نجاح وتألق كبير حققهما الفنان محمد رياض فى آخر أعماله، مسلسل «الحلم»، الذى عُرض مؤخرًا على شاشة قناة «الحياة»، حيث استطاع أن يلفت الأنظار فى شخصية «عماد الونش»، التى اعتبرها الجمهور لونًا جديدًا عليه.

وكشف «رياض»، خلال حواره مع «الدستور»، عن تلقيه عرضًا للمشاركة فى مسلسل «الاختيار ٣»، الذى من المقرر أن يُعرض فى رمضان المقبل، متحدثًا عن رؤيته للأعمال الفنية واختياراته الدرامية، موجهًا عدة نصائح لنجله «عمر» الذى دخل مجال التمثيل مؤخرًا.. وإلى نص الحوار:

■ بداية.. ما الذى جذبك للمشاركة فى «الحلم»؟ 

- المسلسل مكتوب بشكل جيد للغاية، وأحداثه متماسكة وشيقة، والمؤلف محمد رجاء أبدع فى كتابته، كما أنه يناقش قضية مهمة جدًا تظهر خلال الأحداث، إضافة إلى أن الدور مختلف تمامًا، وهو لون جديد لم أقدمه قبل ذلك.

وفريق العمل يضم الكثير من الفنانين الرائعين الذين أتعاون معهم، جميعهم كبار وتربطنى بهم علاقة صداقة قوية، فكل عناصر النجاح متوافرة فى هذا العمل، لذا لم أتردد فى الموافقة عليه.

■ ماذا عن تعاونك مع المخرج حسنى صالح؟

- المخرج حسنى صالح الذى يتولى إخراج العمل، محترف ويُعد من أهم المخرجين الكبار الموجودين حاليًا، وأنا سعيد بالتعاون معه للمرة الثانية، إذ سبق وتعاونا فى مسلسل «بت القبايل».

وهو مخرج يهتم بكل التفاصيل، كما أنه يهتم بالممثل جدًا ولديه قدرة عجيبة فى استخراج أفضل ما لدى الممثل أمام الكاميرا بشكل محترف وبتفاهم وحرص شديدين، وهو من المخرجين الأكثر جدية ودقة، إضافة إلى أن روحه لطيفة فى كواليس التصوير، وأنا شعرت بالراحة خلال تعاونى معه، فضلًا عن أننى تربطنى به علاقة صداقة قوية، وأتمنى تكرار التعاون مرة أخرى. 

■ هل واجهت صعوبات أثناء التصوير؟

- لم توجد صعوبات فى تصوير العمل بشكل عام، باستثناء أن شخصية «عماد الونش» التى أجسدها خلال الأحداث، أخذت منى مجهودًا وتفرغًا كبيرين، وتقريبًا تنقلت فى كل الديكورات المخصصة للعمل لطبيعة ظهور الشخصية فى مختلف الأماكن، إضافة إلى أنها كانت تتطلب النزول اليومى للتصوير.

■ المسلسل بطولة جماعية.. ما رأيك فى هذه النوعية من البطولات؟

- أنا أحب هذه النوعية جدًا من البطولة، وفكرة جمع عدد كبير من النجوم فى آن واحد مهمة ومميزة، وتعتبر إضافة للعمل بشكل كبير، وتعطى مساحة جيدة للجمهور لمتابعة عمل يجمع بين مجموعة من نجوم الفن.

هنا سيجتمع جمهور كل فنان أمام شاشة واحدة لرؤية عمل جيد وهادف، ويناقش قضية مهمة، لذلك أنا شخصيًا أفضل البطولة الجماعية.

■ كيف تُقيّم مسلسلات «الديجيتال» و«الأوف سيزون»؟

- جيدة، وحققت نجاحات قياسية خلال الفترة الماضية وخلقت مواسم مختلفة وجعلت الدراما التليفزيونية تُعرض على مدار العام، وليس خلال موسم رمضان فقط، إضافة إلى أن مسلسلات «الديجيتال» تعطى فرصة كبيرة للمشاهد لأن يتابع مسلسله المفضل فى أى وقت وأى مكان.

وأتوقع المزيد من النجاح لهذه النوعية من المسلسلات خلال الفترة المقبلة، وأرى أن الدراما التليفزيونية شهدت تطورًا كبيرًا خلال الأعوام الماضية، وما زالت فى تطور ملحوظ.

■ هل تشارك فى دراما رمضان المقبل؟ 

- رغم أن شخصية «عماد الونش» بذلت فيها مجهودًا ووقتًا كبيرين، وتطلبت تفرغًا تامًا وشعرت معها بأنه لن يحالفنى الحظ للمشاركة فى أى عمل رمضانى لهذا العام- فإننى تلقيت عرضًا للمشاركة فى مسلسل «الاختيار ٣» مؤخرًا، ووافقت عليه على الفور، خاصة أنه ينتمى لنوعية الدراما الوطنية الواقعية، وأنا أعشق هذه النوعية التى تكشف عن تفاصيل ووقائع للأجيال الجديدة لم يكونوا يعلمون شيئًا عنها، وبدأت مؤخرًا تصوير مشاهدى، ومتحمس جدًا لعرضه خلال موسم رمضان.

■ ما المعايير التى تختار على أساسها أدوارك؟

- دائمًا أضع أمامى معايير أساسية، وأتأنى فى الموافقة على الدور الذى سأقدمه لأنى أحترم جمهورى جدًا.

أولًا: يجب أن يكون الدور قويًا، وذا هدف، ومؤثرًا، ثانيًا: أن تكون الشركة المنتجة التى أتعامل معها محترمة وقوية، ثالثًا: أن يكون المخرج لديه رؤية حتى إن كان شابًا وفى بدايته.

■ أنت مُقل فى أعمالك السينمائية.. لماذا؟

- أنا أفضل اختيار الدور الذى أحبه، وأجد فيه شيئًا يجذبنى لتجسيده، كما أختار الأدوار المناسبة لى، سواء فى التليفزيون أو السينما، الأمر واحد.

وبالطبع معظم رصيدى الفنى أعمال تليفزيونية، ولكن هذا ليس معناه أننى أفضل التليفزيون على السينما أو العكس.

■ ما مقياس نجاح الأعمال السينمائية من وجهة نظرك؟

- شباك التذاكر، هو مقياس نجاح أى عمل سينمائى، فالإيرادات الكبيرة تعنى أن هذا العمل ناجح، فإذا صُنع عمل سينمائى عظيم وكانت ميزانيته عالية جدًا ولم يحقق إيرادات فى شباك التذاكر فمعناه أنه ليس ناجحًا عند الناس، خاصة أن المنتج عندما يريد أن ينتج عملًا سينمائيًا، وبالطبع يريد أن يكسب أموالًا، فسيتجنب التعامل مع الفنانين الذين لم يحققوا نجاحًا فى شباك التذاكر، ولكن لا ننكر أن هناك أفلامًا عظيمة لم تحقق إيرادات لكنها محفورة فى رصيد وتاريخ مصر السينمائى مثل: «الناصر صلاح الدين» و«شىء من الخوف».

■ ما الدور الذى ترفضه مهما كانت إغراءاته المادية؟

- أنا كممثل ليس لدىّ اعتراض على تقديم أى دور وشخصية، وأشترط فقط أن تكون مختلفة ومتنوعة، لأننى أبتعد كل البُعد عن التكرار.

لكنى أرفض «الدور اللى ميعجبنيش»، الذى أشعر بأنه ليس له أى تأثير درامى فى الأحداث.

■ بعد دخول نجلك «عمر» المجال.. هل تقدم إليه نصائح؟

- «عمر» فاجأنى باهتمامه بالمشاركة فى مختلف ورش التمثيل، هو طالب فى كلية الإعلام، والتحق بمركز الإبداع مع المخرج خالد جلال، وفوجئت بأنه وزملاءه يخرجون أفلامًا ويصورونها ويكتبونها بأنفسهم، وأؤمن بأن الجيل الجديد متطور وفكره مختلف كليًا عن جيلنا، وأتمنى له كل النجاح.

وأنصحه بأن يهتم باختياراته، وأن يكون مؤمنًا جدًا بالمهنة التى قرر أن يمتهنها، وأريد أن أخبره وأصارحه بأن الطريق صعب وليس سهلًا تمامًا، ويحتاج إلى عمل كثير واجتهاد وتحمل.

بصراحة أنا فى البداية كنت أرفض تمامًا أن يدخل «عمر» مجال التمثيل، خاصة أننى على علم كبير بأن هذه المهنة صعبة، ومن الطبيعى ألا أريد لنجلى أن يخوض نفس التجربة والمعاناة والإجهاد والتوتر الذى يسيطر على حياتنا دائمًا، ولكن من الواضح أن البيئة الفنية التى تربى فيها أثرت عليه وجعلته يختار هذا الطريق بكل صعوباته، وأتمنى له التوفيق والنجاح بالطبع، وأن يكون حظه أفضل منى.