، التي ينظّمها معهد تونس للفلسفة بالتعاون مع جمعية «فواصل» للدراسات الفكرية والاجتماعية، على مدى يومين.
وحضر افتتاح هذه الندوة بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، لفيف من أهل الفكر والثقافة من كتاب وأساتذة ودكاترة مختصّين، إلى جانب عدد من إطارات الوزارة.
وتطرح هذه الندوة، التي تندرج في إطار وحدة فلسفة الأدب، جملة من القضايا والأطروحات الفلسفية حول جدلية الفن والفلسفة ومحاكاتهما للواقع، بحسب ماجاء في بلاغ صادر عن الوزارة.
وتهدف الندوة وفق المصدر ذاته، إلى إنجاز نقاش جمالي ونقدي حول التجارب الفنية في تونس بعد الثورة وذلك من أجل المساهمة في إنتاج خطاب جمالي ممكن حول عشر سنوات من الحياة الإبداعية في تونس.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أشارت وزيرة الشؤون الثقافية إلى أنّ الثّورات والانتفاضات الشعبية الكبرى يعقبها بلا جدال زخم فنيّ و إبداعي يعبّر عنها بأشكال تختلف باختلاف الفنون و المدارس الفكرية والإبداعية. واعتبرت أنّ التجربة الفنية في تونس بعد 17 ديسمبر 2010 مختلفة عن سابقتها، وأنّ عقدا من الزمن يفرض علينا مقاربة فكرية تقييما و تقويما و محاورة للأنماط الجمالية الوليدة والجديدة التي تشكّل ذاكرة الثورة.
وثمّنت الوزيرة المحاور المطروحة في هذه الندوة والرهانات حول تقييم الحياة الإبداعية في تونس اليوم، قائلة إنه أمر موكول إلى المفكّرين وأهل الفلسفة وعلماء الاجتماع وكذلك إلى الفنانين وصائغي التجارب الإبداعيّة على حدّ سواء .
وأشارت إلى أهمية التحولات الكبرى التي تحدث في الفن في أزمنة التحولات السياسية الكبرى أو في أزمنة الجوائح ، قائلة إن «بلادنا عاشت هذا وذاك مما أفضى وسيفضى إلى محاولات عديدة للمراجعات الفكرية والجمالية الفنية في علاقتنا بالعالم و بذواتنا، ويبرز هنا دور الفنان الذي يعدّل بوصلة الإبداع ويحاول إعادة تشكيل منجزه الفني على نحو مختلف».
وأكدت الوزيرة، في ختام كلمتها، على أهمية التعاون من أجل بناء عقول سليمة للأجيال الصاعدة والنأي بها عن مخاطر عوالم الرّقمنة حتى يستعيد الكتاب والنّقاشات البنّاءة دورها في تنشيط الحركة الفكرية وإدماج الشباب في مشروع وطني ثري وهامّ.
وشددت الوزيرة في هذا السياق، على ضرورة تكاتف الجهود بين وزارات الشؤون الثقافية والتربية والتعليم العالي ووزارة المرأة والطفولة والأسرة وكبار السن والمجتمع المدني، مجدّدة دعوتها إلى كل الفاعلين من أساتذة ودكاترة ومفكّرين لإنشاء سلسلة من النوادي الفكرية والفنية بتونس الكبرى أولا عبر فضاء مدينة الثقافة لتتعمّم التجربة في الولايات في خطوة ثانية، وتكون هذه النوادي فضاءات للحوار والنقاش، وتستقطب الشباب والأطفال بشكل خاص.
ويجدر التذكير بأن أشغال ندوة «الفن ذاكرة ثورة» تتواصل يوم غد الأحد بمدينة الثقافة بمشاركة عدد هام من المتدخّلين في الجلسات العلمية على غرار كل من الأساتذة والدكاترة أم الزين بن شيخة والأسعد بن حسين وعبد الحليم المسعودي ومنير العرقي ومحمد عيسى المؤدب وناظم بن ابراهيم وليلى بن رحومة وعمر العلوي وفاطمة بن محمود وسليمان الكامل وحمادي الوهايبي وسمير الزغبي ومفيدة غضبان ونور الدين الخبثاني ورضا التليلي ومحمد الحباشة وعماد الدين الحكيم وغيرهم، كما يؤمّن الجانب الموسيقي كل من آمال الحمروني وخميس البحري بتقديم عرض الاختتام الذي يجمع بين الموسيقى والشعر بمشاركة كل من آدم فتحي وأمامة الزاير وجمال الجلاصي وبسمة المرواني وصابر العبسي.
