أجّلت هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية لدى مجلس قضاء عنابة الفصل في قضيّة مقتل شيخ يبلغ من العمر 82 سنة عثر عليه مصابا بجروح خطيرة وتوفيّ في ظروف غامضة ولفظ هذا الأخير أنفاسه الأخيرة بمستشفى ابن رشد الجامعي بعد أن تمّ تحويله إلى مصلحة العناية المركّزة أين مكث فيها لعشرة أيام متتالية قبل أن توافيه المنيّة جرّاء الإصابات متفاوتة الخطورة التي تعرّض لها بطريقة مجهولة وغامضة حسب ما جاء خلال التحقيقات الأمنية وكذلك محضر الضبطيّة القضائية، وفي سياق متّصل فقد سبق للجهات القضائية التابعة لمحكمة الحجار وأن تابعت جار الضحيّة بتهمة القتل العمدي علما وأنّ جميع أصابع الإتّهام أشيرت نحوه نتيجة سلسلة الخلافات القائمة بين الطرفين لعلّ آخرها نشوب ملاسنات لفظيّة بينهما قبل ثلاثة أيام فقط من الحادثة وهو الأمر الذي كشفه أولاد الضحيّة وتمّ تأكيده من طرف الجيران ومقرّبون من العائلتين، هذا وتعود أسباب الخلافات حول قيام الضحيّة الذي كان فلاحا وراعيا للأبقار بالإقتراب من أرض المتهم الذي لم يتقبّل فكرة رعي أبقار المرحوم بالقرب من أرضه الفلاحيّة وكان يطلب منه في كلّ مرّة الإبتعاد عن أرضه المجاورة لأرض الضحيّة بالإضافة إلى خلافات حول البئر الذي يتداولان على استعماله، ومن جهة ثانية فقد حمل ملفّ القضيّة في طيّاته وقائع وحيثيات القضيّة التي تعود وقائعها إلى يوم 18 أفريل من سنة 2017 حين تقدّم المسمى “ح.س” لدى فرقة الدرك الوطني بعين الباردة من أجل التبليغ عن حادثة سقوط تعرّض لها والده المسمى “ح.ع” البالغ من العمر 82 سنة إذ تمّ العثور عليه من طرف حفيده “ح.أ” بغرفة مزرعته ساقطا على الأرض وفاقدا للوعي فيما كان يتنفس بصعوبة شديدة ومصابا بعدة جروح على مستوى مختلف أنحاء جسمه من الجهة اليمنى للرأس والأنف واليدين بالإضافة إلى عينه اليمنى في حين كان هذا الأخير غارقا في بركة من الدماء جرّاء نزيف حادّ تعرّض له وهو الأمر الذي جعل أولاده وأحفاه يقومون بنقله على جناح السرعة إلى مستشفى عين الباردة ومنها إلى مستشفى ابن رشد بعنابة أين لفذ أنفاسه الأخيرة بمصلحة العناية المركّزة، ومن جهة ثانية فقد تابع وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار بمتابعة جار الضحيّة المسمى “خ.أ” البالغ من العمر 59 سنة بارتكاب جناية القتل العمدي وذلك بموجب طلب افتتاحي لإجراء تحقيق مؤرخ بتاريخ 15 ماي من سنة 2018 حسب ما أسفرت عنه التحقيقات الأمنية المجراة، تجدر الإشارة أنّ زوجة الفلاح الضحيّة المسماة “ل.ص” أوضحت خلال الإستماع إلى أقوالها أمام قاضي التحقيق بتاريخ 13/9/2018 أن زوجها المرحوم استيقظ يوم الحادثة على الساعة السابعة والنصف صباحا وبعد تناوله الفطور توجه إلى أرضه الفلاحية المجاورة لمنزلهم المتواجد على مستوى حي سلمون الهاشمي 02 ببلدية عين الباردة والتقى صبيحة الوقائع بابنه “ح.س” الذي كان يعمل في مزرعة العائلة ومنع والده المتوفّي مساعدته باعتباره يعاني من مرض ضغط الدم ليغادر الشيخ بعدها الحقل متّجها إلى المنزل، وأضافت المتحدّثة أنّ زوجها المرحوم تناول وجبة الغداء عند منتصف النهار وتوجّه في حدود الساعة الواحدة زوالا لأخذ قيلولة في المنزل القديم قبل أن يعثر عليه حفيدهما المسمى “ح.أ” ملقى على الأرض وكان أثناءها فاقدا للوعي والدماء تسيل من رأسه وأنفه، وأشارت أرملة المرحوم أنّ زوجها كان في خلاف مع المتهم “خ.أ” بسبب البئر المائي الذي يشتركان في استغلاله بينما كشف حفيده “ح.أ” أن جده المرحوم دخل في مناوشات كلامية مع المتهم بسبب البئر المائي وقد سبق للمتهم وأن طلب من الضحية عدم الرعي بأبقاره بالقرب من حقله الفلاحي وربما أن هذا هو سبب اعتداء المتهم على الضحية وتمسكت بشكواها وتأسست طرفا مدنيا في القضية، كما تمّ الإستماع إلى أقوال ابن الضحيّة المسمى “ح.س” الذي صرح أن والده كان على خلاف مع المتهم “خ.أ” قبل ثلاثة أيام من الحادثة وهو ما جعل أصابع الإتّهام تتّجه نحو الجار، يجدر الذكر من ناحية أخرى أنّ جلسة محاكمة هذا الأخير تمّ برمجتها صبيحة اليوم الأربعاء قبل أنّ يتم تأجيلها إلى يوم 09 مارس المقبل حيث من المرتقب أن يحضر جلسة المحاكمة الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح الجثّة من أجل إثبات الأسباب الحقيقيّة التي أدّت إلى وفاة الشيخ حيث من المرتقب أن تفصل هيئة المحكمة يوم الأربعاء المقبل في القضيّة التي يشوبها الغموض.
وليد سبتي
