قال موقع أمريكي إنه على الرغم من امتلاك روسيا أسطولاً كبيراً من الطائرات المٌسيّرة بدون طيّار (درون)، إلا أنها لم تستخدم أيًّا منها خلال حملتها العسكرية على أوكرانيا منذ أسبوع.

وأشار موقع Defense One المتخصص بالشؤون العسكرية واللوجستية، في تقرير له إلى أن جيش روسيا بنى ترسانة من طائرات الاستطلاع بدون طيار على مدى العقد الماضي، واستخدم الكثير منها في مناطق الصراع المختلفة، خصوصاً بسوريا وفي إقليم ناغورنو كاراباخ بالشرق القوقازي، إلا أن أيا منها لم يظهر للآن في أجواء أوكرانيا.

وحسب الموقع، فإن المسيرات هي "عيون وآذان" مهمة لأي جيش يسعى إلى مراقبة المنطقة المحيطة بوجود قواته، كما أنها تنقل البيانات بين القادة والقوات المنتشرة، لتحديد وتتبع الأهداف، كما أنها ضرورية لتجنب وقوع إصابات، لأنها توفر رؤية لساحة المعركة مما يسمح للجنود والقادة باتخاذ قرارات أكثر تفصيلاً حول خطواتهم التالية. مع ذلك، لم يعتمدها الجيش الروسي منذ بداية الغزو للآن.

واعتبر الخبير الأمريكي والمستشار الباحث في مركز CNA الأمريكي للاستراتيجيات واللوجستيات صموئيل بنديت، أن أحد الأسباب التي يمكن أن تُفسّر عدم فعالية الطائرات الروسية من دون طيار "هو الأداء السليم للدفاعات الجوية الأوكرانية، والتي يمكن أن تتداخل مع جهود الجيش الروسي لاستخدام مسيّرات.

والسبب الآخر لذلك، هو أنه على الرغم من النجاح السابق للجيش الروسي مع الطائرات بدون طيار الأصغر حجماً، إلا أنه حصل مؤخراً على موافقة من وزارة الدفاع على استحواذه على طائرات بدون طيار أكبر وأكثر قدرة.

والمعروف، وفقاً للوارد بتقرير الموقع، أن معظم الطائرات العسكرية الروسية من دون طيار، هي نماذج صغيرة وخفيفة نسبياً، جرى تصميم بعضها ليُستخدم باليد. وهي تكون الجزء الأكبر من الأسطول الروسي، وهي من طرازي Granat 1 و Granat 2 إضافة إلى طراز Eleron-3 وكذلك طراز Zala ونظيره Orlan-10 وغيرها من المعتبرة صغيرة جداً، إلى درجة أنها "تختفي" بمجرد صعودها إلى ارتفاع يتراوح بين 1.5 إلى 2 كيلومتر.

كما أن هناك فرضية أخرى أثارها الباحث بينديت في تقريره بالموقع العسكري الأمريكي، وهي أن الجيش الروسي يمكن أن يستخدم طائراته من دون طيار في المناطق التي يحقق فيها أكبر قدر من النجاح، مثل شبه جزيرة القرم، فيما تستخدم القوات الأوكرانية مسيراتها، لمهاجمة القوافل الروسية لاحتواء القوات المتقدمة التي تسعى إلى الوصول إلى كييف.

لكن الخبراء والمراقبين العسكريين الروس يحذرون من أنه لا يزال من الممكن وقوع الكثير من التغيير خلال الأيام المقبلة، برغم أن الجيش الروسي واجه قوة غير متوقعة للدفاع الأوكراني "لكن يبدو أن القوات تعيد تنظيم وتعزيز خطوط الإمداد والتموين" كما قال. إلا أن اللغز لا يزال مستمراً حول اختفاء مسيرات الجيش الروسي من سماء أوكرانيا.

TRT عربي - وكالات