في عيد الأم الروائية منصورة عز الدين.. مدينة لأمي بكل شيء

تحتفل مصر في يوم 21 من مارس من كل عام بعيد الأم، وذلك احتفاء بدور الأم في حياة أبنائها والمجتمع كله بصفة عامة، وعطائها فهي الحضن الذي يحمي ويحتوي وهي المدرسة الأولى في الحياة يتعلم على يديها الأبناء كل ما يبنون عليهم أسس النجاح والتقدم في حياتهم، عن الأمومة في حياة الكاتب والمبدع ودورها وأثرها في عالمه وحياته، تحدثنا الكاتبة الصحفية والروائية منصورة عز الدين  لـ "الدستور" في السطور التالية.

منصورة عز الدين امامها صورة والدتها 

تقول الكاتبة الروائية منصورة عز الدين للدستور "يحكي الجميع عن حنان أمهاتهم وتضحياتهن، ربما لهذا لن أتحدث عن حنان أمي، مع أنني لم أصادف من يفوقها حنانًا، ولا عن تفانيها وتضحياتها، وهي التي ترملت في الرابعة والثلاثين وربَّت وحدها خمسة أبناء، ثم رحلت في الثالثة والخمسين، ليترك رحيلها في نفسي غصة لم تخفت بعد ثمانية عشر عامًا.

وتشير عز الدين إلى ان "عليّ الاعتراف أنني أتجنب الحديث عنها قدر الإمكان كي لا تخنقني ذكريات مرضها الأخير، ولم أتمكن من الكتابة عنها حتى الآن، لعدم قدرتي على  استعادتها بصفاء أبتغيه ومسافة يتطلبها الفن. وحتى وأنا أكتب هذه السطور، أشعر بأن حدث رحيلها يتكرر من جديد، ولا ينقذني من تجدد الألم سوى تذكر كلماتها المواسية أو طريقتها الذكية في السخرية والاستهانة بالصعاب.

وتلفت عز الدين إلى ان  " لا أبالغ إن قلت إنني مدينة لها بكل شيء، فحين أردت الدراسة في القاهرة والانتقال للعيش فيها وحدي، لم تتردد للحظة في دعمي، وحملت عني عبء الرد على المعترضين على القرار. وفي كل مرة شككت فيها في جدوى ما أفعل، كانت الأقدر على تحفيزي ودفعي للمواصلة. كل قصة نُشِرت لي في بداياتي، وكل قصاصة ورد فيها اسمي، احتفظت بها بين أرواقها المهمة من عقود ووثائق رسمية. 

وتتابع عز الدين "أتذكر أنني بعد صدور مجموعتي القصصية الأولى، توقفت عن الكتابة لفترة، وكنت وقتها في منتصف كتابة روايتي الأولى "متاهة مريم". طالت مدة التوقف لدرجة شعرت معها أنني لن أكتب مجددًا وسأكتفي بالعمل الصحفي. في ذاك الوقت مرضت أمي مرضها الأخير، ورافقتها في المستشفى بالتبادل مع شقيقتي. وفي أوقات مرافقتي لها اعتادت أن تسألني عن سبب توقفي عن الكتابة، ولانتباهي لأهمية هذا الأمر بالنسبة لها، بدأت أتظاهر بأنني أكتب، ثم تحول التظاهر إلى كتابة حقيقية في الرواية التي كنت قد هجرتها. أسعدها هذا وخفف عنها كثيرًا، وحاولت الانتهاء من الرواية ونشرها قبل وفاتها، لكن الوقت لم يكن في صالحي، إذ أنهيتها بعد وفاتها بثلاثة شهور ونُشِرت بعدها بثلاثة شهور أخرى.

وتختم "أحببت في أمي القوة الناعمة البعيدة عن الادعاء، وروحها الساخرة حتى في أصعب الظروف، وذكاءها الفطري. وتعلمت منها الكثير عن الأمومة، وكثيرًا ما أفكر في رد فعلها إن كانت مكاني في كل موقف مهم لي كأم. حين أرادت ابنتي مثلًا السفر، لم أكن مرتاحة للأمر، وكنت على وشك الرفض، لكن ما دفعني للموافقة تذكري أن أمي منحتني فرصة الاستقلال ووفرت لي كل الدعم الممكن، فكيف لا أفعل المثل مع ابنتي؟!

 

 

 

تاريخ الخبر: 2022-03-22 00:21:13
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية