كشفت أسرة الطفل تركي الرشيدي الذي لقي مصرعه، غرقا، في أحد مستنقعات الحي السابع في ضاحية الملك فهد بالدمام، أثناء لعبه بجوار المنزل، عن عمل 25 شاحنة لسحب تجمعات المياه، فيما لا تزال الأعمال مستمرة لمواجهة التراكمات الخطرة بكامل الضاحية.
وأوضح خال الطفل «عبدالله»، خلال زيارة (اليوم) لمنزل الطفل الغريق، ولقاء والده وإخوته وذويه، أن ثاني أيام العزاء، شهد 25 شاحنة لشفط التجمعات، وردم الحفر وتسويتها بالأرض، بدءا من السادسة صباحا وحتى الثامنة مساء، فيما لا تزال الأعمال جارية، وتم وضع صبات خرسانية بالحفر.
طريقة غير مجدية
واعتبر أن معالجة الأرض بهذه الطريقة غير كافية، إذ إن الكثير من السكان خلال الفترة الماضية ردموا الأرض أكثر من 4 مرات على حسابهم الخاص، ولكن دون جدوى؛ إذ عادت تجمعات المياه مجددا بعد عملية السحب والردم خلال أسبوع أو أسبوعين.
مشروعات الصرفوكان أمين المنطقة الشرقية م. فهد الجبير، قد وجه بالتحقيق في حادث غرق الطفل تركي الرشيدي، والتنسيق مع جميع الجهات المعنية لمعالجة وتأمين مواقع تجمعات المياه الخطرة، وقال: بدأت الأمانة في خطة الحماية لمواجهة تجمعات المياه بالتنسيق مع الدفاع المدني وشركة المياه، لحين استكمال مشاريع الصرف الصحي وتخفيض منسوب المياه السطحية والتي من المؤمل الانتهاء منها خلال عام.
وأضاف: المشاريع قيد التنفيذ، وتمت السيطرة على 50 % من مياه ومستنقعات المخطط، وجار العمل على الانتهاء من كامل الضاحية، خلال نحو عام من الآن.
المياه الوطنيةمن جهتها، نفت شركة المياه الوطنية مسؤوليتها عن تراكمات وتجمعات المياه بالأحياء، مشيرة إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الأمانات وليس الشركة.
وتحيط المستنقعات بأرجاء مخطط ضاحية الملك فهد، أكبر المخططات السكنية بالمنطقة الشرقية، وتتراكم المياه قرب المنازل، الأمر الذي يعوق حركة الحياة، إضافة إلى انتشار الحشرات والبعوض، ورغم مطالبة أهالي الحي ذاته، الجهات المعنية بردم المستنقعات فإن الجهود لم تكن على المستوى المطلوب لتجدد الحادثة، مطالبهم بإيجاد حل جذري لمشكلة المستنقعات، مؤكدين أن وجودها يشكل خطرا على حياة أطفالهم.
مشكلات متعددةوذكر سكان أن الضاحية تعاني منذ عدة سنوات من مشكلة المستنقعات، ما تسبب في مشكلات كثيرة، من بينها هبوط الشوارع وتكون الحفر بها لدرجة تمنعهم من السير بمركباتهم.
وأضافوا أنهم لجؤوا لوضع أخشاب أو معادن أمام منازلهم لكي يتمكنوا من العبور، مؤكدين أن كامل أحياء الضاحية يعاني من التجمعات المائية
وقدموا العديد من الشكاوى دون جدوى.
تفاصيل الحادثوذكر خال الطفل «عبدالله» أن الضحية عاد من المدرسة بعد أداء الاختبارات، وذهب للعب في حوش المنزل، وعند فقده خرج الأهل للبحث عنه، فوجدوه غارقا في المستنقع الذي يبلغ عمقه 5 أمتار. وأضاف: اتصلنا في الحال بالدفاع المدني الذي حضر وانتشل جثة الطفل، وجرى نقلها بواسطة الهلال الأحمر للمستشفى، إلا أنه كان قد فارق الحياة.
وأوضح أن والد الطفل «تركي الرشيدي» من ذوي الإعاقة، مشيرا إلى أنه طالب طوال 3 سنوات، الجهات المسؤولة بحل مشكلة المستنقع ولكن دون تجاوب، مشيرا إلى أنه جرى تقديم 5 بلاغات، كان آخرها قبل يومين من الحادثة.عودة المياهوأضاف أنه اضطر في وقت سابق إلى جلب 6 شاحنات على حسابه الخاص لسحبها، ولكن سرعان ما عاد الماء إلى مستواه نفسه، مبينا أن أم الطفل وإخوته يعيشون حالة نفسية سيئة، وأضاف: لن نصمت وسأقاضي من كان السبب في وفاته، رغم أن الجهات المعنية لديها بلاغات عن مستنقعات ضاحية الملك فهد والأضرار التي سببتها للسكان.
طبيعة التربةوأوضح أستاذ الهندسة وإدارة التشييد المشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام د. عثمان الشمراني، أن حي الضاحية تتركز فيه المياه بشكل كبير جدا، نظرا لطبيعة التربة التي تتجمع فيها مياه الأمطار، وتكون المستنقعات الحالية، ما يؤثر على المباني المحيطة بها.
وقال إن الحلول تشمل استخدام الأساسات العميقة، بالإضافة إلى وجود أنابيب لسحب المياه الجوفية ونقلها إلى البحر، أو الاستفادة في عمليات المعالجة، بالإضافة إلى وضع مجار للمياه بمستويات مختلفة والاستفادة منها في الحدائق أو غيرها، لافتا إلى إشكالية عدم وجود الصرف الصحي واختلاط المياه الجوفية مع الصرف الصحي في عدة مواقع، وأحد خصائص التربة عدم تقبلها المياه.
