الدار/ رشيد محمودي
قال ادريس قريش، دكتور دولة في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، إن الاعتراف الاسباني بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالاقاليم الصحراوية المغربية الجنوبية، يعتبر اعترافا واضحا وصريحا على سيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية وهو ايمان بالحق وانتصار له.
وأفاد قريش خلال مروره ضيفا على برنامج نقاش مباشر عبر موقع الدار، يوم أمس السبت، أن قرار عودة اسبانيا لجادة الصواب، يعتبر أيضا موقف تصالح مع التاريخ والجغرافيا وخارطة طريق واضحة تقوم على الاحترام المتبادل والإمتثال للالتزامات واحضار الشفافية والوضوح والتواصل الدائم.
وتابع قائلا:” هذا الموقف له ايجابيات كبرى علما أن النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية ووحدثنا الترابية بعد مخلفات الحرب الباردة وتداعياتها ممن انعكس عن الدول وعن الأمم المتحدة التي تعاملت مع المغرب بتقصير كبير لكونها تخضع لضغوطات هذا الصراع الحاد الذي ميز الحرب الباردة، والذي جعل الأمم المتحدة أسيرة لقرارات سابقة فرضتها الحرب الباردة، حيت أن مساندة الطرح الانتصاري ودعمه من طرف بعض الدول وخوصوصا الدول ذات التوجه الاشتراكي كانت تستند قراراتها على اديولجيات محضة وليس وفقا للشرعية وللعدادة الدولية، كما كان يمكن كذلك هذا الدعم والمساندة كانت تتم طبقا للمقاربة الجزائرية الدعم مقابل المال”.
وأوضح الدكتور قريش، أن هذه الضغوطات تقلصت وتراجعت بفضل التحولات الجيوستراتجية التي عرفها العالم وبفضل المجهودات الواقعية المشرقة والمتوجهة للسياسة المغربية الفعالة بقيادة صاحب الجلالة نصره الله، وبفضلها ارتقى المغرب من مرحلة الدفاع الى التموقع القوي في العلاقات الدولية، مشيرا الى أنه تم اسقاط كل الذرائع الواهية وتم اقبارها دوليا وأمميا، حيث حقق المغرب انتصارات ومكتسبات دبلوماسية غاية في الأهمية، وفي اطار هذه التحولات وهذه الانتصارات والمكتسبات المحققة دبلوماسيا وميدانيا وتبعا لمجموعة من الرسائل الدبلوماسية التي تضمنتها الخطابات الملكية، وخصوصا الخطاب الملكي 20 غشت 2012 والخطاب الملكي لمناسبة المسيرة الخضراء 6نونبر الماضي.
وأكد المتحدث نفسه. أن قرارات المغرب في تجميد التواصل الرسمي مع اسبانيا وفي اطار هذه الظرفية العالمية المعقدة والصعبة نتيجة التوتر المتصاعد بين الشرق والغرب او بين الغرب وروسيا في تغير جذري
جاء قرار اسبانيا باعترافها للمبادرة المغربية بالحكم الذاتي كقاعدة بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية من أجل حل واقعي لهذا النزاع المفتعل.
وبخصوص موقف إسبانيا شدد ادريس قريش على انه بعيد عن كل المجاملات ويعطي اهمية تاريخية غير مسبوقة، ويؤرخ ويشير بالحسم النهائي لهذا النزاع، وهو انتصار كبير للدبلوماسية الملكية الصارمة الواقعية والفعالة، بحيث إن اسبانيا تعتبر مفتاحا لقرارات الاتحاد الأوروبي في هذه القضية بالذات، والخيط الناظم لتوجهات اعضاء الاتحاد الأوروبي باعتبارها الدولة التي استعمرت المنطقة الجنوبية منذ 1884 إلى حوالي 1975 مما اكتسبها صفة الدولة الوصية في الاتحاد الأوروبي خصوصا في هذه القضية بالضبط.
وأفاد الدكتور قريش أن قرار إسبانيا سيمهد لقرارات اجابية من هذا النوع لكل أعضاء الإتحاد الأوروبي ويشكل اشارة قوية على تبنيها لسياسة وجوه جديد مع المغرب يروم نحن التداعيات مع دولة جارة حليفة وشريكة جيوستراتجية لها، وعزمها على طي صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة قائمة على الوضوح والشفافية من أجل شراكة استراتجية بناءة.
وختم الدكتور قريش مداخله قائلا:” اسبانيا عادت الى الصواب بقاضي الضمير وإيقاض الحس السياسي والاستراتيجي للدولة ولنمو وعيها بأن الجوار قدر لا مفر منه وان ازدهارها مرتبط ارتباطا وطيدا بازدهار المغرب، وتقدم اسبانيا رهين بتقدم المغرب واستقرارها رهين باستقرار المغرب، والعكس صحيح كما أن القرار يؤسس لاندماج فعال واقعي لضفتي البحر الابيض المتوسط وانتصارا لعلاقات واقعية تسعى الى ربح رهانات الحاضر، وهو انتصار للدبلوماسية الحكيمة والمتأنية لدولة أمة قوامها الوضوح والوفاء والالتزام بالثوابت والمبادئ من أجل ارتاء شراكة موثوقة مع جيرانها”.
