* الرياض وبكين تتقاربان اقتصاديا منذ عدة سنوات. وفي الآونة الأخيرة، اتفقت أرامكو على بناء منشأة تكرير كبيرة في الصين
* التحول لليوان من قبل المملكة يمكن أن يخلق تأثير الدومينو، ويمتد لموردي النفط الرئيسيين الآخرين، مثل: روسيا وأنغولا والعراق
سلّطت الصحف والمواقع العالمية الضوء على احتمالية استخدام المملكة لعملة اليوان الصيني مقابل مبيعاتها النفطية لبكين، بدلًا من الدولار الأمريكي، الذي يُعدّ العملة الأساسية المتعارف عليها للصفقات النفطية من هذا النوع.
وأشار الإعلام الدولي إلى أن هذه الخطوة تعتبر تحديًا لهيمنة العملة الأمريكية، إضافة إلى كونها تمهد لتخلص المملكة من هيمنة الدولار في اقتصادها على المدى البعيد. وفي هذا الموضوع تسلط صحيفة «اليوم» الضوء حول ما نُشر في الإعلام الدولي عن تلك القضية، كالآتي:
كان السبق لصحيفة «وول ستريت جورنال» في نشر أخبار الاستبدال المزمع في العملة، حيث عنونت موضوعها الذي أثار القضية، بقولها: «السعودية تفكر في قبول اليوان بدلًا من الدولار في مبيعات النفط الصينية»، وأشارت إلى تسارع المحادثات بين الرياض وبكين حول الاعتماد المطرد على اليوان.
وأضافت: «قالت مصادر مطلعة على الأمر إن المملكة العربية السعودية تجري محادثات حثيثة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي على سوق البترول العالمية وتمثل تحوّلًا آخر في إستراتيجية أكبر دولة مُصدرة للنفط الخام في العالم».
وأضافت المصادر إن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ ست سنوات لكنها تسارعت هذا العام، حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية المستمرة منذ عقود للدفاع عن المملكة.
وتشتري الصين أكثر من 25٪ من النفط الذي تصدره السعودية. وإذا تم تسعير هذه المبيعات باليوان، فإن هذا سيعزز مكانة العملة الصينية. وأردفت: «يدرس السعوديون أيضًا إدراج العقود المستقبلية باليوان، والمعروفة باسم بترويوان، في نموذج التسعير لشركة أرامكو»
من جانبه، قال موقع «المونيتور» إن المملكة والصين تقتربان من الخروج بنتائج إيجابية للمفاوضات التي دامت لسنوات، في ظل وجود احتمالات قوية لقبول عملة الصين في بعض مشتريات النفط من المملكة.
ولفت الموقع إلى أن المملكة والولايات المتحدة اتفقتا في السبعينيات على تسعير مبيعات النفط بالدولار الأمريكي، مما ساعد على ترسيخ الدولار كعملة احتياطية مهيمنة حول العالم، ولكن هذا الوضع قد يتغير قريباً.
وتابع الموقع أنه إذا قبلت المملكة المدفوعات باليوان، فقد يؤثر ذلك على تفوق الدولار. لكن بعض المحللين يعتقدون أن التأثير قد يكون ضئيلاً، حيث تبيع الصين بالفعل عقود تسليم النفط المستقبلية باليوان دون أن يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، وذلك وفقاً لمارك تشاندلر، كبير محللي السوق في شركة «بانوكبيرن جلوبال فوركس»، الذي يساعد الشركات والبنوك والصناديق في شراء مراكز العملات الأجنبية.
وقال تشاندلر لـ«المونيتور»: «الصين لديها عقود نفط مستقبلية مقومة باليوان منذ أكثر من عام، ولم يحدث ذلك فرقاً عالمياً».
وأضاف تشاندلر إن سوق الصرف الأجنبي يبلغ 6.6 تريليون دولار في اليوم، و«الدولار يستحوذ بمفرده على أكثر من 80٪ من التداولات».
واستطرد الموقع: «الرياض وبكين تتقاربان اقتصادياً منذ عدة سنوات. وفي الآونة الأخيرة، اتفقت شركة أرامكو على بناء منشأة تكرير كبيرة في الصين، وهو ما يعزز التعاون أكثر بين البلدين».
وحسب موقع «ياهو نيوز» تعتبر هذه المحادثات الأحدث في جهد مستمر من قبل بكين لجعل عملتها قابلة للتداول في أسواق النفط الدولية، وتعزيز علاقتها مع السعوديين على وجه التحديد.
وخلال الفترة الماضية، نمت العلاقات الاقتصادية للصين مع المملكة بشكل أوثق، حيث وفرت المملكة 1.76 مليون برميل من النفط يومياً للبلاد في عام 2021، وفقاً للإدارة العامة للجمارك في الصين.
واختتم الموقع: «في حين أن السعودية تخطط للحفاظ على الدولار في غالبية تجارة النفط، فإن التحول من قبل المملكة يمكن أن يخلق تأثير الدومينو ويمتد لموردي النفط الرئيسيين الآخرين للصين، مثل روسيا وأنغولا والعراق».
