أصبح المليارديران الروسيان ميخائيل فريدمان وأوليغ ديريباسكا من رجال الأعمال البارزين في البلاد الذين أعربوا عن معارضتهم غزو موسكو الشامل لأوكرانيا، وسط صمت أغلبية رجال الأعمال الكبار في روسيا، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.

وقالت الصحيفة إن أحد المعارضين هو ميخائيل فريدمان الذي يعد أحد أغنى الرجال في روسيا، ويتحكم بشركة الأسهم الخاصة "لتر ون" ومؤسس مصرف "ألفا بنك" والذي يعد أكبر بنك خاص في روسيا.

ودعا فريدمان الأوكراني المولد عبر رسالة إلكترونية أرسلها إلى الموظفين في شركة "لتر ون" إلى "وقف إراقة الدماء"، قائلاً إن "الحرب لا يمكن أن تكون الحل أبداً".

ووصف فريدمان جذوره الأوكرانية في مدينة لفيف، حيث لا يزال والداه يعيشان، قائلاً: "لقد قضيت أيضاً معظم حياتي مواطناً روسياً في بناء الأعمال التجارية وتنميتها، وأنا مرتبط بشدة بالشعبين الأوكراني والروسي وأرى في الصراع الحالي مأساة لكليهما".

وجرى تصنيف فريدمان في المرتبة 128 بقائمة أغنى الأشخاص في العالم عام 2021، وفقاً لقائمة المليارديرات العالمية الصادرة عن مجلة فوربس.

وقال الرجل البالغ من العمر 57 عاماً للموظفين في رسالته إنه يتجنب عادةً الإدلاء بتصريحات سياسية، موضحاً: "أنا رجل أعمال أتحمل مسؤوليات تجاه عدة آلاف من الموظفين في روسيا وأوكرانيا".

وتابع: "أنا مقتنع مع ذلك أن الحرب لا يمكن أن تكون الحل أبداً.. هذه الأزمة ستكلف أرواحاً وستدمر دولتين كانتا شقيقتين لمئات السنين".

وأردف: "بينما يبدو الحل بعيد المنال بشكل مخيف، لا يسعني إلا أن أنضم إلى أولئك الذين تتمثل رغبتهم الشديدة في إنهاء إراقة الدماء".

وفي ذات السياق دعا الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا في منشور له على تطبيق "تليغرام" لبدء محادثات السلام بين البلدين "بأسرع ما يمكن".

وكتب ديريباسكا الذي أسس شركة الألمنيوم الروسية العملاقة روسال ولا يزال يملك فيها حصة من خلال أسهم في شركتها الأم المدرجة ببورصة لندن: "السلام مهم جداً".

وكان ديريباسكا، الذي قال في 21 فبراير/شباط إنه لن تكون حرب في أوكرانيا، قد أدرج في قائمة العقوبات الأمريكية منذ عام 2018 بسبب صلاته المزعومة بالحكومة الروسية، والتي اتخذ إجراءات قانونية للطعن فيها.

وبذلك يكون فريدمان وديريباسكا قد انضما إلى مجموعة صغيرة من المشاهير الروس البارزين (ومنهم ممثلون وموسيقيون ومقدمو برامج تلفزيونية) الذين طالبوا الرئيس الروسي فلادمير بوتين بوقف العملية العسكرية في أوكرانيا، على الرغم من التزام العديد من الأوليغارك الروسية الصمت.

ومن المتوقع وفقاً للغارديان أن يواجه أغنى أثرياء البلاد اضطرابات اقتصادية كبيرة مع تصاعد العقوبات ضد روسيا، بما في ذلك فصل العديد من البنوك الروسية من نظام المدفوعات المصرفية العالمية السريع المعروف اختصاراً باسم "سويفت".



TRT عربي - وكالات