تحدث تقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو" عن تعرض القاعدة البحرية أوشاكيف إلى هجوم روسي شرس صباح اليوم الخميس، ليسفر عن إصابة أربعة جنود بجروح بليغة، ومن المرجح أن ترتفع حصيلة الضحايا.

وتعتبر أوشاكيف قاعدة بحرية إستراتيجية اكتست أهمية كبرى طوال قرون، واشتهرت بكونها موقعاً لمعركة كبرى، اندلعت خلال الحرب الدائرة بين روسيا وتركيا في مايو/آيار 1788.

وبعد حوالي 234 عاماً على ذلك التاريخ، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً، اعترف فيه باستقلال منطقتين منفصلتين في شرق أوكرانيا، وزعم فيه بأن أوتشاكيف، كانت أساسية لخطط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتحويل أوكرانيا إلى نقطة انطلاق لشن هجمات ضد روسيا، على حد تعبيره.

وزعم بوتين أن "مركز العمليات البحرية في أوتشاكوف، الذي بناه الأمريكيون، يجعل من غير الممكن ضمان تصرفات سفن الناتو، بما في ذلك استخدامهم أسلحة عالية الدقة ضد أسطول البحر الأسود الروسي والبنية التحتية الروسية".

وتابع حديثه: " قاعدة أوتشاكوف ستُستخدم لمراقبة القوات العسكرية الروسية المتمركزة في شبه جزيرة القرم".

وتلفت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن ما وصفه بوتين بأنه مجمع بحري متطور للغاية، ليس في الواقع، إلا مثل معظم المواقع العسكرية الأوكرانية، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، عام 1991، ميناء مستنزف ومهدم، وذلك وفق ما أكده قائد محلي.

وخضعت القاعدة لتحديث متواضع فقط بمساعدة مالية من الولايات المتحدة، وذلك بهدف إيواء خمسة زوارق سريعة عسكرية صغيرة من طراز ويلارد، واستيعاب سفن الناتو المشاركة في التدريبات المشتركة في البحر الأسود.

ولتأكيد ذلك، كشف القائد العسكري الأوكراني، فيتالي خارتشينكو في تصريح إعلامي، أن القاعدة البحرية ليست تابعة للناتو على الإطلاق، وأن "القوات الأمريكية بنت عديداً من المباني هناك فقط، من بينها ما يسمى بمركز العمليات البحرية، وهو مبنى صغير مساحته 10 أمتار × 30 متراً، إضافة إلى مرفق لصيانة القوارب ومبنى لتخزين الزوارق العسكرية الخمس".

كما أشار خارتشينكو إلى أن هذه القاعد لن تضاهي الترسانة العسكرية الروسية الهائلة.

وبالرغم من ذلك، فقد كانت قاعدة أوتشاكوف واحدة من الأهداف الافتتاحية في أول غزو عسكري واسع النطاق للقارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. كما تعرضت قواعد أخرى للبحرية والجيش والقوات الجوية لهجمات مماثلة في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك الجزء الغربي من البلاد، بعيداً عن منطقة دونباس الشرقية حيث قضت القوات الأوكرانية سنوات في الاشتباك مع الانفصاليين المدعومين من روسيا.

ومهد بوتين لهذا الهجوم على المدينة، بعد أن استحضر التاريخ قائلاً: "اسمحوا لي أن أذكركم بأنه في القرن الثامن عشر، حارب جنود الإسكندر سوفوروف، من أجل هذه المدينة. وبفضل شجاعتهم، أصبحت جزءاً من روسيا" على حد تعبيره

وأضاف: "الآن، يحاولون إلقاء هذه المعالم من التاريخ في طي النسيان، وكذلك أسماء الشخصيات العسكرية التابعة للدولة في الإمبراطورية الروسية، والتي بدون عملها لم يكن ليصبح لدى أوكرانيا الحديثة عديد المدن الكبيرة وحتى المنفذ ذاته إلى البحر الأسود ".

وحذر بوتين من أنه "يجرى نشر بعثات تدريبية لدول الناتو في أوكرانيا"، وهي في الواقع، عبارة عن قواعد عسكرية أجنبية."

وفي هذا السياق تؤكد "بوليتيكو" في تقريرها على أن الأمر لا يتطلب سوى زيارة ليوم واحد إلى أوتشاكيف لتكتشف أن ادعاءات بوتين ليست خطيرة فحسب، وإنما أيضاً غير دقيقة تاريخياً.

TRT عربي