رفع الحوثيون في العاصمة صنعاء سعر البنزين إلى مبالغ مالية غير مسبوقة في تاريخ اليمن، وهو أمر انتهجوه لتغذية تجارتهم التي تقوم على سرقة أموال المواطنين في اليمن، ما ساهم في زيادة معدلات الفقر هناك، حتى أصبحت المبالغ التي يراها البعض قليلة تشكل عبئا ثقيلا على مواطني اليمن.

لذا شهدت صنعاء موجة غضب صارخة وغير مسبوقة أمام محطات الوقود، وقال مصدر هناك إن الحوثيين رفعوا السعر منذ قرابة عشرة أيام، بحيث أصبح سعر اللتر الواحد من البنزين بمبلغ 30 ريالا سعوديا، وهو مبلغ كبير جدا يعجز كافة اليمنيين عن توفيره، فكيف بتعبئة المركبة.

الجمع الأخير

ويأتي رفع أسعار البنزين بالطريقة الحوثية كجزء من رفع كافة الأسعار التي شملت أسطوانات الغاز وكل المواد اللازمة والضرورية للحياة، والتي لا يستغني عنها الشعب اليمني، كما أن الحوثيين خلال هذه الفترة يعلمون قطعا أن أيامهم أصبحت معدودة خاصة مع قرار المجلس تصنيفهم مع الإرهاب، لذا يحرصون على جني أكبر مبالغ مالية يستطيعون جمعها.

وأضاف المصدر أن من يتحكم حاليا في رفع الأسعار واستغلال الظروف والأمور هم قيادات حوثية من الصف الثاني والصف الثالث، في محاولة منهم لأخذ نصيبهم من رفات الكعكة المتبقية، بعد أن شعروا بغياب قياداتهم الحوثية الكبيرة، وسمعوا أنباء سحب الأموال والأرصدة من البنوك والتحويل للخارج.

مبينا أنهم أتاحو لمن لا يمتلك النقود طريقة أكثر قهرا عبر رهن عقاراتهم وممتلكاتهم والبعض مركباتهم لمدة معينة، مع استكمال كافة بياناتهم، وفي حال عدم التزامهم بالموعد القصير المحدد الذي يفرضه الحوثيون تتم شرعية تملكهم لتلك العقارات.

الخوف من الانقلاب

وتابع المصدر قائلا إن القيادات الحوثية الثانية استغلت الأوضاع محاولين مواصلة نهب قياداتهم السابقة بطريقتهم، وجمع أكبر مبالغ مالية في أوقات قريبة ومتسارعة خشية الانقلاب المفاجئ للشعب عليهم في العاصمة، واعتبر أن هذه الحيلة والأسلوب الحوثي ليس بجديد من حيث الطريقة في النهب، ولكن أن يتم الرفع لهذه الأسعار التي عطلت كل شيء وجعلت الشعب كافة يستغنون عن ركوب السيارات والحافلات وكل استخدامات البنزين، هو للمرة الأولى، بينما سيارات الحوثيين وأقاربهم تنعم بتعبئة الوقود المجاني وتتجول بعبثية وحرية.

وأشار إلى أن حالة الغضب في العاصمة صنعاء تتزايد بشكل متسارع وثورة صنعاء أصبحت وشيكة، وأكد أنه خلال الأيام الراهنة تعيش العاصمة صنعاء غضبا شعبيا نتيجة انعدام الخدمات نهائيا، ووصول الأسعار إلى أرقام فلكية.