أعلنت إيران، تزامناً مع استمرار المفاوضات في فيينا، حول إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، بأنها تدرس مسودة الاتفاق، مؤكدة "خطوطها الحمراء" التي لن تتنازل عنها.

وكتب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة على تويتر، السبت، بأن طهران "تراجع بشكل جدّي مسودة الاتفاق".

وجاء إعلان الوزير الإيراني، بعد مكالمة هاتفية أجراها مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وفي وقت يحضر كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، في طهران منذ أيام من أجل التشاور.

وتابع بأنه "جرى توضيح خطوطنا الحمر للأطراف الغربيين، ونحن مستعدون لإنجاز اتفاق جيد بشكل فوري، في حال أظهروا إرادة فعلية".

وأضاف عبد اللهيان في تغريدته "أجريت اتصالاً هاتفياً مع جوزيب بوريل اليوم، والسيد باقري يتواصل مع السيد مورا"، في إشارة إلى الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق المباحثات في فيينا.

كما نقلت الخارجية الإيرانية، عن أمير عبد اللهيان، قوله لبوريل خلال الاتصال الهاتفي، بأن طهران "تبحث عن اتفاق جيد لكن في إطار مصالحها الوطنية، ومع احترام خطوطها الحمراء في المفاوضات".

وتشدد إيران على أولوية رفع العقوبات التي فرضت عليها بعد الانسحاب الأمريكي، والتحقق من هذا الرفع بشكل عملي، ونيل ضمانات بعدم تكرار الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.

وأكد علي باقري، الخميس، وجود حاجة لاتخاذ "قرارات" من قبل الدول الغربية، من أجل عبور "خط النهاية" في المباحثات النووية.

تلى ذلك إعلان، مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، أن المفاوضين أحرزوا تقدماً كبيراً خلال الأيام الماضية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لكن لا تزال هناك قضايا صعبة للغاية.

وقال المسؤول الأمريكي بأن الاتفاق، إذا أمكن التوصل إليه، سيتضمن في الأغلب شروط الاتفاق الأصلي بشأن مستويات تخصيب اليورانيوم في إيران ومخزون اليورانيوم المخصب الذي قد تحتفظ به وعدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكنها تشغيلها.

وترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إجراء بعض التعديلات لمراعاة العقوبات الإضافية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 والتقدم النووي الذي حققته طهران منذ ذلك الحين.

وقال المسؤول "نأمل عندما تعود إيران، أن تعود برغبة في محاولة حل هذا الأمر بسرعة" مشيراً إلى أنه لا تزال هناك خلافات "لا يوجد حل لها مطروح على الطاولة".

وامتنع المسؤول عن ذكر النقاط الشائكة، كما لم يتطرق إلى ما إذا كانت واشنطن قد أقنعت طهران بالموافقة على متابعة المفاوضات بشأن برنامجها النووي أو تطويرها للصواريخ الباليستية أو دعمها لوكلاء إقليميين.

وأفاد، على صعيد منفصل، بأنه لم يجرِ التوصل إلى أي اتفاق في مفاوضات منفصلة بشأن إطلاق سراح أربعة أمريكيين تعتقد واشنطن أن إيران تحتجزهم بغير مبرر.

TRT عربي - وكالات