اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، القوات الروسية بمنع إجلاء مدنيين من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا (جنوب شرق) المحاصرتين وبقصف طريق كان يفترض به أن يكون ممراً إنسانياً آمناً.

وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة نشرتها الرئاسة الأوكرانية على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي إنّ "القوات الروسية لم توقف إطلاق النار. على الرّغم من كلّ شيء قرّرتُ إرسال قافلة مركبات إلى ماريوبول محمّلة بالطعام والماء والأدوية (...) لكنّ المحتلّين شنّوا هجوماً بالدبابات استهدف بالضبط المكان الذي كان يفترض أن تمرّ فيه" هذه القافلة.

وأضاف "هذا ترهيب صريح، ترهيب وقح من جانب إرهابيين متمرّسين. يجب على العالم بأسره أن يعرف ذلك".

ولفت زيلينسكي من جهة ثانية إلى أنّ نحو 100 ألف شخص تمكّنوا في اليومين الماضيين من مغادرة مدن أوكرانية أخرى عبر ممرّات إنسانية أقيمت لهذا الغرض، بينهم 40 ألف شخص أُجلوا الخميس.

خسائر بالمليارات

قال أوليغ أوستينكو المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن خسائر بلاده جراء الهجوم الروسي تُقدّر بنحو 100 مليار دولار.

وأفاد في مداخلة من كييف مع معهد بيترسون الأمريكي للاقتصاد الدولي، الخميس، بأن 50% من الشركات في أوكرانيا توقفت عن العمل بسبب الحرب.

ولفت أوستينكو إلى أن بقية الشركات تواصل أعمالها بصعوبة.

وأضاف: "خسائرنا جراء هجوم روسيا على بلادنا تقدر بنحو 100 مليار دولار، وهذا يعادل نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد".

وأكد ضرورة تخصيص الأصول الروسية المجمدة في المصارف الأجنبية بما في ذلك احتياطات البنك المركزي الروسي، لإعادة إعمار أوكرانيا.

القوات الروسية على مشارف كييف

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الخميس، أن القوات الروسية "باتت على بُعد 15 كيلومتراً" من العاصمة الأوكرانية كييف.

وقالت الوزارة في تصريحات صحفية نقلتها قناة "الحرة" الأمريكية (رسمية) إن "القوات الروسية تتقدم على خطين متوازيين شرق كييف وباتت على بُعد 15 كيلومتراً من المدينة".

وأضافت: "لا يمكننا التكهن بالوقت الذي قد يستغرقه الروس لدخول المدينة بسبب المقاومة الأوكرانية المتواصلة".

وفي السياق، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن "القوات الروسية تطوق العديد من المدن الأوكرانية بعد تدمير بنياتها التحتية".

واعتبر برايس الاعتداءات التي تمارسها القوات الروسية ضد المدنيين الأوكرانيين بمثابة "جرائم حرب" وفق اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.

ووجهت دول غربية إلى موسكو اتهامات بارتكاب "جرائم حرب وقتل عمد" على خلفية قصفها أماكن مدنية بينها روضة أطفال ومستشفى للولادة.

غير أن موسكو تنفي هذه الاتهامات وتصفها بأنها "مسرحية مدبرة"، مشددة على عدم استهدافها المدنيين.

من جهة أخرى يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف "الأسلحة البيولوجية" التي تؤكّد موسكو أنّ أوكرانيا تصنّعها بدعم من الولايات المتّحدة، في اتّهام سخّفته واشنطن ولندن خلال اجتماع للمجلس حول سور يا.

وتتّهم روسيا حكومة كييف بأنّها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وهو ما نفته العاصمتان.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي تعرضت أوكرانيا لهجوم عسكري روسي، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

TRT عربي - وكالات