أكدت الوكالة اليهودية الاثنين، أن أكثر من خمسة آلاف أوكراني سعوا للحصول على استفسارات حول الانتقال إلى إسرائيل بعدما بدأت روسيا الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا.

وأُنشئت الوكالة اليهودية في العام 1929 قبل تأسيس إسرائيل بغرض النظر في طلبات هجرة الإسرائيليين اليهود في الخارج إلى الدولة العبرية.

وقالت متحدثة باسم الوكالة، التي خصصت خطاً ساخناً لتقديم المساعدة لليهود الراغبين في الهجرة، إنها "تلقت الأسبوع الماضي أكثر من خمسة آلاف طلب بهذا الخصوص" حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت المتحدثة إن الوكالة نشرت موظفيها في ست محطات أقيمت عند النقاط الحدودية الأوكرانية مع دول بولندا ومولدوفا ورو مانيا والمجر، لتقديم المشورة.

وفي بيان لها مطلع الأسبوع الجاري قالت الوكالة إن "تلك المحطات تهدف إلى تقديم المساعدة الفورية للمهاجرين المتوقعين بسبب الحرب في أوكرانيا، على أن تُزاد أعداد الموظفين وفق ما تقتضي الحاجة".

ووفقا للقانون الإسرائيلي، يحق لليهود وأبنائهم وأحفادهم وأزواجهم الحصول على جنسية الدولة العبرية.

وتوكل مسؤولية تقييم طلبات الهجرة والموافقة عليها من عدمها إلى مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن نحو ألفي إسرائيلي غادروا أوكرانيا بالفعل منذ الخميس، فيما بقي حوالي 6 آلاف على أراضيها.

تأثير هجرة اليهود على واقع الفلسطينيين

ارتفعت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل بنسبة 31% خلال عام 2021، مقارنة بالعام الذي سبقه، فقد استُقدم 20 ألفاً و360 يهودياً، حسب إحصاءات وزارة الهجرة والوكالة اليهودية.

وحسب الوكالة، يبلغ عدد اليهود في العالم نحو 14.5 مليون نسمة، من بينهم 6.8 ملايين في إسرائيل، ونحو 5.4 ملايين في الولايات المتحدة، ونحو 460 ألفا في فرنسا، ويتوزع الباقون في دول عديدة بخاصة في أوروبا الغربية.

وعلى الرغم من مرور 74 عاماً على النكبة وإنشاء إسرائيل على أنقاض فلسطين وأرضها وشعبها، يتضح أن اليهود في معظمهم مهاجرون مستوطنون فلا يزال نحو 41% منهم من مواليد خارج البلاد، ونحو 38% من مواليد البلاد لكن آباءهم ولدوا في الخارج، و21% فقط من اليهود ولدوا هم وآباؤهم في فلسطين.

وتستغل إسرائيل الصراعات والحروب في الدول التي فيها يهود، مثل دول الاتحاد السوفيتي السابق وبعض الدول الإفريقية، عبر استقطابهم ودعوتهم للهجرة إلى ما تسميه دولة الشعب اليهودي.

وفي الأعوام من 1989 إلى 2014 هاجر من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل نحو مليون و100 ألف، بينهم 100 ألف مهندس و20 ألف طبيب و24 ألف ممرض و45 ألف معلم و20 ألف عالم وفنان وموسيقي.

تسهم الهجرة اليهودية في تعزيز المشروع الاستيطاني وتكريس الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، وهو ما يؤثر سلباً على الواقع الفلسطيني لما يمثله الاستيطان من إسهام في تهويد الضفة والاستيطان وإدامة الاحتلال الإسرائيلي.

إذ توطّن السلطات الإسرائيلية اليهود المهاجرين الجدد، في الغالب، في مستوطنات أقامتها على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس، وهو ما يخالف القانون الدولي الذي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية "غير شرعية وعقبة في طريق السلام".

وبات اليهود يتحكّمون بنحو 60% من مساحة اللضفة الغربية والقدس المحتلتين، فضلاً عن الاعتداء المتكررة من المستوطنين على الفلسطينين، وهدم كثير من منازل الفلسطينيين فيهما وطرد سكانها الأصليين منها لصالح المستوطنين كما يحدث اليوم في حي الشيخ جراح بالقدس.

ويعيش نحو 650 ألف مستوطن إسرائيلي حالياً في أكثر من 130 مستوطنة بُنيت منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس.

TRT عربي - وكالات