين بالمستهلك.

 يتناول الكتاب التفاصيل الدقيقة لخريطة وجود القهوة في العالم، إلى جانب ذلك يتضمن اتفاق البن الدولي والذي عقد عام 1962 ووقعت عليه 44 دولة مصدرة و22 دولة مستورة للبن، وكان الهدف الأبرز من تلك الاتفاقية هو تحقيق توازن منطقي بين العرض والطلب، وتوفير أسواق للمستهلكين، عقب تلك الاتفاقية تم تأسيس منظمة البن العالمية، والتي بدورها شكلت مجلس لمراقبة تنفيذ التوصيات والبنود التى خرجت بها اتفاقية البن.