خطة إنقاذ.. خبراء يضعون روشتة علاج تداعيات الأزمة الأوكرانية على السياحة

تعاملت الدولة المصرية مع الأزمة الدائرة بين دولتى روسيا وأوكرانيا باحترافية شديدة، من أجل تخفيف التداعيات الناجمة عن الحرب الدائرة، خاصة أن السوقين الروسية والأوكرانية من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة لمصر، وتحتلان أكثر من ٥٠٪ من حجم الحركة الوافدة لمنتجعاتنا.

مع بداية الأزمة وقرار الجانب الأوكرانى غلق المجال الجوى أمام حركة الطيران، إضافة إلى غلق عدد من المطارات الروسية، أصدرت وزارة السياحة والآثار قرارًا للفنادق التى يقيم فيها السائحون الروس والأوكران بعدم مطالبة أى من السائحين العالقين بمصروفات الإقامة، واستمرار تقديم الخدمات الفندقية لهم.

وفى ٢ مارس الجارى، أعلنت الوزارة عن أنها ستتحمل تكاليف إقامة السائحين العالقين، الذين وصلوا إلى ١٧ ألف سائح أوكرانى، من صندوق هيئة تنشيط السياحة، بشرط أن يتم نقلهم إلى فنادق فئة الـ٣ نجوم.

وعلى الرغم من الإدارة الاحترافية للدولة المصرية لتداعيات الأزمة المستمرة، حتى الآن، بين البلدين، تخلف هذه الحرب آثارًا سلبية على القطاع السياحى، الذى يعتبر أكثر القطاعات الاقتصادية تضررًا من الحرب بفقدانه أكبر سوقين تتصدران المشهد السياحى.

فى السطور التالية، يستعرض عدد من الخبراء فى مجال السياحة، لـ«الدستور» عدة آليات للخروج من الأزمة، وكيفية تعويض غياب أكبر سوقين للسياحة، فى ظل عدم التعافى الكامل للقطاع من تداعيات فيروس «كورونا».

عمرو القاضى: دعاية فى أوروبا الغربية واستضافة المؤثرين على «السوشيال ميديا» 

كشف عمرو القاضى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة، عن أن توقف الحركة من السوق الأوكرانية والتباطؤ الحاصل فى السوق الروسية، سيؤثران أن على الحركة السياحية، ليس فى مصر فقط بل فى العالم كله.

وذكر أنه رغم ذلك ما زال المقصد المصرى يتميز بالتنوع، ويرضى كل الأذواق، لافتًا إلى أن وزارة السياحة والآثار وذراعها التنشيطية، الممثلة فى هيئة التنشيط ستركزان، خلال الفترة المقبلة، على أسواق أوروبا الغربية، وبالتحديد ألمانيا وإنجلترا وفرنسا والسويد والدنمارك وإيطاليا وسويسرا والبرتغال.

وأعلن عن إطلاق حملة إلكترونية، الأسبوع الجارى، تستهدف أسواق أوروبا الغربية تتضمن إعلانات تستهدف المهتمين بالسفر والسياحة، لافتًا إلى أنه سيتم الاعتماد على آليات «الديجيتال» خلال الترويج والدعاية، على أن يتم بث الفيديوهات الترويجية على مواقع التواصل الاجتماعى، كاشفًا عن التحضير لحملة ترويجية كبرى سيتم إطلاقها فى يوليو المقبل. 

وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عقد اجتماعات مكثفة مع كبار منظمى الرحلات الأجنبية وشركات الطيران بهذه الدول، لحل كل المعوقات أمامهم لزيادة الحركة السياحية.

وتابع: «بدأنا بالفعل مع السوقين الألمانية والإنجليزية، وأكد ممثلو القطاع السياحى البريطانى أهمية المقصد السياحى المصرى، وحرصهم على تنظيم برامج سياحية أكثر له، خاصة فى ظل الطلب المتزايد عليه من السائحين البريطانيين».

وأكمل: «اقترح ممثلو القطاع زيادة رحلات الطيران من المطارات المختلفة بإنجلترا إلى مطارات المقاصد المصرية، لاستيعاب هذا الطلب المتزايد، علاوة على تنفيذ حملات ترويجية مشتركة فى بريطانيا، وهو ما سنعمل عليه خلال الفترة المقبلة».

وأشار إلى الاستعداد لإطلاق حملة ترويجية بالأسواق العربية بعد شهر رمضان، وهو توقيت مناسب لسفر الأشقاء العرب إضافة إلى تجديد الشراكة مع «إكسبيديا»، أكبر منصة لحجز السفر، التى يعتمد عليها الكثيرون من السياح الأجانب، من أجل الترويج للسياحة المصرية.

ولفت إلى الشراكة مع منصة أخرى هى «ويجو» لحجز الفنادق والسفر، التى يعتمد عليها السائح العربى، متابعًا: «هناك عدد آخر من المنصات التى سيتم التعاقد عليها خلال الفترة المقبلة».

وكشف «القاضى» عن تشغيل ٣ رحلات مباشرة من المدن الإسبانية إلى جانب رحلة من البرتغال إلى مطار الأقصر فى النصف الثانى من العام، كما ستتم استضافة عدد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعى من السوق الإنجليزية، فى البحر الأحمر من أجل الترويج وتنشيط حركة السياحة هناك.

وذكر أنه أثبتت هذه الاستضافة نجاحها، إذ زادت بفضلها الحركة السياحية من البوسنة والهرسك ورومانيا بعد دعوة المؤثرين هناك، منوهًا إلى العمل على دمج السياحة الشاطئية مع الثقافية عبر تنظيم زيارات إلى المقاصد الشاطئية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء وأخرى للمقاصد الثقافية الممثلة فى القاهرة والأقصر وأسوان.

وأردف: «هناك رحلة من شرم الشيخ إلى الأقصر، ونعمل حاليًا مع وزارة الطيران المدنى لتنفيذ رحلة من الغردقة إلى أسوان»، مختتمًا: «يتم حاليًا تنفيذ رحلات اليوم الواحد بين الغردقة والأقصر».

هشام زعزوع: جذب أفواج جديدة من أمريكا اللاتينية

قال الدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة الأسبق، الأمين المساعد لشئون السياحة والطيران بحزب مستقبل وطن، إن الحصان الرابح الذى يجب أن تعتمد عليه السياحة المصرية، خلال الفترة المقبلة، لتعويض غياب الروس والأوكرانيين هو أسواق أوروبا الغربية، خاصة ألمانيا وإنجلترا، بعد رفع جميع المحاذير الخاصة بتقييد السفر بسبب تداعيات فيروس «كورونا».

واشترط لتحقيق ذلك تجهيز ورفع كفاءة الفنادق لاستقبال السائحين بالتزامن مع تطبيق المواصفات الجديدة الخاصة بالفنادق، لأن السائح من دول أوروبا الغربية يختلف عن سائح دول أوروبا الشرقية، لأنه يركز بشكل كبير على جودة الخدمات الفندقية.

وأضاف «زعزوع»: «الفنادق التى ستولى اهتمامًا بالتحديث ورفع الكفاءة وفقًا للمواصفات الفندقية الجديدة ستحظى بنصيب أكبر من الأفواج السياحية تعوضها عن غياب الروس والأوكرانيين، مع وجود مؤشرات مبشرة بقدوم أفواج من أسواق أوروبا الشرقية كالتشيك ورومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا».

وأوضح أن تباطؤ حركة الأفواج السياحية القادمة من السوق الروسية لن يستمر طويلًا، لكن العودة لمستويات ما قبل الحرب تتوقف على تداعيات العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا فى الوقت الحالى.

وتابع: «بمجرد أن تهدأ الأوضاع السياسية وإسقاط العقوبات المفروضة ستعود حركة الأفواج السياحية من روسيا لسابق عهدها إلى المقاصد السياحية على ساحل البحر الأحمر وجنوب سيناء».

وأوصى «زعزوع» بالتركيز على جذب أفواج جديدة من أسواق دول أمريكا اللاتينية، خاصة مع وجود مؤشرات توضح اهتمام هذه الدول بالسياحة الثقافية، الممثلة فى معالم الأقصر وأسوان.

وأشار إلى وجود ١٢٠ فندقًا عائمًا تعمل حاليًا بشكل منتظم بين الأقصر وأسوان من أصل ٢٤٠ فندقًا عائمًا، وهناك طلبات متزايدة من أسواق فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية على السياحة النيلية فى الجنوب.

رامى رزق الله: قمة المناخ اختبار قوى لكفاءة فنادق شرم

يرى رامى رزق الله، رئيس لجنة التسويق السياحى بشرم الشيخ الخبير الفندقى، أن فنادق شرم الشيخ تمر باختبار حقيقى، فى الوقت الحالى، وهو الاستعداد لاستضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP ٢٧»، المقرر عقده بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.

وأضاف: «تتضافر جهود الدولة حاليًا لإخراج هذا المؤتمر بالشكل اللائق وتحقيق أقصى استفادة سياحية منه، والأضواء الإعلامية التى ستسلط عليه، لإظهار السياحة المصرية بالشكل اللائق بتاريخها».

وتابع: «تراجعت المؤشرات قليلًا، خلال الفترة الحالية، بسبب غياب الروس والأوكرانيين عن فنادق شرم الشيخ والبحر الأحمر، واضطرت الفنادق لغلق أجزاء منها لتقليل تكلفة التشغيل، إضافة إلى إعطاء العمالة الفندقية إجازات، والاكتفاء بأعداد قليلة من العمالة تتناسب مع الطاقة التشغيلية».

وأوضح «رزق الله» أن اختبار الفنادق، يتمثل فى تمكنها من استيفاء الاشتراطات التى تنص عليها المواصفات الجديدة للفنادق، ومعايير التقييم الجديدة المعروفة بـ«HC»، ورفع كفاءة وسرعة الإنترنت، والمحددة وفقًا لتصنيف كل منها سواء خمس أو أربع أو ثلاث نجوم أو فنادق عائمة، فى مدة أقصاها ثلاثة أشهر بالنسبة للمنشآت الفندقية بمدينة شرم الشيخ، ونهاية العام الجارى بالنسبة لباقى المنشآت الفندقية على مستوى الجمهورية.

تأتى الخطوة فى إطار الاستعداد لاستضافة «COP ٢٧»، إضافة إلى ضرورة حصول المنشآت الفندقية بشرم الشيخ على شهادة من إحدى الجهات الدولية أو المحلية المعتمدة تفيد بتطبيق اشتراطات الممارسات الخضراء صديقة البيئة، وفقًا لمفهوم السياحة المستدامة.

وطلب «رزق الله» من أجهزة الدولة إسقاط الديون عن الفنادق، مثل مستحقات الكهرباء والمياه وغيرهما لحين تجاوز الأزمة واستعادة الحركة السياحية من جديد، إضافة إلى ضرورة السماح لشركات الطيران الأجنبية بالنزول فى مطار شرم الشيخ وإزالة جميع العقبات أمام تزايد الحركة السياحة، لافتًا إلى أن شركة الطيران المنخفض التكاليف «رايان إير» لا يُسمح بنزولها إلى مطار شرم الشيخ، بالرغم من أنها واحدة من أكبر شركات الطيران فى أوروبا.

عمرو صدقى: خلق أنماط جديدة وتنظيم برامج عربية مشتركة

أشار عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة والطيران السابق بمجلس النواب، إلى ضرورة التركيز على أنماط سياحية جديدة لجذب السائحين، خلال الفترة المقبلة، خاصة السياحة الدينية والاستشفائية، بالإضافة إلى العمل على تنظيم رحلات سياحية عربية مشتركة، ووضع خطة للحفاظ على السياحة الروسية والأوكرانية، فى ظل أزمة اضطراب رحلات الطيران الناجمة عن العقوبات الدولية على روسيا، إثر العملية العسكرية فى أوكرانيا. 

وقال: «فى ظل التأثير الاقتصادى للحرب فى أوكرانيا، من الواجب على أجهزة وزارة السياحة الترويج إلى مسار العائلة المقدسة ومشروع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين، اللذين يمكنهما جذب أعداد من السياح تفوق أعداد الروس والأوكران، الذين اعتادوا زيارة منتجعات شرم الشيخ والبحر الأحمر، خاصة أن للمشروعين جوانب روحانية مهمة، ويضمان مزارات مقدسة لدى كل الأديان السماوية».

وتابع: «علينا أيضًا التركيز على منتجعات السياحة الاستشفائية، فلدينا العديد من الأماكن التى تحتاج لتسليط الضوء عليها، ودمجها مع غيرها من الأماكن السياحية، ما يجذب أنواعًا جديدة من السياح الباحثين عن أنماط سياحية مختلفة».

واستطرد: «لا بد، كذلك، من التنسيق مع الدول العربية لتنظيم برامج ورحلات سياحية بينية، ورحلات مشتركة للسائحين بين الدول العربية القريبة من بعضها، وتسويق هذه البرامج بالتنسيق مع منظمى الرحلات فى هذه الدول، ما يعود بالفائدة على الجميع».

وأشار إلى أن الفترة المقبلة تحتاج إلى وضع خطة للحفاظ على السياحة الروسية والأوكرانية، بالتعاون مع قطاع الطيران المدنى، وشركة «مصر للطيران»، خاصة بعد العقوبات المفروضة على الطيران الروسى، من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، التى ستدخل حيز التنفيذ قريبًا.

واستطرد: «تلك العقوبات ستؤثر على حركة الأسطول الجوى الروسى وصيانته، ما يفتح الباب أمام تأجير بعض طائرات هذا الأسطول بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تولى نقل بعض الرحلات من قِبل الشركات غير الروسية، وهو أمر مشروع، يحتاج إلى دراسة وحركة سريعة لأخذ حصة مناسبة، والاستفادة من هذه الفرصة».

تاريخ الخبر: 2022-03-17 00:21:04
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

قوات "الشمال" تتجه نحو تحرير خاركوف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:06:52
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

روسيا ترد على استعماريي الغرب الجدد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:06:50
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 89%

أمريكا ترفع رسوم سيارات الصين الكهربائية 3 أضعاف - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:40
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

الجدعان: تحديات جدية تواجه الاقتصاد العالمي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

«الشاورما» تشغل الألمان وتلاحق رئيس البلاد! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١٥)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:21:26
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

«الرياض المالية» تطلق صندوق «1957 فنتشرز» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:39
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

إطلاق سراح الرهائن بالضغط العسكري كلام فارغ!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:06:51
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 96%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية