كييف تحت الطوق الروسي.. و«ناتو» يستبعد مواجهة موسكو


مع تقدم القوات الروسية بمدن جارتها الغربية لليوم التاسع، وتطويقها كييف المتوقع سقوطها خلال ساعات، إلى جانب سيطرتها الكاملة على محطة «زابوريجيا» للطاقة النووية الأكبر في أوروبا بجنوب شرقي أوكرانيا، شددت واشنطن و«ناتو»، على أن حلف شمال الأطلسي «دفاعي» ولا يسعى لحرب مع موسكو، لكنه مستعد للدفاع عن كل أراضيه بوجه أي هجوم.

وفي خضم الحرب مع أوكرانيا، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدول المجاورة من تصعيد الموقف. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن بوتين قوله في موسكو الجمعة: «أنصحكم بعدم إشعال الموقف، وعدم فرض قيود، فنحن نفي بجميع التزاماتنا وسنواصل الوفاء بها، ليست لدينا نوايا سيئة تجاه جيراننا»، مضيفا «إنه لا يرى ضرورة لإفساد العلاقات».


رفض مطالب

وفيما دوت عدة انفجارات في تتابع سريع بكييف وسماع صافرات التحذير من الغارات، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الجمعة: إن إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا قد يؤدي إلى امتداد الحرب إلى المزيد من الدول الأوروبية، رافضا مطالب كييف بفرض مثل هذه المنطقة.

وقال للصحفيين في بروكسل «نتفهم شعور اليأس، ولكننا نعتقد أيضا أننا إذا فعلنا ذلك فسينتهي بنا الأمر بوضع قد يؤدي إلى تفجر حرب شاملة في أوروبا تضم المزيد من الدول».

وأضاف للصحفيين بعد اجتماع لوزراء خارجية الحلف في بروكسل «من المرجح أن تكون الأيام المقبلة أسوأ مع مزيد من القتلى والمزيد من المعاناة والمزيد من الدمار».

يشار إلى أن دول أوروبا شهدت تدفقا لمئات آلاف اللاجئين من أوكرانيا واستقبلت بولندا ورومانيا والمجر ودول أخرى نحو مليون ونصف لاجئ أوكراني ومن جنسيات أخرى تقيم هناك.

ومع مطالبته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركة في جهود دبلوماسية، ووصف ستولتنبرج الهجوم على محطة «زابوريجيا» بأنه «طيش».

وجاءت تصريحات الأمين العام مع وزير الخارجية الأمريكي، خلال اجتماع لوزراء خارجية الناتو في بروكسل أمس الجمعة.

واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي الدبابات الروسية باستهداف محطة «زابوريجيا» للطاقة النووية بشكل نشط.

ورفضت موسكو الاتهامات، واصفة إياها بأنها «استفزاز من قبل نظام كييف».

تدهور الوضع

وتوقع السياسي النرويجي ينس ستولتنبرج، تدهور الوضع في أوكرانيا بشكل كبير جراء الحرب الدائرة هناك.

وقال عقب اجتماع لوزراء خارجية الناتو في بروكسل: «من المحتمل أن تكون الأيام المقبلة أسوأ، مع مزيد من القتلى، ومزيد من المعاناة ومزيد من الدمار»، مضيفا «إن القوات الروسية تستخدم أسلحة ثقيلة وتواصل هجماتها في جميع أنحاء أوكرانيا».

وذكر ستولتنبرج أن العديد من المدنيين قتلوا أو أصيبوا في الحرب الهجومية الروسية، متحدثا عن أسوأ عدوان عسكري في أوروبا منذ عقود.

في المقابل، قال الوزير أنتوني بلينكن: «تابعنا أيضا تقارير عن الهجوم على محطة للطاقة النووية. هذا يظهر مدى رعونة هذه الحرب وضرورة إنهائها وضرورة سحب روسيا كل قواتها والانخراط في الجهود الدبلوماسية بنية حسنة».

وشدد في ذات الوقت على «أن حلف شمال الأطلسي سيدافع عن كل حلفائه وأراضيه في وجه أي هجوم روسي».

وأوضح بلينكن للصحفيين «حلفنا حلف دفاعي، لا نسعى لصراع، لكن إذا فُرض علينا الصراع فنحن مستعدون له وسندافع عن كل شبر من أراضي الحلف».

يأتي هذا، مع إعلان الجيش الأوكراني تواصل تقدم القوات الروسية نحو العاصمة كييف.

وأكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن بحرية بلاده أغرقت بارجتها الرئيسية «هيتمان سهايداشني» بنفسها حتى لا تقع في أيدي العدو. وفقا لتعبيره.

مفاعل «زابوروجيا»

وأمس الجمعة، أعلن جهاز الطوارئ الأوكراني، أن رجال الإطفاء قاموا بجهود لإطفاء حريق اندلع بالقرب من محطة الطاقة النووية في منطقة زابوروجيا، بسبب هجوم روسي، مؤكدا أن الحريق لم يسفر عن أي أضرار، ليخرج بعدها الرئيس فولاديمير زيلينسكي، حاثا الشعب الروسي للاحتجاج على سيطرة موسكو على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

وألقت وزارة الدفاع الروسية مسؤولية الهجوم على مخربين سمتهم بـ«نازيين جدد أوكرانيين»، ووصفته بأنه استفزاز وحشي، مؤكدة سيطرة قواتها على المحطة بشكل كامل.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف قوله: «حاول نظام كييف تنفيذ استفزاز وحشي بتعريض دورية متنقلة للحرس الوطني لهجوم من مجموعة تخريب أوكرانية»، مشيرا إلى أن مجموعة التخريب الأوكرانية أثناء مغادرتها المبنى أشعلت النار فيه.

وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية على «أن الغرض من العمل الاستفزازي لنظام كييف في منشأة نووية هو محاولة اتهام روسيا بالتسبب في بؤرة تلوث إشعاعي»، لافتا إلى «أن كل هذا يشير إلى وجود خطة إجرامية لنظام كييف أو لفقدان زيلينسكي السيطرة الكاملة على أعمال مجموعات التخريب الأوكرانية بمشاركة مرتزقة أجانب». حسب ما قال.

مفاوضات الجانبين

وعلى صعيد المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني، قال رئيس وفد كييف في مؤتمر صحافي عقد بمدينة لفيف: جميع الحلفاء والعسكريين يعتقدون أن روسيا ستفشل بدخول عاصمة بلاده، وقال: لا أحد كان يتوقع صلابة وقوة قوات بلاده بمواجهة القوات الروسية التي وصفها بـ «الغازية»، وأوضح أيضا أنهم طلبوا من نظيرهم الروسي تأمين المحطات النووية.

ووصف رئيس الوفد الأوكراني السلوك الروسي على طاولة المفاوضات بـ «الإرهابي»، مطالبا بحظر كامل للطيران فوق أراضي بلاده.

من جانبه، طلب الكرملين من الروس أمس الجمعة الالتفاف حول الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: إن ما سيحدث بعد ذلك في المفاوضات بشأن أوكرانيا سيعتمد على رد فعل كييف على المحادثات التي جرت هذا الأسبوع بين الجانبين.

وقال بيسكوف «المحادثات التي جرت كانت فرصة جيدة لنقل رؤيتنا إلى الجانب الأوكراني بوضوح حول كيفية حل هذه المشكلة، من الآن فصاعدا، سيعتمد كل شيء على رد فعل الجانب الأوكراني».

وأدلى بيسكوف بتلك التصريحات بعد عقد جولة ثانية من محادثات يوم الخميس، قال الجانبان بعدها: إنهما توصلا إلى تفاهم بخصوص ضرورة فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين.

سقوط ميكولاييف

وفي ميكولاييف ذكرت السلطات المحلية في المدينة «أن القوات الروسية دخلت المدينة المطلة على البحر الأسود لأول مرة»، في وقت قال فيه المتحدث باسم الدفاع الروسية: إن القوات المسلحة الروسية تواصل توجيه ضربات للمنشآت العسكرية الأوكرانية.

وفيما قال الحاكم الإقليمي فيتالي كيم في تسجيل مصور على الإنترنت: إن القتال يدور في أجزاء من المدينة، نفى مستشار في الرئاسة الأوكرانية ذلك بالقول: «إن محاولات روسيا للتقدم في ميكولاييف تم دحرها».

وعصر أمس، ناشد الرئيس الأوكراني الشعب الروسي في خطاب بثه التليفزيون «يتعين عليكم أن تخرجوا إلى الشوارع وتقولوا: إنكم تريدون الحياة، تريدون أن تعيشوا على الأرض بدون تلوث إشعاعي، الإشعاع لا يعرف أين توجد روسيا، الإشعاع لا يعرف أين حدود بلادكم».

وسعى زيلينسكي أن يعيد إلى الأذهان ذكرى مفاعل تشرنوبيل النووي المعطل الواقع شمالي كييف، والذي تسبب في انتشار نفايات مشعة فوق معظم أنحاء أوروبا عقب انفجاره في أبريل عام 1986، ويعتبر أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

وقال الرئيس الأوكراني «كيف يمكن أن تنسوا ذلك؟ وإذا لم تنسوا لا ينبغي أن تصمتوا».

«هوستوميل» الإستراتيجي

إلى ذلك، بحسب البيانات الأوكرانية، انسحبت القوات الروسية من مطار «هوستوميل» المهم إستراتيجيا في شمال غرب كييف، وأصبح ميناء ماريوبول في جنوب البلاد محاصرا بالكامل الآن.

وفي حين قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف: إن القوات الأوكرانية استولت على كميات هائلة من المعدات العسكرية والأسلحة وقتلت أكثر من 10 آلاف جندي روسي، جاء الإعلان الروسي مخالف لما سبق.

وقال إيغور كوناشينكوف بوقت لاحق الجمعة: إن القوات المسلحة دمرت خلال العملية الجارية حاليا في أوكرانيا 1812 منشأة عسكرية.

ومن بكين، حثت الخارجية الصينية الجمعة جميع الأطراف على ضمان سلامة المنشآت النووية في أوكرانيا بعدما شب حريق في مبنى مجاور لمحطة نووية هناك خلال قتال عنيف.

وقال وانغ ون بين المتحدث باسم الخارجية الصينية في إفادة يومية «سنراقب الوضع وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب التصعيد وضمان سلامة المنشآت النووية».

من ناحيته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجمعة: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب بالنار بمهاجمة محطة للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا، وطالبه بوقف استهداف مثل هذه المواقع.

وقال والاس في مؤتمر صحفي خلال زيارة لكوبنهاجن «هي لعب بالنار يتجاوز حقا كل ما له علاقة بالمنطق أو الضرورة».
تاريخ الخبر: 2022-03-05 00:23:03
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية