«قاموس الثقافة المصرية».. توليفة ملحمية عن الصناعة الثقافية خلال 223 عامًا

مجهود كبير بذله الباحث صلاح حسن رشيد فى «قاموس الثقافة المصرية فى العصر الحديث» (١٧٩٨ - ٢٠٢٠) الصادر عن مكتبة الآداب بالقاهرة، إذ عكف على تحريره قرابة عامين وتحديدًا من مطلع عام ٢٠٢٠ ويحتوى على جميع مناحى الثقافة المصرية أعلامًا ومؤسسات ونتاجًا ثقافيًا من كتب وأعلام ومسلسلات ولوحات وصحف وبرامج ودواوين وترجمات ومقالات، وأغانٍ... إلخ، بعد أن رجع إلى مئات المصادر والمراجع والدوريات واللقاءات الحصرية مع الرموز والأعلام والمواقع الإلكترونية ومواقع السوشيال ميديا، وحسابات الفيسبوك.

وبحسب المؤلف؛ فإن القاموس يحوى ثقافة مصر العريضة فى العصر الحديث الممتدة منذ مجىء الحملة الفرنسية عليها عام ١٧٩٨ وحتى هزيمة الفرنسيين عام ١٨٠١ وما حدث نتيجة هذا الاحتكاك الحضارى والثقافى والعسكرى من تقدم ويقظة والتفات إلى أهمية نقل العلم والثقافة التى سبقنا بها الغرب.

كما تطرق إلى حكم محمد على باشا وأسرته العلوية، وما شهدته مصر على أيامهم من عصر البعثات العلمية والثقافية إلى الغرب وما ظهر فيها من إنشاء المدارس والصحف والمجلات والمتاحف، حتى حدثت نهضة وعلو على الصعيد الفكرى والتعليمى والثقافى، ثم عصر ثوار يوليو ١٩٥٢ وما أحدثته الثورة أيام الرئيس عبدالناصر من إصلاح كان له مردوده الثقافى الكبير وما أحدثته الثورة كذلك من تراجع وسلبيات لا تخفى على حياتنا الثقافية، وما تلا ذلك من عصور الرئيس السادات والرئيس مبارك وثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وما أعقبها من ظهور الإخوان على الساحة ثم اختفائهم سريعًا لأنهم بلا ثقافة ولا مثقفين، ثم عصر الرئيس السيسى ٢٠١٤ حتى ديسمبر ٢٠٢١.

تناول القاموس كل ما له علاقة بالثقافة المصرية من أعلام ومؤسسات ومراكز ثقافية ومجامع علمية وأحداث وصحف ومجلات ومدارس ومقاهٍ ثقافية ومعارك فكرية وثقافية أسهمت فى الترويج للمذاهب الأدبية والفكرية والفنية الجديدة والأغنيات التى انطبعت فى وجدان الأجيال، وكان لها مردود ثقافى كبير، إضافة إلى دور دار الأوبرا المصرية الثقافى الكبير، والحفلات الموسيقية والغنائية التى تعلقت بها الجماهير والأغانى التى انجذبت إليها الأفئدة، حتى الأغانى الشعبية المستقاة من الموروث الشعبى، ولعل آخرها أغانى المهرجانات التى انتشرت الآن انتشارًا رهيبًا والمسرحيات ودور السينما والأفلام والإذاعة والمسلسلات والدراما والعروض المسرحية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية والفضائية التى حظيت بشهرة عريضة ومتابعة كبيرة.

حوى القاموس تاريخ صناعة وصناع الثقافة المصرية الحديثة خلال ٢٢٣ عامًا من ١٧٩٨ إلى ديسمبر ٢٠٢١؛ فكان تأريخًا للثقافة المصرية ورصدًا لها طوال هذه الحقبة الطويلة برموزها وأحداثها وهيئاتها ومؤسساتها وقضاياها الحيوية الآنية والأفكار التى راجت فيها وفنونها وما تعرضت لها من حملات النقد الهادف أو النقد غير الهادف عبر وسائل الثقافة وينابيعها المتعددة.

ويوضح مؤلف القاموس أنه توليفة ثقافية ربما لم تجتمع من قبل فى عمل من هذا القبيل على الصعيد المصرى والعربى وهو نموذج فريد فى بابه وطريقته ومنهجيته، مشيرًا إلى أنه لم يلتفت إلا للموضوعية والحيدة الواضحة والنزاهة فى طرحه وعرضه وتناوله لكل المداخل؛ فلم يركن إلى الانحياز ولم يعرف لغة الشللية أو الترويج لتيار ما على حساب تيار آخر وبمقدار إخلاصه فى العمل برزت أسماء ومؤسسات ومداخل من جميع التيارات كان الجامع بينها صناعة الثقافة فى مصر وابتناء صرحها الكبير فى أكثر من مجال ثقافى وفكرى وفنى.

ويستكمل أن منهج القاموس هو الابتعاد التام عن لغة التخوين والسب والشتائم والتآمر، فمال إلى إبراز إخلاص المصريين والمصريات والعرب والأجانب الذين عاشوا على أرضها وتركوا بصماتهم الثقافية المشهودة فى ألوان زاهية من الفن والأدب والفكر والعلم.

تاريخ الخبر: 2022-03-10 21:21:01
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية