موسيقية الألحان القبطية (١٦)




عزيزي القارئ، أريد أن أحدثك اليوم عن موضوع هام يشكل عنصرا أساسيا في الألحان القبطية وهو “الزخارف والحليات”

فالزخارف والحليات في مصر بشكل عام هي سمة من قديم الزمن وقد بلغت أوجها في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة متمثلة في الدقة والبراعة في رسوماتهم ونقوشاتهم على المعابد وتيجان الأعمدة والقصور والتماثيل وأوراق البردي وآثار مصر الفرعونية التي تملأ جميع متاحف العالم. وقد إستخدم المصريون القدماء أدوات زخرفية مثل قرص الشمس وزهرة اللوتس والبشنين والأقحوان والسوسن والبردي وسعف النخيل والعنب.

ومما لاشك فيه أن هذا الطابع الزخرفي كان منعكساً على فنون الموسيقى، حتى إمتد الى الموسيقى القبطية التي ظهرت فيها الزخارف والحليات بكل صورها: الأبوجياتورة[1] Appoggiatura وهي توجد في ألحان عديدة مثل لحن مرد الأبركسيس الكبير ولحن الرسل أوندوس، والأتشكاتورة[2] Acciaccatura والتيراتا[3] Tirata والفيوريتورا Fioritura والمــوردنتي[4] Mordente والجروبيتو[5] Gropetto التي تعتبر من أكثر أنواع الزخارف شيوعاً في الموسيقى القبطية وتظهر بشكل واضح في بعض قفلات الألحان، والتريل[6] Trill والتي توجد كثيرا أيضاً في النغمات الممتدة بألحان الكنيسة القبطية وتختتم بالجروبيتو.

والزخارف اللحنية إما تكون في صلب اللحن الرئيسي فهذه ثابتة يلتزم بها كل من يؤدي اللحن بلا أدني تغيير، مثل هذه التي يحويها الجزء الأخير من المزمور السنجاري الذي يرنم به في عيدي الميلاد والقيامة حيث يموج بالزخارف أثناء الإنشاد بالهلليلويا مرتان في ختام اللحن.

وإما أن تكون من الزخارف التي يضيفها المرتل أثناء الأداء بهدف تجميل اللحن والتعبير عن عمق المعاني، وفي هذا يكون لكل مرتل أسلوبه الخاص في زخرفة هذه الألحان حسب أحاسيسه وإمكانياته الصوتية خاصة وأن هذا الأسلوب في الزخرفة المرتجلة ينبع من وجدانه. ولا يمكن أن يتفق مرتلان أو أكثر في أداء نفس الزخارف عند أداء نفس اللحن. كما أن المرتل الواحد عند تكراره لترتيل لحن معين لا يمكن أن يكرر نفس الزخارف متطابقة.

وكتب نبيل كمال يقول:”وعندما يرتل الكاهن منفرداً، يكون حراً في التعبير بالزخارف اللحنية حسب أحاسيسه الروحانية دون التعرض لأي تحريف في هيكل اللحن. أما عند ترتيل مجموعة من الشمامسة أو المصليين معاً، فيلاحظ في أدائهم أسلوباً آخر، حيث يبدأون ببطئ الى حدٍ ما، كما يلاحظ تلاشي الزخارف اللحنية أثناء هذا الترتيل الجماعي. وتؤدي الترنيمة كلها من المنطقة الغليظة في أصوات المرتل”[7].

ومن ضمن الموسيقيين المشهورين الذين تخصصوا في دراسة الميليسما والزخارف في الموسيقى الكنسية الشرقية “روبرت لاخ”، وقد إقترح بعض المبادئ العامة في تصنيف الزخارف اللحنية كالآتي:

النوع الأول: وتدور فيه الزخارف حول محور نوتة واحدة، ويسمى هذا النوع Periheletic أي الزخارف المحورية وتشمل أنواع الترتيل والموردانت المختلفة وهذه أبسط وأقدم أنواع الزخارف.

النوع الثاني: وهو عبارة عن مجموعة من التسلسلات النغمية الصغيرة بعد خروجها من بداية الجملة بشرط ان تكون في اتجاه واحد (صعوداً أو هبوطاً) ويسمى هذا النوع بالزخارف المسلسلة.

النوع الثالث:ويختص بزخرفة نهاية الجمل الموسيقية كنوع من القفلة. والخبيرة “إيلونا بورساي” نشرت مقال فيه دراسة لأنواع الزخارف في اللحن القبطي “تين أو أوشت” والذي دونته “مارجريت توت” حيث قسمت “إيلونا” الزخارف في هذا اللحن الى نوعين:

زخارف يتراوح عدد درجاتها بين واحد وأربعة وهذا النوع يسبق درجة رئيسية في الجملة.
زخارف كالنوع السابق ولكنها تلي درجة رئيسية في الجملة.

والخبيرة مارجريت توت كانت تستعمل جهاز الميلوجراف في تدويناتها الموسيقية للألحان القبطية، وهذا الجهاز يحدد جميع الزخارف اللحنية في أصوات المرتلين.

تاريخ الخبر: 2022-02-22 09:21:04
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية