بنعبد الله لـ”الأيام 24″: إسبانيا فتحت صفحة جديدة مع المغرب وهذه نجاحات تثير حفيظة النظام الجزائري


سماء الرباط ومدريد تبدو شبه صافية بعد انقشاع غيمة التوتر وإذابة جليد الخلاف الذي طبع العلاقات بين العاصمتين لأشهر عديدة. صفاء حُدد في خروج إسبانيا عن منطقتها الرمادية وحيادها السلبي الذي لازمها طيلة 47 عاما وإعلان دعمها الصريح للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية كخيار وحيد لا ثاني له لأنهاء النزاع المفتعل.

 

“حديث الأيام 24” يبحث في ثنايا القرار الإسباني الرسمي حيال قضية الصحراء المغربية، إذ نطرح مع نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية 3 أسئلة من صميم الوضع الجدي.

 

بعد قطيعة دبلوماسية، تعود المياه الراكدة لتتحرك تحت جسر العلاقات الإسبانية المغربية بناء على موقف مدريد في الدعم الصريح لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، كيف قرأتم هذا التحول الجذري في القرار الرسمي الإسباني؟

 

نحيي عاليا التحول الهام في الموقف الإسباني يستوجب أولا التنويه به، بالنظر إلى طبيعته وتوقيته، تعلمون أن اسبانيا بلد معني مباشرة أكثر من غيره من الدول بهذا الموضوع، على اعتبار أن مدريد علاقتها مع المغرب طبعها طيلة عقود نوع من الحياد بالنسبة للموقف المعبر عنه رسميا، خاصة وأن هناك فعاليات سياسية داخلية في أوساط اليسار على وجه الخصوص في المجتمع المدني وجماعات سياسية التي كانت متماهية مع الأطروحة الإنفصالية لجبهة البوليساريو. وفي أثناء ذلك بحث الحزب عن إمكانية ثني هذه الأحزاب عن هاته المواقف المعادية للمملكة، بيد أن الوضع لم يتغير ولم نفلح في ذلك، وبعد فترة من التوتر إبان الشهور الأخيرة تغير الوضع، ومنه لايمكن إلا أن نعبر عن إشادتنا بهذا التغير في الموقف وإبرازه للعلن.

 

يعني أن صفحة التوتر طويت وما عاد هناك هامش للعودة للوراء بما أن هذا التحول الذي يقاس بالمقدار السياسي بمثابة التزام صريح  بأن لا يقدم بلد من البلدين بمبادرات أوحادية الجانب في تلميح صريح لواقعة استقبال رئيس الجبهة الإنفصالية، وليس ذلك فقط بل التعبير بشكل واضح لا لبس فيه على أن المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية يشكل قاعدة جدية وذات واقعية ومصداقية لإنهاء النزاع المفتعل.

 

القرار الإسباني الجديد يساوي كثيرا في ميزان السياسة الخارجية التي تبنتها الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء المغربية أو في علاقاتها الخارجية. هل يمكن المغرب نجح دبلوماسيا في “ترويض” القرار الرسمي الإسباني؟

 

بالتأكيد فالوضع الجديد الذي تدخله العلاقات المغربية الإسبانية هو نتاج مجهودات ديبلوماسية حكيمة بقيادة الملك محمد السادس، هذا الوضع يستشرف تبعات إيجابية بالنسبة للعلاقة بين البلدين وبالتالي نصرة ودفعة قوية لملف الصحراء المغربية على مستوى المنتظم الدولي، ويكفي أن نشير للبلاغيين السالفين للإتحاد الأوروبي وفرنسا، اللذين يدعمان المبادرة المغربية، فقد جددا على أن المغرب يحظى بالإحترام والتقدير،  ويأتيان كذلك في أعقاب تبني الحكومة الإسبانية لهذا الموقف الهام، كون المقترح المغربي يشكل أساس واقعي لتسوية الخلاف حول الصحراء المغربية. وبالتالي هذه السلسلة من النجاحات للدبلوماسية لاشك أن تثير حفيظة النظام الجزائري.

 

بعد إعلان مدريد لموقفها، استدعت مباشرة الجزائر سفيرها هناك للتشاور، كيف تابعتم رد فعل “قصر المرادية” في هذا الشأن ؟

 

في الحقيقة وعطفا على ما سبق يمكن إجمال القول أن ما صدر عن النظام الجزائري فور إشهار  مدريد موقفها الجديد، كان منتظرا وللأسف بالقدر الذي يستمر فيه هذا النظام الحالي بالقدر ما ستستمر هذه المواقف، فالمغرب عليه أن يجعل من الظروف الدائمة في الزمن، طريقة للتعامل معها لذلك ذهب المغرب في إتجاه إحداث تغير جذري في العلاقات مع عدد من الدول، فالمملكة تشتغل دبلوماسيا محددا أساسيا في أن تكون علاقة الرباط مع العواصم الأخرى علاقة كاملة غير مجزأة ولا تستثني الصحراء المغربية.

تاريخ الخبر: 2022-03-24 12:19:16
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 73%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية