مايزال مقتل القياديين البارزين في جبهة البوليساريو الإنفصالية “أحمد سيداتي والهيبة ولد الفاضل”، يجر ورائه الجدل الكبير حول الظروف التي أنهت حياتهما بقطاع ميجك في المناطق العازلة. ويعتبر إسم الهيبة ولد عبدالله ولد فاضل، أحد أهم القياديين العسكريين بجبهة “البوليساريو” الإنفصالية، يكتنفه الغموض، لاسيما في ظل تضارب الأنباء حول أسباب مقتله ” هل تمت بواسطة عملية مسيرة قادتها طائرات الدرون المغربية أم قتلته الجبهة لعلمها برغبته في الهروب بإتجاه إسبانيا؟، أسئلة كثيرة ولغز كبير لم تفك بعد شفرته عقب مقتله منذ يومين.
ومازاد في الأمر غموضا أكبر، تصريح شقيقه المقيم بمدينة الداخلة، الذي تحدث إبان نعي “الهيبة ولد عبدالله ولد فاضل”، إذ ناشد وقف الحرب والعمل على تسوية ملف قضية الصحراء المغربية التي خلفت الكثير من القتلى والمعطوبين.
ودعا إلى إيجاد حل للقضية التي عمرت طويلا، خاصة مع دخول أسلحة متطورة على الخط على غرار طائرة الدرون المغربية التي قلبت المعادلات جوا وأرضا، ما دعاه إلى مناشدة كافة الضمائر الحية والمنظمات الدولية للتدخل لحقن الدماء والدفع باتجاه تسوية الملف والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات.
وبحسب المعطيات، فإن مقتل الرجل يلفه الكثير من الغموض، خاصة ما طفى على السطح من انشقاقات داخل الجبهة الإنفصالية ورغبة ولد عبد الله ولد فاضل، الذي كان يشغل بالمناسبة منصب قائد كتيبة بالناحية العسكرية الثالثة، في الهروب إلى مدريد بعدما استشعر الخطر في أعقاب اعتقال صديقه، مصطفى سيد البشير.
في غضون ذلك، كان سيد البشير قد وجه خطاب شديد اللهجة وبلغة منتقدة قيادة البوليساريو، قائلا”علينا ألا نخطئ، هذه حكومة في المنفى لاجئة لدى الجزائر، ولد السالك، وزير الخارجية يوجد في الجزائر، ووزيرنا الأول بشرايا بيون كذلك”، مضيفا “تطلقون علي صفة وزير للأراضي المحتلة، أنا أيضا لاجئ وليست وزيرا، فقط سأكذب على نفسي لو قلت ذلك، علينا أن نكون واقعيين ولا نغتر”، لغة سيد البشير لم تستثني الرئيس المزعوم للجبهة الإنفصالية، معتبرا إياه ” أيضا لاجئ وليس رئيس جمهورية، لدى وكالة غوث اللائجين سنجده مسجلا باسم غالي سيد المصطفى كلاجئ يأخذ التموين”.
