عقدت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية الاثنين جلسة لمناقشة تهديد الإرهاب اليميني المتطرف في ألمانيا بالتزامن مع الذكرى الثانية لهجوم هاناو الإرهابي الذي أودى بحياة 4 أتراك.

وفي الجلسة التي جاءت بعنوان "البحث عن العدالة لضحايا هاناو: تهديد الإرهاب اليميني المتطرف في ألمانيا"، جرت مشاركة قصص قصيرة لمن فقدوا أرواحهم في الهجوم، كما عُرض شريط فيديو لمقابلات مع عائلات الضحايا.

وفي 19 فبراير/شباط 2020 شهدت مدينة هاناو الألمانية اعتداء عنصرياً مسلحاً أطلق فيه توبياس راثجين النار على مقهيين يرتادهما أجانب معظمهم أتراك.

وأدى الهجوم الإرهابي إلى مقتل 9 أشخاص بينهم 4 أتراك، فيما أصيب 5 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة.

وفي مقطع فيديو مصور أرسل إلى الجلسة قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إنه "من أجل القضاء على مشكلة العنصرية في المجتمع الألماني من الواجب أن يجري الاعتراف بوجود مشكلة من الأصل، فلا علاج من دون تشخيص".

وأشار ألطون إلى أن مشكلة العنصرية في ألمانيا يجري إنكارها من قبل السياسيين والمسؤولين الحكوميين والصحفيين، وأكد أن بعض السياسيين الذي يعبرون عن دهشتهم عند وقوع أعمال إرهابية "ركبوا قطار العنصرية مع اليمين المتطرف".

ونبه في الوقت ذاته إلى التعامل العنصري من قبل وسائل الإعلام الألمانية التي تُعرّف المهاجمين البيض بأنهم "مجانين"، فيما تصف المهاجمين من غير البيض بـ"الإرهابيين".

من جهته أكد الصحفي كلاوس يورجنز أحد المتحدثين في الجلسة ضرورة شرح مزايا التعددية الثقافية للأجيال الجديدة في ألمانيا من أجل منع كراهية الأجانب، منوهاً بأهمية العمل الأكاديمي في هذا المجال.

بدوره قيَّم المحامي فاتح زنغال أنه كان بإمكان الشرطة الألمانية إنقاذ الضحايا إذا جرى اتخاذ الإجراء الصحيح في هاناو، وتحدث زينغال عن تفضيلات الشرطة وممارساتها وقت وقوع الحادث.

وأشار زنغال إلى أن الاعتداءات العنصرية تتواصل بطرق مختلفة وأنه من أجل القضاء على التمييز والعنصرية يجب قبول الحوادث باعتبارها مشكلة اجتماعية لا شخصية.

من جانبه تحدث رئيس تحرير TRT الألمانية كان ألبير عن طريقة تعامل وسائل الإعلام في ألمانيا مع الحوادث الإرهابية، وأشار إلى أنه إذا كان مرتكب الحادث ذا خلفية مهاجرة فتستخدم وسائل الإعلام الألمانية على الفور مصطلحات مثل "الإرهاب الإسلامي"، وقال إن بعض وسائل الإعلام تعتبر هذه فرصة لإلقاء اللوم على القرآن والإسلام".

وكانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قالت أثناء مشاركتها بإحياء ذكرى الضحايا في مقبرة هاناو: "لا شيء يهدد التعايش السلمي في مجتمعنا مثل التطرف اليميني"، وأضافت: "سنفعل كل ما بوسعنا لتوفير حماية أفضل للأشخاص الذين يتعرضون للتهديد والهجوم في بلادنا".

TRT عربي - وكالات