أكد علماء الأزهر الشريف، أنّ صيام شهر رمضان فُرِض على المسلمين في العام الثاني الهجري، وأن الله رخّص للمسافر والمريض أن يفطروا على أن يعوضوا الأيام التي أفطروا فيها فيما بعد، كما شددوا على أن من يتذرع بالآية رقم 184 من سورة البقرة والتي جاء فيها «فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ»، بأنها توحي بأن صيام رمضان اختيار وليس فرض، فهم دعاة فتنة، لأنّ صيام رمضان فريضة كما أنه ركن من أركان الإسلام.

صيام رمضان فرض

وقال الدكتور محمد الجارحي أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إنّ صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة تحققت فيه الشروط التي اشترطتها الشريعة الإسلامية وهو أن يكون بالغا عاقلا قادرا مقيما غير مسافر.

وواصل الجارحي في تصريح خاص لـ«الوطن» عبر لايف  بموقع «فيس بوك»: «صيام شهر رمضان فرض في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بشهر تقريبا، وصام النبي صلى الله عليه وسلم 9 رمضانات، وهذا الصيام كان مفروضا على الأمم السابقة ومعروفا عند أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم»، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

وتابع: «صوم رمضان تختص به أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم صيام شهر رمضان فرض كما جاءت بذلك نصوص القرآن الكريم».

فمن تطوع خيرا

من جانبه قال الدكتور أبو اليزيد سلامة الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء، إن الذين يثيرون الفتنة يتحدثون عن الآية 184 من سورة البقرة وقال الله تعالى فيها: «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».

وأضاف «سلامة»: «الله سبحانه وتعالى من رحمته لم يفرض الفروض دفعة واحدة، وبعض العلماء قالوا إنه لما فرض الصيام في البداية كان على التخيير، لكن حتى من قال بهذا الكلام فقد أكدوا أن هذا الآية التي جاء فيها «فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا»، نسخت بآية فرض الصيام الواضحة التي تليها رقم 185 من سورة البقرة والتي قال الله تعالى فيها: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)».

وقال الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء: «هذا يعني فمن شهد منكم الشهر يجب عليه أن يصوم هذا الشهر ومن يباح له الفطر من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، والصيام فرض وواجب فلا يجوز لمن اجتمعت فيه الشروط أن يفطر».

وبخصوص موضوع التطوع الذي ورد في الآية رقم 184 قال أبو اليزيد: «التطوع قلنا أنه كان في بداية الأمر وقبل فرض شهر رمضان كان من أراد أن يصوم يتطوع ومن لم يستطع يصوم فيفطر، لكن حين أنزل الله (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، أصبح صيام رمضان واجبا وفرضا».