انقضى أسبوع على قرار مدريد التاريخي الذي نزعت به اسبانيا ثوب “الحياد السلبي ” الذي لازمها طيلة عقود في ملف الصحراء المغربية، إذ ماتزال ردود الفعل متواصلة حيال هذا الإقرار الذي خرجت به الحكومة الإسبانية بعد شهور من التوتر الدبلوماسي مع الرباط، واتخذت مسار إعادة الدفئ للعلاقات بين البلدين.
ردود الفعل تم قياسها هذه المرة من داخل الأمم المتحدة عبر مساعد أمينها العام السابق لعمليات السلام، برنارد مييت، إذ أكد أن “دولا أوروبية أخرى يرجح أن تحذو حذو إسبانيا في دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء، اعتبارا للأهمية الجيوسياسية للمملكة”.
مييت، وهو يتحدث للبوابة الإخبارية “إي يو توداي”، عن موقف إسبانيا الجديد المؤيد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، يعتبر أن هذا التحول “يرجح أن يكون له وقع على دول أوروبية أخرى، بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية للمغرب، الشريك المميز للاتحاد الأوروبي”.
“المملكة المغربية تشكل قطب استقرار بغرب المتوسط في مواجهة تحديات الأمن والهجرة التي قد تظهر، والأوروبيون يرغبون في الحفاظ على هذا الوضع”، يضيف المتحدث.
وبعد تذكيره بأن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007، وصفت بـ “الجادة وذات مصداقية” داخل مجلس الأمن الدولي، أشار إلى أن “حل الحكم الذاتي سيصبح، في هذا السياق، أكثر جاذبية في مقابل عملية استفتاء متعثرة منذ زمن طويل”.
وبالنسبة لمساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة لعمليات السلام، فإن دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي “يمكن أن يشكل عاملا رئيسيا في بلورة موقف أوروبي مشترك”.
وذكرت “إي يو توداي” بأنه “عقب اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو الموقف الذي أيدته عدة دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا ومجموعة فيسغراد، تقدم إسبانيا الآن دعمها دون لبس بشأن المخطط المغربي”.