ولد غابرييل غارثيا ماركيز في مثل هذا اليوم السادس من مارس عام 1927 بإحدى قرى كولومبيا "أراكاتاكا"، نشأ في بيت العائلة مع أجداده يستمع منهم إلى الحكايات العائلية الشيقة، وقد أثَّر ذلك في كتاباته ثم أصبح صحفي في نهاية المطاف.

يقول ماركيزعن ذلك: عشت على ذاكرتي طوال حياتي، إنها حقيقة تشغلني كثيرا الآن، لأنني بدأت ألاحظ أنها تخونني"  قال  تلك الكلمات في السنوات الأخيرة قبل رحيله.. لايعرف جابو  والذي عاش مايقرب من 84عاما، هناك من أقتربوا من نصف ذلك العمر، وذاكرتهم شبه مشلولة، وحكاياتهم  غالبا تأتي معطوبة.

نعرف مثل غيرنا أن جابرييل مخطوف.بألف ليلة وليلة، مخطوف بسحر الحكاية، في ظننا أنه كان يكتب مثل أبطالها تماما.

وعن ما الذي دفع ماركيز للكتابة يقول في حواره مع الكاتبة الصحفية ريتا غوبيرت: "أصبحت كاتبا بدافع الخجل، ومهنتي  الحقيقية ساحر، لكن كلما أحاول القيام بخدعة أشعر بالضيق حتى ألجأ إلى عزلة الأدب أن تكون كاتبا، مهمة هائلة بالنسبة لي، لأني غبي في الكتابة.

الاحتفاء بماركيز عالميا 

في 26 مارس من عام 2007 حضر إلى إسبانيا الرئيس السابق بيل كلينتون وأربعة رؤساء سابقين لكولومبيا والرئيس الحالي، وبطبيعة الحال كان ملك وملكة اسبانيا من الحضور للاحتفاء  بماركيز.\

قال ماركيز: "الآن وحتى في أكثر أحلامي هذيانا، في تلك الأيام التي كتبت فيها "مئة عام من العزلة" ما كنت أتخيل أنني سوف أشهد يوما  إمكانية طبع ملييون نسخة من هذه الرواية، وعندما كنت أفكر أن هناك مليون شخص سيقرؤون شيئا كتبته في وحدة غرفتي، مسلحا فقط بثمانية وعشرين حرفا ابجديا، وأصبعين للكتابة على الآلة الكاتبة، وهي كل أسلحتي، يبدو هذا في نظري كأنه الجنون في حد ذاته".

ماركيز وعزلة أمريكا اللاتيينة 

 في خطابه الذي حمل عنوان "عزلة أمريكا اللاتينية"، والذي ختمه ماركيز بالإشارة إلى معلمة الأول وليم فوكنر" والذي قال عنه "في يوم مثل هذا، فإن معلمي، ويليام فوكنر قال وهو يقف في مكاني هذا "أنا أرفض فمرة نهاية الإنسانية". 

لم أكن لأشعر بأنني أستحق أن أقف في مكانه لو أنني لم أكن على دراية تامة بأنه ولأول مرة منذ نشأة الإنسانية أن المأساة الكبري التي رفض قبلها منذ أثنين وثلاثسن عاما أصبحت الآن حقيقة علمية بسيطة.

والآن ونحن في مواجهة ذلك الواقع المهيمن الذي بدا كنوع من اليوتيوبيا عبر تاريخ البشرية ، فأن الحكائين أمثالي، يمكنهم أن يصدقوا أي شيء وأن يشعروا بأنهم يملكون الحق في أن الوقت لن يفوتهم أبدا لكي نبدا في خلق نوع آخر من اليوتوبيا الخاصة بنا، يوتوبيا لا حدود لها، مستمرة إلى الأبد حيث لا يتحكم أحد في الطريقة الي يموت بها الآخرون ، وحيث يمكن للحب أن يصبح حقيقة ، والسعادة ممكنة ، وان تحصل العائلات التى حكم عليها بان تقضي مئة عام من العزلة على فرصة ثانية للحياة على هذة الأرض".

سحر ماركيز 

سحر ماركيز نابع من قناعاته بأن ثمة أسلاف وأباء، وأساتذه، أن يذكر ماركيز فوكنر في خطابة لتسلم الجائزة الذي طالما كان يرفض فكرة ان يكون ثمة تماثلات بينه ووبين فوكنر، حتى أنه قال في إحدى حواراته الصحفية عندما طرح عليه الصحفي بيلينيو أبوليو مندوزا "سؤاله حول التمثلات التي تجمع بينه وبين فوكنر، حتى أن مندوزا قال له "عندما لا تريد أن تعترف بذلك يبدو أن الأمر أشبه بجريمة قتل لأقرب الناس إليك"، كان رد ماركيز «ربما أكون كذلك، لذلك قلت أن مشكلتي لم تكن في كيفية تقليد فوكنر، لكن في كيفية تدميره، كان تأثيره يشل حركتي».

 يعترف  ماركيز في خطاب نوبل عن استاذية فوكنر، ويصف ماركيز أعمال هيمنجواي الذي قابلة مرة وحيدة ويتيمة «كلّ عمل أبدعه همنغواي يدلّ على تجلّ عبقريّ للكاتب، لكنه قصير الأجل ومفهوم إلى حدّ كبير».

ماركيز الكاتب الإنسان التى دخلت أعماله كل بيت مثقف العالم من المحيط إلى الخليح، في ظنى أنه لا توجد مكتبة خالية من إحدى أعمال ماركيز، يقول الرجل عن الكاتب الياباني كاوباتا أن رواية منرزل الجميلات النائمات هي العمل الروائي الوحيد الذي وددت أن أكتبه.

ماركيز والكتابة 

كان للكاتب الصحفي إرنستو غونثاليث بيرميخو حوار مطولا مع ماركيز، فسأله سؤال يبدو بسيط، كان السؤال هل حصل ذات مرة أم تبقيت مؤقتا سطرا لم تكن بعد واضيا عنه.

 لتكون إجابة ماركيز بـ «كلا»، ويتبعها بتفسير ذلك لأن السطر في اللحظة التي كتبته فيها، مهم بالنسبة لي، فإذا أبقيته مؤقتا ثم نظرت إليه موة أخرى فيما بعد داخل سياق الرواية، فعندئذ لن أرى ذلك السطر مهمت وسيظل هكذا بالنسبة لي، لذا لا أتخطى سطرا مطلقا، ولا يوجذ سطرا واحدا كتبته لست راضيا عنه، زد عليه أن قرائي يدفعون مقتبل ذلك.