قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان الجمعة إن فرنسا وشركائها سيقترحون في الساعات المقبلة مجموعة من الإجراءات الملموسة لتعزيز الأمن والسلامة في المواقع النووية الأوكرانية الخمسة الرئيسية، على أساس معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن القوات الروسية "تستخدم أساليب وحشية بشكل متزايد من بينها مهاجمة السكان المدنيين بعنف" في أوكرانيا.

جاء ذلك بعد اجتماعه اليوم الجمعة مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

من جهته أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة عن "القلق العميق" إزاء تصاعد القتال في أوكرانيا، بخاصة الاشتباكات التي دارت حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

جاء ذلك في كلمة لوكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو، خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة التي دعت إليها بريطانيا لمناقشة الوضع في محطة زابوريجيا.

وقالت ديكارلو: "الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء تصاعد القتال في جميع أنحاء أوكرانيا (..) لقد عبر أكثر من مليون أوكراني بالفعل حدود بلدهم وجرى الترحيب بهم من قبل جيرانهم الأوروبيين".

وأضافت أن غوتيريش "تابع بقلق بالغ التقارير التي تتحدث عن قتال عنيف حول محطة زابوريجيا، ونتفهم أن الحريق أثّر على منشأة تدريب وليس على نظام التبريد أو مركز الطاقة".

وفي وقت سابق الجمعة أكدت شركة "إنيرهواتوم" المشغلة للمحطة النووية الأوكرانية أنه لم يجرِ تسجيل تغييرات في مستويات الإشعاع إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي عليها، فيما قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي إن المبنى الذي أصابته قذيفة روسية "لم يكن جزءاً من المفاعل النووي".

واعتبرت ديكارلو أن "العمليات العسكرية حول المواقع النووية وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية عديمة المسؤولية إلى حد كبير".

ودعت إلى "عمل جميع الأطراف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء إطار مناسب يضمن التشغيل الآمن والموثوق لمحطات الطاقة النووية في أوكرانيا"، مطالبةً بإقامة ممر عاجل وآمن لموظفي الوكالة إذا احتاجوا إلى السفر إلى أوكرانيا.

من جهتها قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "بفضل الله نجا العالم بصعوبة الليلة الماضية من وقوع كارثة نووية في أوكرانيا".

وطالبت غرينفيلد خلال الجلسة ذاتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بـ"وقف هذا الجنون فوراً".

وأضافت: "كخطوة أولى، ندعو روسيا إلى سحب قواتها من المحطة للسماح بالمعالجة الطبية للأفراد المصابين، وضمان وصول المشغّلين بشكل كامل إلى الموقع وإجراء تغييرات نوبات العمل لضمان استمرار التشغيل الآمن للمحطة".

وخاطبت غرينفيلد مندوب روسيا الأممي فاسيلي نيبيزيا قائلة: "هذا المجلس يحتاج إلى إجابات نريد أن نسمعك تقول إن هذا لن يحدث مرة أخرى".

وفي كلمته خلال الجلسة نفى نيبيزيا قصف القوات الروسية لمحطة زابوريجيا، متهماً من سمّاهم "القوميين الأوكرانيين" بإضرام النار في مرفق للتدريب قرب المنشأة النووية.

كما اتهم السلطات في أوكرانيا "بمحاولة خلق هيستيريا مصطنعة حول ما يحدث".

وخاطب نيبيزيا أعضاء المجلس قائلاً إن "القوميين الأوكرانيين استولوا على مركبات للأمم المتحدة في أوكرانيا، ونريد شرحاً لذلك من المسؤولين الأمميين".

وفي سياق متصل أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة أن العمل بمحطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا "يسير بشكل طبيعي"، إثر تعرّضها لهجوم روسي فجر الجمعة.

جاء ذلك على لسان المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن حول الهجوم.

وخاطب غروسي أعضاء المجلس في كلمة عن بعد قائلاً: "نواصل الاتصال بالسلطات الأوكرانية والمشغّلين الذين يديرون بشكل دوري هذه المرافق في المحطة النووية".

وأضاف: "تشغيل المحطة متواصل ونعتبر من الناحية الفنية أن العمل بها مستمر بشكل طبيعي الآن"، واستدرك: "رغم أنه لا يمكن أن يكون الوضع طبيعياً مع وجود قوات عسكرية".

وأعلنت الوكالة النووية الأوكرانية الجمعة مقتل ثلاثة جنود أوكرانيين وإصابة اثنين إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي على منشأة زابوريجيا النووية.

وقال متحدث الوكالة أندري توز إنّ قذائف روسية سقطت مباشرة على المنشأة وأضرمت النيران في المفاعل رقم 1 الذي لا يعمل ويخضع للإصلاحات، وفق وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وتُعرف "زابورجيا" بأنها أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وإحدى أكبر 10 محطات في العالم.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.​​​​​​

TRT عربي - وكالات