مع تزايد التصعيد في أوكرانيا، ودخول القوات الروسية شرق البلاد المسيطر عليه من انفصاليي دونيتسك ولوغانسك، تتزايد مخاوف الغوة الروسي للأراضي الأوكرانية غرب الدونباس، وما قد ينتج عنها من موجة لجوء جديدة ستستقبلها الدول الأوروبية المجاورة.

ويحد أوكرانيا غرباً أربع دول من الاتحاد الأوروبي، هي المجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا. ويربط بينها وبين الأراضي الأوكرانية 31 معبر حدودي رسمي، تحظى بولندا بحصة الأسد منها بـ 12 معبراً. هذه المعابر، حسب تقديرات البنتاغون، التي سيعبرها ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ أوكراني إذا غزت روسيا بلادهم.

ويضاف هذا الأمر إلى انشغالات الاتحاد الأوروبي بخصوص الأزمة الأوكرانية، ما دفع دول جوار كييف إلى الدخول في سباق مع الوقت للاستعداد لاستقبال أولئك اللاجئين. بيد أن هذه الاستعدادات في جانب منها تبقى متأخرة، ويشوب الغموض في جانب آخر منها حول رد السلطات على هذه الموجة.

بولندا والمليون لاجئ

أفادت مفوضة الأمم التحدة للاجئين الثلاثاء بأن الوضع في أوكرانيا "مشحون للغاية" وينذر بتوافد عدد كبير من اللاجئين. في موجة ستكون أوروبا أراضي الاستقبال الرئيسية لها، ومن المرجح أن تواجه بولندا القسم الأكبر منها.

بالنسبة إلى سلطات وارسو فهي مستعدة للأسوأ، هذا ما صرَّح به نائب وزير داخليتها ماتيي فوتشيك، بأن بلاده "مستعدَّة لاستقبال مليون لاجئ أوكراني". فيما أشارت تقارير على أن الحكومة البولندية تجهز المنشآت العسكرية القريبة من حدود أوكرانيا لاستقبال الفارين من الحرب، كما تبني مخيمات لذات الغرض.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الجنود الأمريكيين الذين وصلوا إلى بولندا الأيام الأخيرة، والذين يقدر عددهم بـ5000 عنصر، متمركزون الآن على الحدود الشرقية مع أوكرانيا، لمساعدة الجيش البولندي في إنشاء مراكز استقبال للاجئين.

غير أن عدداً من المراقبين يشككون في هذه الجاهزية المفترضة لبولندا، واحد منهم ميشال بارانوفسكي، مدير فرع صندوق مارشال الألماني بوارسو، الذي اعتبر أن "كل هذه الاستعدادات أضغاث أحلام ولا يمت للواقع بصلة". ويضيف بارانوفسكي بأن "أقصى ما يمكن للاستعدادات البولندية الوصول إليه هو 40 ألف فضاء مؤقت لإيواء اللاجئين".

ترقب وغموض

بالنسبة إلى سلوفاكيا، التي تقع هي الأخرى في دائرة استقبال موجة اللاجئين الأوكران المحتملة، قال وزير دفاعها ييروزلاف ناد بأنه: "من المحتمل أن يتوافد عشرات الآلاف". وأضاف الوزير أن "الحكومة السلوفاكية أعدت ثلاث خطط لإدارة موجة اللاجئين المحتملة".

وقال مدير مكتب الهجرة في وزارة الداخلية السلوفاكية يان أورلوفسكي: "لدينا الآن ثلاث منشآت لاستقبال اللاجئين، يمكن أن تؤهل كل واحدة بـ1000 شخص، ويمكننا توسيع ذلك بإنشاء محطات استقبال مؤقتة". فيما لم تستقبل سلوفاكيا موجة لاجئين منذ حرب البوسنة إلا حوالي 4300 طلب لجوء طيلة العشرية الأخيرة، ما يطرح عدة أسئلة بشأن استعدادها للموجة القادمة.

وفي رومانيا، لا زالت الحكومة لم تتعدَّ مرحلة دراسة خيارتها ولم تمر إلى لتنفيذ بعد. هذا ما كشف عنه وزير داخليتها لوسيا بودي قائلاً: "إننا ندرس جاهزية مراكز الاستقبال في المقاطعات الشمالية للبلاد، وهناك خطة ثانية ندرسها مع دول الجوار، وثالثة على المستوى التراب الوطني".

فيما يشوب الغموض استعداد المجر لاستقبال موجة اللاجئين المحتملة، وهي التي يقودها فيكتور أوربان المقرب من بوتين، بالمقابل يحذر فاعلون في المجتمع المدني من العراقيل التي يمكن أن تخلقها القوانين المجرية المشددة أمام اللاجئين.

وبموجب هذه القوانين سيتوجب على طالبي اللجوء تقديم ملفاتهم في سفارة المجر بكييف أو بيلغراد قبل دخول أراضي البلاد، وإلا سيجرى ترحيلهم إلى صربيا.

TRT عربي