يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة الجمعة الثامنة مساءً بتوقيت غرينتش للتصويت على مشروع قرار قدّمته الولايات المتحدة وألبانيا يدين غزو روسيا لأوكرانيا ويطالبها بسحب قواتها من هذا البلد، وهو نص محكوم عليه بالفشل بسبب حق النقض الذي تمتلكه موسكو في المجلس بصفتها عضواً دائماً فيه، حسب دبلوماسيين.

وهذا النص الذي صيغ بلهجة حادة موضوع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة لتطبيقه.

وقال مسؤول أمريكي رفيع طلب عدم كشف هويته إن استخدام موسكو "المتوقّع" لحقها في النقض (الفيتو) سيظهر "عزلتها" على الساحة الدولية.

وأكّد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الذي ترأس بلاده مجلس الأمن في فبراير/شباط الذي يتولّى بهذه الصفة جدول أعمال المجلس، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ جلسة مجلس الأمن ستُعقَد الجمعة الثامنة مساءً بتوقيت غرينتش.

وبعد الرفض الذي سيُواجهه النص في مجلس الأمن، يُتوقّع التصويت على نص مشابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعتبر قراراتها غير ملزمة وحيث لا يمتلك الأعضاء البالغ عددهم 193 الحق في الفيتو، وفقاً لدبلوماسيين.

وينص مشروع القرار الذي قُدّم لمجلس الأمن على أنّ المجلس "يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا"، مشيراً إلى أنها تنتهك الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة. وتنص هذه الفقرة على أنه "يجب على جميع الأعضاء الامتناع في علاقاتهم الدولية عن استخدام التهديد أو القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة".

ويطالب النص روسيا بـ"التوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا" والامتناع "عن أي تهديد جديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو في الأمم المتحدة". كما سيجبر موسكو في حال تبنيه على "سحب قواتها العسكرية بشكل فوري وكامل وغير مشروط من أراضي أوكرانيا".

كذلك سيجدد مجلس الأمن وفقاً لمشروع القرار "تمسّكه بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دولياً".

وتتمتّع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين) بحق النقض لمنع صدور أيّ قرارات تتعارض مع مصالحها الخاصة.

ويتطلّب صدور أي قرار من مجلس الأمن موافقة 9 دول أعضاء على الأقل من إجمالي أعضاء المجلس، بشرط ألا تعترض عليه أيّ من الدول الخمس دائمة العضوية.

وأطلقت روسيا فجر الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

وأثار الغزو احتجاجات في الولايات المتحدة وأوروبا وداخل روسيا نفسها، إذ اعتقلت السلطات مئات المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع الخميس.

TRT عربي - وكالات