عبد الحليم محمود

عودة للموسوعة

عبد الحليم محمود

فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود.

عبد الحليم محمود (1910 - 1978) عالم أزهري ووزير مصري سابق وشيخ الأزهر في الفترة بين عامي 1973 و1978.

سيرته الذاتية

ولد في (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12من مايو1910م)، بقرية أبوأحمد مركز بلبيس بمحافظة الشرقية. حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر سنة 1923 م حصل على العالمية سنة 1932 م ثم سافر إلى فرنسا، على نفقته الخاصة، حيث حصل على الدكتوراه سنة 1940 م في الفلسفة الاسلامية بعد عودته عمل مدرسا بكليات الأزهر ثم عميدا لكلية أصول الدين سنة 1964 م وعضوا ثم امينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية فنهض به وأعاد تنظيمه عين وكيلا للأزهر سنة 1970 م فوزيرا للاوقاف وشئون الأزهر


شياخته للأزهر

تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في ظروف بالغة الحرج، وذلك بعد مرور أكثر منعشرة سنوات على صدور قانون الأزهر سنة (1381هـ = 1961م) الذي توسع في التعليم المدني ومعاهده العليا، وألغى جماعة كبار الفهماء، وقلص سلطات شيخ الأزهر، وغلّ يده في إدارة شئونه، وأعطاها لوزير الأوقاف وشئون الأزهر، وهوالأمر الذي عجّل بصدام عنيف بين محمود شلتوت شيخ الأزهر الذي صدر القانون في عهده وبين تلميذه الدكتور محمد البهي الذي كان يتولى منصب وزارة الأوقاف، وفشلت محاولات الشيخ الجليل في استرداد سلطاته، وإصلاح الأوضاع المقلوبة.

ولم يكن أكثر الناس تفاؤلا يتسقط للشيخ عبد الحليم محمود حتى يحقق هذا النجاح الذي حققه في إدارة الأزهر، فيسترد للمشيخة مكانتها ومهابتها، ويتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية على نحوغير مسبوق، ويجعل للأزهر رأيا وبيانا في جميع موقف وقضية، حيث أعانه على ذلك صفاء نفس ونفاذ روح، واستشعار المسئولية الملقاة على عاتقه، وثقة في الله عالية، جعلته يتخطى العقبات ويذلل الصعاب.

رحلة حياة

ولد عبد الحليم محمود في قرية أبوأحمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ = 12من مايو1910م)، ونشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تفهم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه. بعد حتى أكمل الصبي حفظ القرآن الكريم التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1351هـ = 1932م) ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراة في التصوف الإسلامي، عن الحارث المحاسبي في سنة (1359هـ = 1940م).

وبعد عودته إلى مصر عمل مدرسا لفهم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في مناصبها الفهمية حتى عين عميدا للكلية سنة (1384هـ = 1964م) ثم اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينا عاما له، ثم اختير وكيلا للأزهر سنة (1390هـ = 1970م) ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.

وللشيخ أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، ومن أشهر خطه: أوروبا والإسلام، والتوحيد الخالص أوالإسلام والعقل، وأسرار العبادات في الإسلام، والتفكير الفلسفي في الإسلام، والقرآن والنبي، والمدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبوالحسن الشاذلي.

إرهاصات الإصلاح

بدت بوادر الإصلاح واضحة في سلوك الشيخ عبد الحليم محمود بعد توليه أمانة مجمع البحوث الإسلامية الذي حل محل جماعة كبار الفهماء، فبدأ بتكوين الجهاز الفني والإداري للمجمع من خيار رجال الأزهر، وتجهيزه بمخطة فهمية ضخمة استغل في تكوينها صداقاته وصلاته بكبار المؤلفين والباحثين وأصحاب المروءات.

وعمل الشيخ على توفير الكفايات الفهمية التي تتلاءم ورسالة المجمع العالمية، وفي عهده تم عقد مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وتوالى انعقاده بانتظام، كما أقنع المسئولين بتخصيص بترة أرض فسيحة بمدينة نصر لتضم المجمع وأجهزته الفهمية والإدارية، ثم عني بمخطة الأزهر الكبرى، ونجح في تخصيص بترة أرض مجاورة للأزهر لتقام عليها.

وأثناء توليه لوزارة الأوقاف عني بالمساجد عناية كبيرة، فأنشأ عددا منها، وضم عددا كبيرا من المساجد الأهلية، وجدد المساجد التاريخية الكبرى مثل جامع عمروبن العاص أقدم المساجد في إفريقيا، وأوكل الخطبة فيه إلى الشيخ محمد الغزالي فدبت فيه الروح، وعادت إليه الحياة بعد حتى اغتالته يد الإهمال، وتدفقت إليه الجماهير من جميع صوب وحدب، وأنشأ بمساجد الوزارة فصولا للتقوية ينتفع بها طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية جذبت آلافا من الطلاب إلى المساجد وربطتهم بشعائر دينهم الحنيف.

ورأى حتى للوزارة أوقافا ضخمة تدر ملايين الجنيهات أخذها الإصلاح الزراعي لإدارتها لحساب الوزارة، فلم تعد تدر إلا القليل، فاستردها من وزارة الإصلاح الزراعي، وأنشأ هيئة كبرى لإدارة هذه الأوقاف لتدر خيراتها من جديد، وفهم حتى هناك أوقافا عدت عليها يد الغصب أوالنسيان، فعمل على استرداد المغتصب، وإصلاح الخرب.

استعادة هيبة الأزهر وشيخه

صدر قرار تعيين الشيخ عبد الحليم محمود شيخا للأزهر في (22 من صفر 1393هـ = 27 من مارس 1973م)، وكان هذا هوالمكان الطبيعي الذي أعدته المقادير له، وما كاد الشيخ يمارس أعباء منصبه وينهض بدوره على خير وجه حتى بوغت بصدور قرار حديث من رئيس الجمهورية في (17 من جمادى الآخرة 1394هـ=سبعة من يوليو1974م) يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تظل له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، وما كان من الشيخ إلا حتى قدم استنطقته لرئيس الجمهورية على الفور، معتبرا حتى هذا القرار يغض من قدر المنصب الجليل ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربي والإسلامي.

روجع الإمام في أمر استنطقته، وتدخل الحكماء لإثنائه عن قراره، لكن الشيخ أصر على استنطقته، وامتنع عن الذهاب إلى مخطه، ورفض تناول راتبه، وطلب تسوية معاشه، وأحدثت هذه الاستنطقة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدم أحد المحامين الغيورين بحمل دعوى حسبة أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضد رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، طالبا وقف تطبيق قرار رئيس الجمهورية.

وإزاء هذا الموقف الملتهب اضطر أنور السادات إلى معاودة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قرارا أعاد فيه الأمر إلى نصابه، اتى فيه: شيخ الأزهر هوالإمام الأكبر وصاحب الرأي في جميع ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في جميع ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر. وتضمن القرار حتى يعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة، وانتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه ليواصل جهاده. وجدير بالذكر حتى قرارا جمهوريا صدر بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.


مسئولية شيخ الأزهر

كان الشيخ عبد الحليم يدرك خطورة منصبه، وأنه مسئول عن القضايا التي تتعلق بالمسلمين، وأنه لا ينتظر من أحد توجيها إلى النظر في بعض القضايا وغض النظر عن بعضها، فكان للأزهر في عهده رأي ومنطق في جميع قضية وموضوع يتعلق بأمر المسلمين، فتصدى لقانون الأحوال الشخصية الذي حاولت الدكتورة عائشة راتب إصداره دون الرجوع إلى الأزهر، وحرصت على إقراره من مجلس الشعب على وجه السرعة، وكان هذا القانون قد تضمن قيودا على حقوق الزوج على خلاف ما قررته الشريعة الإسلامية.

ولما فهم الإمام الأكبر بهذا القانون أصدر بيانا قويا حذر فيه من الخروج على تعاليم الإسلام، وأوفده إلى جميع المسئولين وأعضاء مجلس الشعب وإلى الصحف، ولم ينتظر صدور القانون بل وقف في وجهه قبل حتى يرى النور، لكن بيان الشيخ تآمرت عليه قوى الظلام فصدرت التعليمات إلى الصحف بالامتناع عن نشره، واجتمعت الحكومة للنظر في بيان الشيخ عبد الحليم محمود، ولم تجد مفرا من الإعلان عن أنه ليس هناك تفكير على الإطلاق في تعديل قانون الأحوال الشخصية، وبذلك نجح الإمام في اغتال القانون في مهده.

الخط الدينية المشهجرة

اقترح البابا شنودة بطريرك الأقباط في مصر تأليف خط دينية مشهجرة ليدرسها الطلبة المسلمون والمسيحيون جميعا في المدارس، مبررا ذلك بتعميق الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة، وتقوية الروابط بينهما. لقي هذا الاقتراح قبولا بين كبار المسئولين، وزار الدكتور مصطفى حلمي وزير التربية والتعليم آنذاك الإمام الأكبر ليستطلع رأيه في هذا الاقتراح، لكن الشيخ الغيور قابل الوزير بغضبة شديدة قائلا له: من آذنك بهذا، ومن الذي طلبه منك، إذا مثل هذه الفكرة إذا طلبت فإنما توجه إلينا من كبار المسئولين مباشرة، ويوم يطلب منا مثل هذه الخط فلنقد يكون ردي عليها سوى الاستنطقة.

وما كان من الوزير إلا حتى استرضى الشيخ الغاضب وقدم اعتذارا له قائلا له: إنني ما جئت إلا لأستطلع رأي فضيلتكم وأعهد حكم الدين، ويوم حتى تقدم استنطقتك لهذا السبب فسأقدم استنطقتي بعدك مباشرة.

المحاكم العسكرية غير مؤهلة

ومن مواقف الشيخ الشجاعة ما أبداه تجاه المحكمة العسكرية التي تصدت للحكم في قضية جماعة التكفير والهجرة المصرية، وكانت المحكمة قد استعانت بعدد من فهماء الأزهر لإبداء الرأي في فكر هذه الجماعة، غير حتى المحكمة لم تسترح لرأيهم، وكررت ذلك أكثر من مرة، وكانت في عجلة من أمرها؛ الأمر الذي جعلها تصدر أحكاما دون استئناس برأي الأزهر.

ولم تكتف هذه المحكمة بذلك بل تضمن حكمها هجوما على الأزهر وفهمائه، ونطقت: إنه كان على المسئولين عن الدعوة الدينية حتى يتعهدوا الأفكار بالبحث والتدبر بدلا من إهمالها وعدم الاعتناء بمجرد بحثها. ولمزت المحكمة فهماء الأزهر بقولها: "وواأسفا على إسلام ينزوي فيه رجال الدين في جميع ركن هاربين متهربين من أداء رسالتهم أوالإفصاح عن رأيهم أوإبداء حكم الدين فيما يعرض عليهم من أمور، فلا هم أدوا رسالتهم وأعربوا حدثة الحق، ولا هم هجروا أماكنهم لمن يقدر على أداء الرسالة".

وكانت حدثات المحكمة قاسية وغير مسئولة وتفتقد إلى الموضوعية والأمانة، وهوما أغضب الإمام الأكبر لهذا الهجوم العنيف، فأصدر بيانا امتنعت معظم الصحف اليومية عن نشره، ولم تنشره سوى صحيفة الأحرار.

وفي هذا البيان اتهم عبد الحليم محمود المحكمة بالتعجل وعدم التثبت، وأنها لم تكن مؤهلة للحكم على هذا الفكر، وأنها تجهل الموضوع الذي تصدرت لمعالجته، وكان يجب عليها حتى تضم قضاة شرعيين يقفون موقفها ويشاركونها المسئولية ويتمكنون من الاطلاع على جميع ظروف القضية ونواحيها فيتمكنون من إصدار الحكم السليم.

واتهم الإمام المحكمة بأنها لم تمكن فهماء الأزهر من الاطلاع على آراء هذا التنظيم أوالاستماع إلى شرح من أصحابه، والاطلاع على كافة الظروف التي أدت بهم إلى هذا الفكر، واكتفت بأن عرضت عليهم المحضر الذي سجلته النيابة من أقوال ومناقشات، وهذا لا يرقى حتىقد يكون مصدرا كافيا يقوم عليه درس الفهماء، أوأساسا متكاملا تصدر عليه أحكام.

التوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية

تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في وقت اشتدت فيه الحاجة لإقامة قاعدة عريضة من المعاهد الدينية التي تقلص عددها وعجزت عن إمداد جامعة الأزهر بكلياتها العشرين بأعداد كافية من الطلاب، وهوالأمر الذي جعل جامعة الأزهر تستقبل أعدادا كبيرة من حملة الثانوية العامة بالمدارس، وهم لا يتزودون بثقافة دينية وعربية تؤهلهم حتىقد يكونوا حماة الإسلام.

وأدرك الشيخ خطورة هذا الموقف فجاب القرى والمدن يدعوالناس للتبرع لإنشاء المعاهد الدينية، فلبى الناس دعوته وأقبلوا عليه متبرعين، ولم تكن ميزانية الأزهر تسمح بتحقيق آمال الشيخ في التوسع في التعليم الأزهري، فكفاه الناس مئونة ذلك، وكان لصلاته العميقة بالحكام وذوي النفوذ والتأثير وثقة الناس فيه أثر في تحقيق ما يصبوإليه، فزادت المعاهد في عهده على نحولم يعهده الأزهر من قبل.


تطبيق الشريعة الإسلامية

ومن أبرز دعوات الشيخ دعوته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية من ميادين الجهاد التي خاضها في صبر وجلد داعيا وخطيبا ومحاضرا ومخاطبا المسئولين في البلاد، فخط إلى جميع من سيد مرعي رئيس مجلس الشعب، وممدوح سالم رئيس مجلس الوزراء يطالبهما بالإسراع في تطبيق الشريعة الإسلامية، ويقول لهمها: "لقد آن الأوان لإرواء الأشواق الظامئة في القلوب إلى وضع شريعة الله بيننا في موضعها السليم ليبدلنا الله بعسرنا يسرا وبخوفنا أمنا...".

ولم يكتف الإمام الأكبر بإلقاء الخطب والمحاضرات وإذاعة الأحاديث، بل سلك سبيل الجهاد الفهمي، فكون لجنة بمجمع البحوث الإسلامية لتقنين الشريعة الإسلامية في صيغة مواد قانونية تسهل استخراج الأحكام الفقهية على غرار القوانين الوضعية، فأتمت اللجنة تقنين القانون المدني كله في جميع ممضى من المذاهب الأربعة.

الاهتمام بأمور المسلمين

كان الشيخ عبد الحليم محمود يستشعر أنه إمام المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأنه مسئول عن قضاياهم، وكان هؤلاء ينظرون إليه نظرة تقدير وإعجاب، فهم يعتبرونه رمز الإسلام وزعيم المسلمين الروحي، ولهذا كان يخفق قلب الإمام لكل معضلة تحدث في العالم الإسلامي، ويتجاوب مع جميع أزمة تلمّ ببلد إسلامي.

فقد أصدر بيانا بشأن الأحداث الدامية والحرب الأهلية في لبنان، نادى الأطراف المتنازعة من المسلمين والمسيحيين إلى التوقف عن إراقة الدماء وتخريب معالم الحياة، وأهاب بزعماء العرب والمسلمين إلى المسارعة في معاونة لبنان على الخروج من أزمته، وفاء بحق الإسلام وحق الأخوة الوطنية والإنسانية، وقياما ببعض تبعات الزعامة والقيادة التي هي أمانة الله في أعناقهم.

ولم يكتف الشيخ بذلك بل أوفد برقية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية يناشده العمل بحسم وعزم على وقف النزيف الدموي الذي أسالته المؤامرات المعادية على أرض لبنان.

الأزمة المغربية الجزائرية

قامت أزمة عنيفة بين المغرب والجزائر بشأن معضلة الصحراء الغريبة التي كانت أسبانيا تحتلها، وأدى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحول إلى حرب عنيفة. ولما فهم الإمام بأخبار هذه التحركات سارع إلى إرسال برقية إلى جميع من ملك المغرب ورئيس الجزائر، نادىهما إلى التغلب على نوازع الخلاف وعوامل الشقاق والفرقة، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام حتى يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله.

وأوفد في الوقت نفسه برقية إلى الرئيس السادات يرجوه التدخل للصلح بين القطرين الشقيقين، اتى فيها: "تتعلق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب".

وقد رد السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين اتى فيها: "تلقيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحل الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأود حتى أؤكد لكم حتى مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح العرب والمسلمين، وما زال السيد محمد حسني مبارك نائب الرئيس يقوم بمهمته المكلف بها، أرجوالله عز وجل حتى يكلل جهوده بالنجاح والتوفيق...".

وفي الوقت نفسه أوفد برقية إلى خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية آنذاك يدعوه للتدخل إلى حقن الماء بين الشقيقين وفض النزاع بينهما، وقد أحدثت هذه البرقيات أصداء قوية، وكانت عاملا في هدوء الحالة بين الدولتين الشقيقتين.

وفاة الشيخ

لقد كانت حياة الشيخ عبد الحليم محمود جهادا متصلا وإحساسا بالمسئولية التي يحملها على عاتقه، فلم يركن إلى اللقب الكبير الذي يحمله، أوإلى جلال المنصب الذي يتقلده، فتحرك في جميع مكان يرجوفيه خدمة الإسلام والمسلمين، وأحس الناس فيه بقوة الإيمان وصدق النفس، فكان يقابل لقاءة الملوك والرؤساء، بل أكثر من ذلك؛ حيث كانت الجموع المحتشدة التي هرعت لاستقباله في الهند وباكستان وماليزيا وإيران والمغرب وغيرها تخرج عن حب وطواعية لا عن سوق وحشد وإرهاب.

وفي ظل هذا النشاط الجم والرحلات المتتابعة لتفقد المسلمين شعر بآلام شديدة بعد عودته من الأراضي المقدسة فأجرى عملية جراحية لقي الله بعدها في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق (15 من ذي القعدة 1397هـ = 17من أكتوبر 1978م) تاركا ذكرى طيبة ونموذجا لما يجب حتىقد يكون عليه شيخ الأزهر.

وفاته

توفى الشيخ في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق (15 من ذي القعدة 1397هـ= 17من أكتوبر 1978م)

طالع أيضًا

  • محمد متولي الشعراوي.
  • محمد علوي المالكي.
  • محمد سعيد رمضان البوطي.
  • مصطفى التريكي.
  • علي جمعة.
  • نوح القضاة.

مصادر خارجية

  • عبد الحليم محمود من اسلام اون لاين
سبقه:
محمد الفحام
شيخ الأزهر
1973 - 1978
لحقه:
محمد عبد الرحمن بيصار


تاريخ النشر: 2020-06-04 12:44:55
التصنيفات: مشايخ الأزهر, مواليد 1910, وفيات 1978, أعضاء جبهة علماء الأزهر, وفيات 1397 هـ, مواليد 1328 هـ, وزراء أوقاف مصريون, أشخاص من بلبيس، الشرقية, أشاعرة, صوفيون مصريون, خريجو جامعة پاريس

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إدارة بايدن عن الحالة الاقتصادية: أصبحنا فى وضع أفضل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:20:43
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

أوكرانيا تعلن حالة التأهب الجوى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:20:44
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

مصرع شخصين جراء كارثة سيول فى جزيرة يونانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:20:43
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

زورقان إسرائيليان يخرقان مياه لبنان الإقليمية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:20:44
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

"الداخلية" تضبط 117 متهما فى مداهمات أمنية بمنطقة السحر والجمال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:21:46
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 46%

زيلينسكى: معارك عنيفة جدا فى منطقتى سوليدار وباخموت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:21:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

«سوناطراك» الجزائرية تطلق أكبر مشروع لتحلية مياه البحر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:20:45
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

تعرف على مشروع تصنيع 1000 عربة بضائع من طرازات مختلفة للسكة الحديد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:21:48
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 46%

صحيفة أمريكية: التضخم المرتفع يُعطى توقعات اقتصادية سيئة للعالم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:21:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

صربيا تحدد موقفها من تغيير وضع سفارتها فى كييف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:21:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

مواعيد قطارات السكة الحديد على خطوط الوجهين البحرى والقبلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-17 06:21:44
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 37%

تحميل تطبيق المنصة العربية