الكثير مما في جناح المملكة يمكن أن يستفاد منه في تقديم المملكة كوجهة سياحية، فيعرض بأكثر من موقع ومكان، وفي رحلات الطيران الداخلي والخارجي لطائرات الخطوط الجوية المحلية، ومما يمكن نقله ذلك الفيلم الذي شارك فيه الممثل العالمي جون ترافولتا وسمية رضا، ويبدأ بمناظر مبهرة من العلا وما حولها..
سيدة سعودية معها أطفالها حين رأتنا تركَت فنجان القهوة واتجهت نحونا لتعلن انبهارها واعتزازها بالمعرض ومحتواه وتنظيمه، ظنت أنني وزميلي أحد المنظمين له، حضرت مع أطفالها إلى جناح السعودية في معرض إكسبو 2020 من بين مئات الألوف التي تزوره يومياً. تقرأ الفرح والانبهار في عيون الزائرين وإعجابهم، تقرأ ذلك من كثرة توقفهم للمشاهدة والتقاط الصور التذكارية.
السعودية لديها الكثير من الكنوز يمكن أن تقدمها للعالم، وأبرزت بعضاً منه في جناح المملكة في إكسبو 2020 في دبي، حيث كان واحداً من أجمل الأجنحة للدول المشاركة وعددها أكثر من 190 دولة. تفوق معرض المملكة على معارض الدول الكبرى وأبهر الزائرين بجمال العروض ومحتواها وتنوعها، زاره حتى الأسبوع الماضي أكثر من ثلاثة ملايين زائر، وهذا سيجعله يحتل المركز الأول أو الثاني في عدد الزوار. أبدعت وزارة السياحة في تقديم المملكة كوجهة مقبلة للسياحة، وبروزها كمركز مهم للثقافة، وبلد جميل يتحول سريعاً إلى العالمية. رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني وكلمات ولي العهد كانت حاضرة في محتواه ومنصته التي في مقدمة الجناح وتشير إلى السماء العالية وطموح القائد والشعب الذي بلا حدود، وأجمل ما في جناح المملكة وجود أكثر من ثلاثمئة شاب وشابة من مختلف مناطق المملكة، يستقبلون ويوجهون الزوار ويشرحون لهم بكل حماس واحتراف بعض مكوناته، كان من بينهم المهندس محمد القحطاني وعبدالمحسن المحيسن اللذين لولاهما لما استطعت أن أرى كل ما رأيته، بصمات أرامكو كانت موجودة في إتقان العمل وتوظيف التقنية، وانسياب الحركة وروعة الإخراج،
شعرت بالفخر وأنا أتنقل بين أروقته وصالاته وعروضه المختلفة، أبرز جناح المملكة صورة الحرمين الشريفين، وأجمل ما تحويه المملكة من مناظر خلابة في مختلف مناطقها، أبرز جبال الجنوب الشاهقة وأوديتها الخضراء وقراها التراثية، ومنها قرية رجال ألمع أيقونة القرى التراثية، وأبرز الجناح مدينة العلا بكنوزها العالمية، والربع الخالي برماله الذهبية، وأبرز الأحساء بواحات نخيلها التي حصلت على أرقام قياسية. لقد قدم المملكة كوجهة سياحية مقبلة إلى العالم بقوة. إنني على يقين أن هذا الجناح يستحق كل ما بذل من أجله من مال وجهد وذلك للأسباب الآتية:
أولاً: معرض إكسبو الذي يقام كل خمس سنوات وتتسابق الدول على استضافته والمشاركة فيه، يعد أهم منصة ثقافية واقتصادية على مستوى العالم. فرغم الجائحة، إلا أن فنادق مدينة دبي قد امتلأت بالزوار رغم أسعارها العالية، آمل أن توفق المملكة في استضافته في العام 2030 حتى يرى العالم منجزات الرؤية لبلد يعانق بطموحه السحاب، كما يجب أن تحضر المملكة في كل المعارض المقبلة بأفضل ما تستطيع من جودة وحسن إخراج وتنظيم، مع ما يمكن أن يضاف إليه كل خمس سنوات من مكتسبات الرؤية وما يستجد من المرافق السياحية والصناعية، وما يخرج به المنظمون لهذا الجناح من دروس مستفادة.
ثانياً: الكثير مما في جناح المملكة يمكن أن يستفاد منه في تقديم المملكة كوجهة سياحية، فيعرض بأكثر من موقع ومكان، وفي رحلات الطيران الداخلي والخارجي لطائرات الخطوط الجوية المحلية، ومما يمكن نقله ذلك الفيلم الذي شارك فيه الممثل العالمي جون ترافولتا وسمية رضا، ويبدأ بمناظر مبهرة من العلا وما حولها.
ثالثاً: من أهم الدروس التي نخرج بها من نجاح هذا العمل المتميز هو الإتقان ولا غيره، كانت بصمات أرامكو واضحة منذ البداية، من أراد الإتقان فعليه أن يحذو حذو تجربة المملكة في تأسيس مشروعاتها وشركاتها المتميزة، مثل: أرامكو والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والجامعات المتميزة، والمستشفيات التي بنيت بمشاركة عالمية. فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا أردنا مروراً وشرطة ودفاعاً مدنياً متميزاً فعلينا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأن نهتم بالفرد قبل المركبة، وأن يكون شراكة مع دولة متقدمة كما هو في تجربة المملكة في بناء القوات الجوية، أحياناً نجد أن بناء مبنى جديد يكون أسرع وأوفر وأكثر نجاحاً من محاولة ترمم مبنى قديم بني بقدرات محلية وعربية فقط.
زرت جناح المملكة فخرجت بانطباعات جميلة، وشاهدت جهوداً كبيرة، وحمدت الله على هذه الزيارة. والجميل أن الزيارة تمت في يوم التأسيس الذي تحتفل فيه المملكة بمرور 300 عام على قيام الدولة السعودية، ويوافق 22 فبراير من كل عام، وقد أبرز جناح المملكة هذه الذكرى بعروض شعبية وثقافية مبهرة.
نقلا عن "الرياض"
