مع بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، بدأ 6 آلاف طالب مصرى، من الدارسين فى الجامعات الأوكرانية، البحث عن مهرب من المعارك الدائرة، وبدأ كثيرون منهم، منذ فجر الخميس قبل الماضى، البحث عن طريقة للوصول إلى حدود أوكرانيا مع الدول المجاورة، مثل رومانيا وبولندا، بحثًا عن الإجلاء والعودة إلى الوطن.

«الدستور» تواصلت مع عدد من الطلاب المصريين العالقين على الحدود الأوكرانية، أو الذين وصلوا بالفعل إلى دول الجوار الأوكرانى، والذين لم ينجحوا حتى الآن فى التوصل إلى طريقة تعيدهم إلى أرض الوطن، أو وسيلة تمكنهم من استكمال دراستهم بالجامعات الأوروبية. 

خالد أبوزيد:وصلت رومانيا بعد رحلة صعبة.. وسأبقى هناك إن قبلونى بالجامعة

كان خالد أبوزيد على وشك الانتهاء من دراسته بالفرقة الثالثة بكلية الطب جامعة كرازان، الواقعة فى مدينة خاركيف الأوكرانية، قرب الحدود الروسية، عندما اندلعت المعارك فجأة، وغيرت خططه وحياته.

وفى الساعات الأولى من المعارك، قرر «خالد» البقاء فى منزله، أملًا فى استقرار الأوضاع واستئناف دراسته، لكن الأمور ازدادت سوءًا، ولم يعد أمامه سوى الهروب من المعارك إلى دول الجوار الأوكرانى، كما فعل زملاؤه فى الجامعات المختلفة، وما فعله كثير من السكان المحليين.

بدأ «خالد» رحلته المحفوفة بالمخاطر من مدينة خاركيف فى الشرق إلى مدينة لفيف فى الغرب، والتى استمرت لمدة ٢٦ ساعة، ثم اضطر للسير نحو ٢٣ كيلومترًا نحو الحدود الرومانية رفقة ٦ من زملائه، ومجموعة من الطلاب الهنود، مع تعذر تواصله مع السفارات المصرية، مثل كثيرين، فى ظل صعوبة الطريق.

وأوضح «خالد» أن المجموعة حصلت عند الحدود الرومانية على تأشيرة لمدة ١٥ يومًا فقط، وأن المبيت بالفندق يكلف نحو ١١ يورو فى الليلة الواحدة، مشيرًا إلى أن مجموعته تواصلت مع السفارة المصرية بأوكرانيا لمعرفة مدى قانونية أوضاعهم.

وأضاف: «عرفنا أن الحكومة الرومانية ستكفل لنا البقاء لاستكمال الدراسة فى إحدى جامعاتها، شريطة تقديم أوراق تثبت دراستنا السابقة فى أوكرانيا، وهى مسألة صعبة حاليًا، لذا تواصلنا مع السفارة للبحث عن حل، خاصة أننا نخشى العودة إلى مصر وضياع سنوات دراستنا السابقة».

محمد هشام:تطوعت لأساعد المرضى بعد تدهور الأوضاع.. وسأعود عبر بولندا

محمد حسن السيد هشام، شاب مصرى يدرس بالصف السادس بكلية الطب بجامعة بوجوموليتس فى العاصمة الأوكرانية كييف، قال إنه قرر ألا يغادر أوكرانيا بعد بدء الحرب حتى يكمل دراسته، ورأى الأوضاع تتدهور هناك، ورصد اختفاء الغذاء والدواء، فقرر التطوع للمساعدة فى علاج المرضى، قبل أن يتفاقم الوضع ويقرر أخيرًا العودة لمصر عبر بولندا. 

«محمد» أوضح أن الوضع فى أوكرانيا أصبح مأساويًا، فأغلب المتاجر مغلقة بسبب هرب أصحابها خارج البلاد «لم أستطع الحصول على الخبز لمدة ٤ أيام.. كل من يملك أموالًا هرب من أوكرانيا، ولم يتبق إلا كبار السن والفقراء».

وأضاف: «أقف فى طوابير لمدة ساعات طويلة فى درجة حرارة ٢ تحت الصفر، كى أحصل على الطعام.. والأدوية أوشكت على الانتهاء وهذه كارثة كبيرة»، لافتًا إلى أنه كان ينتظر التخرج فى الجامعة خلال شهور.

وأكد أنه ينوى حاليًا العودة إلى الوطن، وعرف من أصدقائه أن الرحلة شاقة، لكن السلطات المصرية تساعد كل من يريد العودة الآمنة.

أحمد حازم:سرت 35 كيلو على الأقدام فى درجة حرارة تحت الصفر

قال أحمد حازم، الطالب الموجود حاليًا فى بولندا، إنه بعد اشتداد عمليات القصف فى مدينة «خاركيف» بدأ، وزملاؤه، محاولة الوصول إلى غرب أوكرانيا، وعلموا أن هناك قطارًا يتجه إلى مدينة «لفيف»، ووصلوا فى مساء اليوم التالى بسبب اختفاء المواصلات تقريبًا، ثم اتجهوا نحو قطار وجهته بولندا مباشرة، لكن بسبب شدة الازدحام لم يتمكنوا من اللحاق به، واضطروا للانتظار حتى اليوم التالى فى درجة حرارة تحت الصفر، وعندما لم يجدوا سبيلًا بحثوا عن سيارة لتقلهم إلى الحدود. 

وأضاف أن السيارة توقفت قبل الحدود بنحو ٥٠ كم، ورفض السائق استكمال الطريق، فاستقلوا سيارة أخرى واصلت معهم حتى ٢٠ كم، إلا أن الطريق كان شديد الازدحام فاضطروا للسير على الأقدام مسافة ٣٥ كم، استغرقت ١٤ ساعة، بعدها وصلوا إلى منطقة يحرسها الجيش الأوكرانى، وطلبوا منهم السير ٢ كم أخرى للوصول إلى معبر «ميديكا»، وهناك اضطروا للانتظار ما يقرب من ١٢ ساعة فى درجة حرارة منخفضة جدًا.