ناتاشا قصة مكسيم جوركى عن قسوة موسكو
ناتاشا قصة مكسيم جوركى عن قسوة موسكو
تعد رواية ناتاشا، واحدة من أبرز قصص الأديب الروسي الكبير مكسيم جوركي، رائد مدرسة الواقعية الاشتراكية في الأدب، والتي يتحدث فيها عن قسوة الحياة على المساكين المطحونين.
واتخذ مكسيم جوركي موسكو مسرحا للأحداث على سبيل المثال وليس الحصر، فنزعته الاشتراكية الماركسية كانت ترى أن معاناة الفقراء إنسانية لا يحدها موطن أو مدينة.
تفاصيل القصة
تحكي قصة ناتاشا للكاتب الروسي الكبير مكسيم جوركى عن شاب لم يتخط الثامنة عشرة، يركض عاريا في شوارع موسكو ليلا بحثا عن كسرة خبز يسد بها رمقه، إلا أنه لم يجد حانوتا واحدا مفتوحا حتى يتوسل أصحابه لإطعامه، وكأن موسكو تحولت إلى مكان قفر فى غابة مجهولة، وبين في الرواية أن الجوع لم يكن وحده الذى استبد بالشاب بل الريح أيضا كانت تخلعه من الأرض خلعا وكأن بها مسا من جنون.
ما زال يركض الشاب بحثا عن لقمة خبز ولما خارت قواه قارب النهر، فوجد شبحا يحفر تحت حانوت، اقترب من الشبخ الذى يجثو على ركبتيه فإذا بها ناتاشا شابة مليحة ترتدى ملابس ممزقة، أصابها الذعر حين رأته ولما تبينت ملامحه سألته هل تبحث عن طعام مثلى؟
فأومأ الشاب برأسه أي نعم، فقالت: إذن أحفر معي، ولما أطاعها وبدأ يحفر فى الرمال، قالت له ناتاشا: أخشى أن يكون أسفل المحل خشب سميك يعوقنا من الدخول رجاء قم بكسر القفل.
ولما كسر القفل ودخلا الحموات لم يجدا إلا رغيفا مبللا فالتهماه وجلسا فى مركب على الشط، شكت له ناتاشا من سوء فعل عشيقها الذى أخذ مالها وأنفقه على الخمر والغانيات، ثم كالت الاتهامات والسباب لكل الرجال.
كل هذا والشاب لم يعقب، ثم طلبت منه أن يفشى لها سره ويحكى شكايته، إلا أنه لم يجبها. وهنا يتدخل مكسيم جوركى ويحكى لنا ما يجول فى نفس الشاب الذى أراد أن يغير خريطة العالم بالعدل والمودة والمحبة.
وأنهى مكسيم جوركى قصته، بأن ما حكاه كان منذ عقود وما زال يبحث عن ناتاشا تلك الفقيرة المعدمة، التي وهبت الشاب كثيرا من المحبة فى الوقت الذى نفره العالم.
تعد قصة ناتاشا للكاتب مكسيم جوركي من القصص الإنسانية، التي تهدف إلى نشر الحق والمحبة بين الناس جميعا، حتى ينعم الجميع بحياة كريمة وعادلة.
