باختر
باختر أوباكتريا Bactria هوالاسم القديم للمنطقة بين جبال هندوكوش ونهر أموداريا وعاصمتها كانت باكترا (وهي الآن بلخ) وتسمى في الكتابات الفارسية باختري، وهي منطقة جبلية بمناخ معتدل ولمياه فيها متوافرة والأرض خصبة، وقد كانت موطنا لإحدى القبائل الإيرانية.
الجمل ذوالسنامين يسمى أحيانا الجمل الباختري على هذه المنطقة
الاسم
الكتاب الحديثون استخدموا الاسم على نطاق أوسع حيث عهدوه أنه الجزء الشرقي من بلاد فارس حيث لا يشك أنه موجود في تلك المناطق حيث الأرض الخصبة الجبلية تحيط بها الصحراء الطورانية، وفيها فهم زرادشت ديانته وكان فيها أتباعه الأوائل ومنها أتت الديانة إلى الجزء الغربي من إيران، وكذلك فاللغة المقدسة التي خط بها الأفستا كتاب المجوس المقدس تسمى الباكريانية القديمة.
لكن ليس هناك ما يشير على الاستعمال الكاملِ للتعبير "بكتريانية قديمة" ولهذا فقد هجره الباحثون. ولكن هناك اعتقاد سهل كان منتشرا فيما مضى بأن باكتريا كانت مهد الجنس الهندوأوروبيِ؛ وقد كان هذا الاعتقاد مستندا على الافتراض بأن أممِ أوروبا هاجرت من آسيا وأن اللغات الآرية (هندية وإيرانية) كانت أقرب إلى اللغة الأصلية للهندوأوربيين. ومن المعترف به الآن مِن قبل جميع اللغويين بأَن هذا الافتراض خاطئ تماماً، وأن من المحتمل حتى الآريين اتىوا من أوروبا. ويبدوحتى الجزء الشرقي لإيران كان المنطقةَ التي عاش فيها الآريين لزمن شكلوا فيه شعبا واحدا وانفصلوا بعدها إلى الهنود والإيرانيين.
الأساطير
الحكايات التقليدية الإيرانية المحفوظة في الأفستا وفي والشاهنامه للفردوسي، تضع جزءا من أبطالها وأساطيرها في شرق إيران، وتحولت الآلهة القديمة التي تحارب مع الأفعى العظيمة إلى ملوك إيران الذين حاربوا مع الطورانيين. الكثير من المؤلفين الحديثين حاولوا خلق تاريخ من هذه القصص، وخلقوا إمبراطورية باكتريانية قديمة ذات كبر شاسع، وملوكها كسبوا الفوزات العظيمةَ على الطورانيين.
لكن هذه السمة التاريخية للأسطورة أتت من الأصلِ اللاحق، وهوليس سوى انعكاس الإمبراطورية الإيرانية العظيمة التي أَسسها الأخمينيون وأعادها الساسانيون. الحقيقة التاريخية الوحيدة التي يمكن أَن نعهدها من الحكايات الإيرانية بأن التباين والعداء بين الفلاحين الإيرانيين والبدوالطرانيين كان كبيرا في الأزمان القديمة كما هوالآن، وهي في الحقيقة مستندة على الظروف الجغرافيةِ الطبيعية وهي بهذا قد تبدوأبدية. لكن بالتأكيد فإن إمبراطورية بكتريانية عظيمة لم توجد قط؛ والبكتريانيون وجيرانهم كانوا في الأوقات القديمة محكومين من قبل الملوك المحليين الصغار، أحدهم كان فيشتاسبا حامي زرادشت.
كتيسياس في تاريخه عن الإمبراطورية الآشورية يروي عن حرب شنت مِن قبل نينوس وسميراميس، ضد ملك باكتريا (الذي يدعوه بعض المؤلفين التاليين زرادشت، ومثال على ذلك جوستن الأول). لكن التاريخ الآشوري الكامل لكتيسياس لم يكن أكثر من سيرة خيالية؛ فمن النقوش الآشورية نعهد بأن الآشوريين لم يدخلوا الأجزاء الشرقيةَ لإيران.
الجغرافيا
تاريخ المنطقة
لا نعهد إذا كانت باكتريا جزءا من الإمبراطورية الميدية أم لا؛ لَكنها أُخضعت من قبل قورش ومن ثم أصبحت إحدى ولايات الإمبراطورية الأخمينية. وعندما قام الإسكندر الأكبر بهزيمة داريوس الثالث، وقام قريبه قاتله بيسوس مرزبان بكاتريا بمحاولة لتنظيم مقاومة وطنية في الشرق. لكن باكتريا فتحت من قِبل الإسكندر بدون صعوبة؛ وفقط عندما توغل في الشمال إلى ما بعد نهر أوكسوس (وهونهر جيحون أوأموداريا) عبر بلاد الصغد حيث التقى بمقاومة قوية. وأصبحت باكتريا محافظة من الإمبراطورية المقدونية، وسقطت تحت حكم سلوقس الأول ملك آسيا ومؤسس الأسرة السلوقية.
الحكم السلوقي
المقدونيون (وخصوصاً سلوقس الأول وابنه أنطيوخس الأول) أَسسوا عددا كبيرا من البلدات اليونانية في شرق إيران، واللغة اليونانية أصبحت بعضِ الوقت مهيمنة هناك. والكثير من الصعوبات قابلها السلوقيون كانوا مضطرين للقتال فيها ومنها حروبهم مع بطليموس الثاني، فمنح هذا إلى ديودوتس مرزبان باكتريا الفرصة ليستقل بنفسه (حوالي 255 قبل الميلاد) وفتح بلاد الصغد وأسس المملكة اليونانو– باكتريانية.
الدولة المستقلة
ديودوتس وورثته كانوا قادرين على الحفاظ على أنفسهم ضد هجمات السلوقيين؛ وعندما هُزِمَ أنطيوخس الثالث (الكبير) من قبل الرومان (190 قبل الميلاد)، عبر الملك البكترياني يوثيديموس وابنه ديميتريوس جبال هندوكوش وبدأَ غزوشرق إيران ووادي نهر السند. لفترة قصيرة كانت لديهم قوة كبيرة؛ وبدا حتى إمبراطورية يونانية عظيمة ظَهرت بعيداً في الشرق. لكن هذه الإمبراطوريةِ مُزّقتْ بالخلافاتِ الداخليةِ والاغتصاب المستمر للعرش. وعندما تقدم ديميتريوس بعيداً إلى الهند جعل أحد جنرالاته ويدعى يوكراتيدس بتنصيب نفسه ملكا من باكتريا، وفي وقت قريب ظهر في جميع محافظة متمردون جدد أعربوا أنفسهم ملوك وقاتلوا واحدا ضد الآخر. معظمهم نعهد عنه فقط بواسطة عملاته المعدنية التي سكها لنفسه، عدد كبير منها يوجد في أفغانستان والهند.
بهذه الحروب تم تقويض المسقط المهيمن لليونانيين في المنطقة بسرعة أكبر مما كان سيحدث في غير تلك الحالة. وبعد ديميتريوس ويوكراتيدس هجر الملوك الأساليب الأتيكية في سك العملات وأدخلوا أساليب محلية؛ وفي نفس الوقت دخلت اللغة الأصلية حيز الاستعمال بجانب اليونانية. بالنسبة للعملات المعدنية التي ضربت في الهند، استخدمت الأبجدية الهندية المشهورة (والتي دعيت باسم براهمي من قبل الهنود وهي الشكل الأقدم لأبجدية ديفاناغاري)؛ أا بالنسبة للتي ضربت في أفغانستان وفي البنجاب فإن أبجدية خاروشثي التي اشتقت مباشرة من الآرامية كانت مستعملة بشكل عام في الأجزاء الغربية للهند، كما يظهر بإحدى نقوش أسوكا والمخطوطات الهندية المكتشفة في شرق هجرستان والمكتوبة بأبجدية خاروشثي (دعيت هذه الأبجدية سابقاً الأريانية أَوالبالية البكتريانية؛ والاسم الحقيقي مشتق من المصادرِ الهندية).
ضعف الممالك اليونانوبكتريانية ظهر بسقوطهم المفاجئ والكامل. ففي الغرب كانت هناك الإمبراطورية الأرساكية (البارثية) التي بدأت بالصعود وملوكها مثريداتس الأول وفراتس الثاني بدأوا بفتح بعض مناطق باكتريا الغربية، خصوصاً أريا (هرات). لكن في الشمال ظهر عرق حديث وهم قبائل منغولية تسمى السكوذيين Scythians من قبل اليونانيين، ومن أهمهم توخاري (ويسميهم العرب الطخاريون)، وهم متماثلون مع شعب يوي تشي بالنسبة للصينيين.
حكم الكوشان
في 159 ق.م.، طبقاً للمصادرِ الصينيةِ، دخلوا الصغد، وفي 139 ق.م. فَتحوا باختر، وخلال جيل لاحق أنهوا الحكمِ اليوناني في شرق إيران. فقط في الهند، أبقى الفاتحون اليونانيون (ميناندر، أبولودوتوس) لأنفسهم المزيد من الوقت. لكن في منتصف القرن الأول قبل الميلاد جميع شرق إيران وغرب الهند أصبحت في ملك الإمبراطورية الهندوسكيثية العظيمة. وكان اسم السلالة الحاكمة عندها الأسرة الكوشانية (كوشانا)، وهوما يسمون به على عملاتهم المعدنية وفي المصادرِ الفارسيِ.
الأكثر شهرة من هؤلاء الملوك كان كانيشكا (حوالي 123 – 153) الحامي العظيم للبوذيةِ. يظهر المركز الرئيسي للتوخاريين وسلالة كوشان كان بكتريا؛ لَكنهم أبقوا الأجزاءَ الشرقيةَ كمناطق أفغانستان الحديثة وبلوشستان تحت سيطرتهم، بينما المناطق الغربية (كأريا أوهرات، وسيستان وجزء من وادي هلمند) فُتِحتْ من قبل الأرساكيين (البارثيين).
في القرن الثالث بدأ سلالة كوشان بالانحلال؛ حول 320 بعد الميلاد. وتأسست إمبراطورية غوبتا في الهند. هكذا تحول الكوشانا لشرق إيران، حيث اضطروا لمُحاربة الساسانيين. في القرن الخامس أتى أناس جدد من الشرق وهم الإفثالاتيون أَوالهون البيض، الذين أخضعوا بكتريا (حوالي 450)؛ وتبعهم الأتراك، الذين ظهروا لأول مرة في التاريخ حوالي 560 بعد الميلاد. وأخضعوا البلاد شمال نهر أوكسوس. وأغلب الإمارات التوخارية أَوالكوشانية الصغيرة أصبحت خاضعة لهم. لكن عندما أسقطت الإمبراطورية الساسانية من قبل العرب، تقدم الفاتحون فوراً نحوالشرق، وفي بضعة سنوات بكتريا وإيران بكاملها إلى شواطئ نهر ياكسارتس (سيحون أوسير داريا) أذعنت لحكم الخليفة ودين الإسلام وأصبحت تسمى فيما بعد خراسان.
الاتصالات مع الصين
طخارستان
انظر أيضا
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تاريخ إيران الكبرى | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
امبراطوريات فارس • ملوك فارس | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قبل-المعاصر | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قبل الإسلام
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بعد الفتح الإسلامي
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المعاصر
ج.إ.س. = جمهورية إشتراكية سوڤييتية
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أفغانستان
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أذربيجان
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
البحرين
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إيران
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العراق
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
طاجيكستان
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اوزبكستان
|
- Bactria-Margiana Archaeological Complex
- المضى الباختري
- الجمل الباختري
- The Bahlikas
- خراسان الكبرى
- Dalverzin Tepe
ملاحظات
- ^ عرض في متحف المتروپوليتان للفن
المصادر
- Bernard, Paul (1994). "The Greek Kingdoms of Central Asia." In: History of civilizations of Central Asia, Volume II. The development of sedentary and nomadic civilizations: 700 B.C. to A.D. 250, pp. 99-129. Harmatta, János, ed., 1994. Paris: UNESCO Publishing.
- Beal, Samuel (trans.). Si-Yu-Ki: Buddhist Records of the Western World, by Hiuen Tsiang. Two volumes. London. 1884. Reprint: Delhi: Oriental Books Reprint Corporation, 1969.
- Beal, Samuel (trans.). The Life of Hiuen-Tsiang by the Shaman Hwui Li, with an Introduction containing an account of the Works of I-Tsing. London, 1911. Reprint: New Delhi: Munshiram Manoharlal, 1973.
- Cotterell, Arthur. From Aristotle to Zoroaster, 1998; pages 57–59. ISBN 0-684-85596-8.
- Hill, John E. 2003. ." Second Draft Edition.
- Hill, John E. 2004. Draft annotated English translation.
- Holt, Frank Lee. (1999). Thundering Zeus: The Making of Hellenistic Bactria. Berkeley: University of California Press.(hardcover, ISBN 0520211405).
- Holt, Frank Lee. (2005). Into the Land of Bones: Alexander the Great in Afghanistan. University of California Press. ISBN 0-520-24553-9.
- Tremblay, Xavier (2007) "The Spread of Buddhism in Serindia ― Buddhism among Iranians, Tocharians and Turks before the 13th century." Xavier Tremblay. In: The Spread of Buddhism. (2007). Edited by Ann Heirman and Stephan Peter Bumbacher. Handbook of Oriental Studies. Section Eight, Central Asia. Edited by Denis Sinor and Nicola Di Cosmo. Brill, Lieden; Boston. pp. 75-129.
- Watson, Burton (trans.). "Chapter 123: The Account of Dayuan." Translated from the Shiji by Sima Qian. Records of the Grand Historian of China II (Revised Edition). Columbia University Press, 1993, pages 231–252. ISBN 0-231-08164-2 (hardback), ISBN 0-231-08167-7 (paperback).
- Watters, Thomas. On Yuan Chwang's Travels in India (A.D. 629–645). Reprint: New Delhi: Mushiram Manoharlal Publishers, 1973.
- "باختر". Encyclopædia Britannica (11th ed.). 1911.
وصلات خارجية
- Bactrian Gold
- Livius.org: Bactria
- Batriane du nord—about the Termez region, an archeological site
نطقب:بوابة تاريخ آسيا