عثرت فرقالبحث على أشلاء بشرية في موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية لشرق الصين التي سقطت في الجبال هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية.

ولم تعلن السلطات بعد عن عدد الضحايا، لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن على أن أيا من 132 شخصا كانوا على متن الطائرة قد بقي على قيد الحياة.

ما زال المحققون لا يعرفون لماذا هوت الطائرة فجأة بصورة شبه عمودية في جنوب الصين يوم الاثنين.

لكن يرجو المحققون أن يؤدي استعادة مسجل الصوت الموجود في قمرة القيادة إلى إلقاء الضوء على أسباب الحادث.

قال مسؤولون إنه تم العثور على الصندوق الأسود تالفًا من الخارج لكن تسجيلاته الداخلية تبدو جيدة. وتم إرساله إلى بكين لتحليل بياناته.

وعثرت فرق البحث على أول الصناديق السوداء الحاسمة في ظروف صعبة يوم الأربعاء.

وغمرت الأمطار الغزيرة الأراضي شديدة الانحدار والوعرة في موقع تحطم الطائرة في ووتشو، مما زاد من صعوبة جهود المئات من رجال الإنقاذ والمتطوعين، الذين عثروا حتى الآن على حطام طائرة متناثرة وبقايا متفحمة لمتعلقات الركاب الشخصية.

ويوم الأربعاء، بدأ العشرات من أفراد عائلات أولئك الذين كانوا على متن الطائرة في الوصول إلى مكان الحادث.

وقال رجل لرويترز إن ابن أخيه كان على متن الطائرة. وقال إنه وابنه قادا السيارة لمدة خمس ساعات من مقاطعة شنتشن المجاورة على أمل أن يتمكنوا من العثور على قريبهم على قيد الحياة.

وقال "أخطط للبقاء حتى يتم حسم الأمر وأستطيع استعادة رماده. لكن هذا يعتمد على عمل السلطات".

وأضاف "آمل أن تتمكن الدولة من إجراء تحقيق شامل في هذه المسألة ومعرفة ما إذا كان خطأ الشركة المصنعة أو مشكلة الصيانة."

وأحدث تحطم طائرة الركاب هذا الأسبوع، التي كانت في رحلة داخلية قصيرة من كونمينغ إلى غوانغتشو على الساحل، صدمة في الصين.و تتمتع البلاد بسجل قوي في مجال السلامة الجوية على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وأمر الرئيس شي جين بينغ بسرعة بإجراء تحقيق شامل في المأساة، وأرسل نائب رئيس مجلس الدولة ومئات من الأفراد إلى منطقة التلال الريفية في مقاطعة غوانغشي.

لكن لا تشير المعلومات التي تم إصدارها حتى الآن حول الرحلة إلى أي مشاكل فنية أو أي خلل ناجم عن العوامل البيئية.

وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قال مسؤولو الطيران إنه لم يكن هناك أي ظروف جوية غير مواتية أو مخاطر أخرى واجهتها الرحلة في مسارها. وقالت شركة الطيران إن طائرة بوينغ 737-800 ، التي لم يتجاوز عمرها سبع سنوات، اجتازت أيضًا جميع فحوصات ما قبل الرحلة.

وقال ممثل شركة الطيران "مما نعرفه ، كان أداء الطيارين الثلاثة جيدًا وحياتهم الأسرية لا تشوبها توترات"

وكانت مراقبة الحركة الجوية أيضًا على اتصال منتظم مع الطيارين على متن الطائرة مباشرة حتى بدأت في السقوط.

وأظهرت بيانات تتبع الرحلة أن الطائرة هوت آلاف الأمتار في دقائق.

ووفقًا لموقع فلايت رادار24 كانت الطائرة تحلق على ارتفاع 29100 قدم (حوالي تسعة آلاف متر)، ولكن بعد دقيقتين و 15 ثانية تم تسجيلها على ارتفاع 9075 قدمًا. وأظهرت آخر المعلومات التي تم الحصول عليها من الرحلة أنها كانت في الساعة 14:22 بالتوقيت المحلي، على ارتفاع 3225 قدمًا.

من المتوقع أن ينظر المحققون في العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك السقوط المتعمد أو خطأ الطيار أو المشكلات الفنية مثل الخلل الهيكلي أو الاصطدام الجوي.

كما دعا المحققون الصينيون خبراء الطيران الأمريكيين للانضمام إلى التحقيق، حيث تم تصنيع طائرة بوينغ في الولايات المتحدة. وقد رحبت إدارة بايدن بالدعوة.

لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم غير متأكدين مما إذا كانوا سيرسلون فريقًا حتى الآن بسبب متطلبات الحجر الصحي الصارمة بشأن كوفيد 19 التي تفرضها الصين على للزوار القادمين للبلاد .

ويجري مسؤولو الطيران في الصين تدقيقًا للسلامة لمدة أسبوعين لجميع الطائرات بينما قامت خطوط شرق الصين وشركتيها التابعين بتعليق أسطولها من طائرات بوينغ 737-800 كإجراء احترازي طارئ.