الموسيقار خالد حماد لـ«الدستور»: العمل مع الزعيم عادل إمام انطلاقة.. و«كلم ماما» تحدي (حوار)

- تحديت نفسى فى فيلم «كلم ماما» لأثبت لأصدقائى أننى مصرى أصيل ولست «خواجة»

-كتبت موسيقى «أوان الورد» بعد لقاء مع وحيد حامد فى فندق وأعطانى أجر عمار الشريعى 

-رفضت عروضًا للعمل والحياة فى أوروبا واخترت مصر 

صاحب موهبة كبيرة فى عالم الموسيقى، ظهرت فى سن مبكرة، فالتقطها والده مهندس البترول، ووالدته الرسامة الروسية، ومنحاها الحب والرعاية، ووضعا قدميه على بداية الطريق، من خلال إلحاقه بمعهد الموسيقى العربية الكونسرفتوار، عقب العودة إلى مصر بعد انتهاء رحلة عمل طويلة للأسرة فى الكويت، حيث مولده، ثم انتقل إلى مستوى جديد من الفن بدراسة الإخراج فى معهد السينما. 

بدأ الموسيقار خالد حماد، رحلته مع عالم الموسيقى التصويرية لأفلام السينما، فى سن الـ18 سنة، حين أسند إليه المخرج عمرو عرفة، مهمة كتابة موسيقى فيلم «ضحك ولعب وجد وحب»، فى عام 1993، من بطولة عمرو دياب، لتبدأ رحلة فنية عامرة بالمفاجآت والأعمال الكبيرة مع مشاهير عالم الأضواء، تكللت بتكريمه فى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير فى دورته الثامنة.

اختص الموسيقار الكبير «الدستور» ليسرد لنا كواليس وتفاصيل الرحلة: يقول: «يعود الفضل إلى اهتمام عائلتى وتشجيعها لى وبحثها عن صفوف ألتحق بها لدراسة الموسيقى، لأن الدراسة أهم من الموهبة؛ لأنها تصقل التجارب فى بداياتها، ورغم صعوبة البحث، فى تلك الفترة، التى لم يكن فيها إنترنت أو مواقع إلكترونية تمكن والدى من الوصول إلى معلومات عن أكاديمية الفنون ومعاهد تدريس العزف والتأليف الموسيقى، ورغم دهشة المحيطين بنا لصغر سنى وتخطيط والدى لدراستى للموسيقى، التى لا تقل صعوبة عن الهندسة والطب والفلك والرياضة البحتة، وخاصة التأليف والقيادة، شاركت فى أعمال موسيقية فى المدرسة الابتدائية، وكنت أعزف الكمان حتى المرحلة الثانوية فى الكونسرفتوار، وعندها جمعت بين مادتى الوتريات والتأليف ثم تركت الوتريات وأكملت فى التأليف».

أحتفظ بتاريخي لنفسي

ويضيف: «حاليًا لا أعزف الوتريات، لأننى تركت العزف على الكمان منذ زمن، والعزف مثل ممارسة الرياضة، فلاعب كرة القدم إذا لم يتدرب يوميًا لن يستطيع مجاراة زملائه، لذلك لا ألمس الكمان، لأننى لن أقدم المستوى الذي أرضى عنه، وأنا أفضل أن أحتفظ بتاريخى لنفسى وصورتى التى أرضى عنها». 

بدأ «حماد» مشواره الفنى فى أواخر تسعينيات القرن الماضى، بموسيقى أفلام شهيرة مثل «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» و«همام فى أمستردام». 

يوضح: «توالت الأعمال مع المجموعة المتفائلة من الفنانين الذين حققوا نجاحًا كبيرًا فى هذا التوقيت واستطاعوا أن يعيدوا المشاهدين مرة أخرى إلى قاعات السينما التى كانت مهجورة فى هذا الزمن، وتحول النجوم الشباب إلى نجوم الصف الأول فيما بعد. 

رغم تألقه مع من وصفهم بـ«المضحكين الجدد»، لكن لا يفوت «حماد» التأكيد على أهمية العمل مع الكبار فى عالم السينما، وفى مقدمتهم الزعيم عادل إمام. 

أعمال مع الزعيم

وعن هذه التجربة يقول: «وثق الزعيم فى موهبتنى وإمكانياتى فى مرحلة مبكرة، واستمر التعاون معه فى السينما والتليفزيون وكانت انطلاقة قوية ضمنت لى الانتشار وأن يستمع لأعمالى عدد كبير من الجمهور داخل وخارج مصر».

ويضيف: «قدمت مع عادل إمام أعمالًا متنوعة جدًا، منها الفنى والتجارى والتليفزيونى، وعملت فى أفلام عمارة يعقوبيان والتجربة الدنماركية وأمير الظلام، كما عملت معه فى التليفزيون فى مسلسلات العراف وعوامل خفية وفلانتينو وصاحب السعادة». 

يشير «حماد» للفارق الكبير بين موسيقى الأفلام السينمائية والمسلسلات، ويوضح: «العمل للدراما يجعلنى أفكر فى الموسيقى التى أصنعها والجزء الآخر من تفكيرى فى الجمهور المتلقى، أما السينما فهى أكثر تخصصًا ودقة، فجمهور السينما يعرف الفيلم الذى اختار أن يشاهده من أجل كاتب القصة أو المخرج والممثلين، ويختار نوع الفيلم، سواء كوميدى أو رعب أو رومانسى، فهناك اختيارات للمشاهدين، أما الدراما التليفزيونية فنحن من نذهب للمنازل ونعرض أعمالنا لكل الطبقات الاجتماعية وفى مختلف المدن والثقافات، فنحاول أن نكون أكثر وسطية، وليس أكثر تطرفًا ودقة كما فى السينما لإرضاء هذا الاختلاف، وفى رأيى أن الأعمال التى تعرض فى التليفزيون تطورت بشدة فى آخر عشر سنوات، وأصبحت أقرب إلى الأعمال السينمائية، لأنه لا توجد سينما حقيقية، حيث انتقل صناع السينما إلى العمل بالدراما، سواء النجوم أمام الكاميرا أو من خلفها». 

تُعرض أعمال «حماد»، فى الفترة الأخيرة، على مختلف المنصات. 

هنا ينحى شخصية الموسيقار جانبًا ويتحدث كمخرج، ويقول: «درست الإخراج السينمائى أيضًا فأنا كمخرج أشعر بالغيرة على السينما. 

وتابع: بالطبع شىء يسعدنى أن مشتركى المنصات يجدون أعمالى بضغطة زر، لمشاهدة فيلم ما لم يتمكنوا من مشاهدته فى السينما، لكن لم أخرج للمنصات الرقمية مباشرة إلى الآن، فعلى سبيل المثال عملت فى فيلم «عروستى» الذى عرض على إحدى المنصات بعد عرضه فى السينما».

ويضيف: «آراء الجمهور تنتشر، وتصلنى بعد عرض العمل بـ48 ساعة وأحيانًا أقل، كما لو كان عرضًا مسرحيًا، ربما الإيقاع فى السينما أبطأ قليلًا، لكن لا أفضل دفن العمل بجعل مشاهدته محصورة من خلال المنصات الرقمية، رغم ذلك فأنا حزين لأن إقبال الجمهور حاليًا أقبل على المنصات وأهمل التلفزيون تمامًا». 

وحيد حامد يمتاز بمكانة خاصة

من بين النجوم الذين عمل معهم «حماد» السيناريست الكبير الراحل وحيد حامد، الذى يتمتع بمكانة خاصة لما له من قيمة فنية كبيرة لا يختلف عليها اثنان: «كانت بداية تعارفنا من خلال تأليف موسيقى فيلم المخرج مروان حامد «لى لى» فى عام 2001، عن قصة للكاتب الكبير نجيب محفوظ وبطولة عمرو واكد وسامى العدل». 

يضيف: «عملت بجد واجتهاد حتى إنى استعانت بخبرات بلجيكية لضمان نقاء شريط الصوت، وكان الراحل وحيد حامد يدعم الفيلم بشدة، وبالفعل تمكن العمل فيما بعد من حصد جوائز بعدة مهرجانات، من هنا نشأت الثقة بيننا وبعدها تلقيت مكالمة منه يعرض علىّ أن نلتقى فى أحد الفنادق الشهيرة القريبة من منزلى، وقتها لم أكن أصدق أن وحيد حامد الكاتب الكبير ينتظرنى فى بهو الفندق المجاور، ليعرض علىّ العمل معه فى مسلسل «أوان الورد»، وهو العمل الذى كتب قصته وحواره وأنتجه، واتفق معى على أن أتقاضى الأجر نفسه الذى حصل عليه الموسيقار الكبير عمار الشريعى الذى ألف له موسيقى مسلسله السابق، وبعدها توالت الأعمال وكتبت موسيقى أفلام شهيرة معه مثل عمارة يعقوبيان ومعالى الوزير».  

وعن جيله من الموسيقيين يقول: «أفضل موسيقى هشام نزيه وهشام جبر، ومن الجيل الأصغر هناك مصطفى حلوانى وخالد كمار وجميعهم موهوبون ومخلصون للموسيقى». 

وعن علاقته بالمخرج محمد العدل يقول: «هو أول من أطلق علىّ لقب الخواجة بسبب شكلى، وفى الحقيقة ليس هو فقط، لكن هناك كثير من أصدقائى فعلوا ذلك، وكأنها تهمة، رغم أنه أمر خارج عن إرادتى، لأن والدتى روسية وأنا أخذت منها ملامحها الأوروبية، فى سن صغيرة كنت أظهر كموديل إعلانات بسبب ملامحى المميزة، وأردت أن أتخلص من هذا التصنيف فقبلت التحدى فى فيلم «كلم ماما»، وألفت موسيقى شعبية يصعب على أى شخص أن يصدق أن من كتبها يمكن وصفه بـ«الخواجة» وأنه لا بد لمن يؤلف هذه الموسيقى أن يكون مصريًا أصيلًا». 

من الأعمال التى أرهقت «حماد» فى التفكير، كان فيلم «معالى الوزير» لما تحمله الدراما من تضاد، فالبطل صاحب منصب كبير فى الدولة، وفى الوقت نفسه يعاني من خلل نفسى.

التضاد بين المنصب السياسى والخلل النفسي

يقول: «كنت مجبرًا على كتابة جمل مترابطة، لكنها تعبر التضاد بين المنصب السياسى والخلل النفسي، لينتج عن التضاد ما يمكن أن نسميه تخبيطًا فى رأس البطل، وبالفعل بذلت جهدًا كبيرًا وأنفقت وقتًا طويلًا لأصل للمعادلة الصعبة. 

وعلى العكس، كتبت فى رمضان الماضى، موسيقى مسلسل «الطاووس»، ولم ترهقنى، لأنها موسيقى عربية شرقية تعبر عن فتاة بائسة تعرضت للاغتصاب، والموسيقى هنا مصرية، ولكن من يركز سيلاحظ أن ميزان الموسيقى شاذ، بمعنى أنه عند سماعه تتصور أنه عادى وطبيعى لكن هناك شىء خاطئ أو الميزان الأعرج كما نطلق عليه فى عالم الموسيقى، فأنا كنت أرى فتاة عادية، لكنها مكسورة من الداخل».  

حب «حماد» الإخراج لا يقل عن عشقه الموسيقى، لكنه يبرر قلة نشاطه فى مجال الإخراج، بأن تجاربه الأولى لم تكن على المستوى الذى يطمح إليه، إضافة إلى ميله للكسل، وهى صفة تتناقض مع عمل المخرج الذى يكون مطالبًا بالبحث عن كل ما هو جديد من أفكار وقضايا. 

يرفض الموسيقار الحياة والعمل خارج مصر، وسبق أن تلقى أكثر من عرض للعمل والحياة فى دول مثل السويد والمجر وبلجيكا، لكنه كان يسأل عن حجم ما تنتجه البلاد من أعمال فنية، وكان يجدها متواضعة إذا ما قورنت بما تنتجه مصر من أفلام ومسلسلات، إضافة إلى تواضع الأجور، واقترابها من الأجور فى مصر، وهو أمر أثار دهشته. 

يرفض «حماد» التسليم بما هو سائد ويتم الترويج له من أن موسيقى الجيل الأقدم للسينما والدراما أفضل من الموسيقى الحالية، ويرى أن هذه الفكرة ترسخت بسبب التكرار الذى يبقى فى ذاكرة المتلقى مع مرور الزمن. 

يرى «حماد» أن موسيقى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، من أعظم ما كتبه الموسيقيون، وهو أمر يحظى بشبه إجماع بين المنتسبين لمختلف الأجيال من الموسيقيين، ليس فقط على مستوى الموسيقى، ولكن على جميع المستويات فى الأزياء والذوق العام والديكورات والعلاقات الاجتماعية، عبقرية هذا الجيل ليس فيما أنتجه من موسيقى فحسب، لكن العبقرية تكمن فى الأدوات المتواضعة التى كانت متاحة وقتها.

تاريخ الخبر: 2022-03-23 21:21:33
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية