مهرجان الموسيقى الروحية
مهرجان الموسيقى الروحية يعتبر أحد أبرز مهرجانات الموسيقى الروحية على النطاق العالمي ويعقد بصورة منظمة في مدينة فاس في المغرب، يحتشد لها أشهر المغنين وفرق الموسيقى الدينية والروحية من شتى بقاع العالم وفي أشهر المواقع التاريخية لفاس مثل "باب المكينة" و"متحف البطحاء" و"مسقط وليلي" ، عقد المهرجان الثاني عشر في الثاني والثالث من يونيو2006 وحضره وزير الثقافة الفرنسي رونودونديو. هدف المهرجان وعلى لسان محمد القباج، رئيس جمعية فاس سايس هوبلورة ثقافة الاتفتاح والحوار بين الثقافات والتخاطب بين ثنايا الحدثات، من الروح إلى الروح.
إكتسبت مدينة فاس نتيجة لتنظيمها هذا المهرجان شهرة واسعة كمدينة للصداقة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود معتبرة ان تاريخ الحوار بين الاديان المستمد من عبق الحضارة الاندلسية شكل المرجع بالنسبة لمنظمي المهرجان. شارك في المهرجان الثاني عشر للموسيقى الروحية مشاركة موسيقيين ومغنين من بينهم المالي سليف كيتا والفرنسي إنريكوماسياس والتونسي لطفي بوشناق والتبتية يونغشن لامووتضمن المهرجان موسيقى الكاتدرائيات من أميركا اللاتينية.
فاس مركز اللقاء الثقافي
فاس مدينة نشيطة ومضيافة، من أعلى تلالها التي ترقد في جنباتها أضرحة المقبرة المرينية الكبرى يمتد بحر متلألئ من السقوف النحاسية المدعومة بجدران مرشوشة بالضوء، تخفي خلف تكتمها ميراثا لا ينكشف للمسافرين إلا بمرور الوقت. وبما حتى المهندسين تعاقبوا على بنائها، كما حتى بعض الصناع كرسوا حياتهم لتزيينها، مثلما نظم الشعراء حولها قصائد جميلة، ولأنها حافظت على أصالتها، رغم ما تعرضت له من غزو، فقد استطاعت على الدوام حتى تتحدى الزمن وأن تبعث من تحت الرماد تلك النار المقدسة التي تجعل منها مقاما روحيا ساميا.
ظلت فاس طوال قرون عديدة عاصمة سياسية وفهمية للمغرب، قد أصبحت مركزا للقاء والتبادل الثقافي. ومن المعلوم حتى "سيلفستر الثاني ( غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من 999 إلى 1003، أقام بها في شبابه من أجل الدراسة وتمكن في أعقاب ذلك من إدخال الأرقام العربية إلى أوروبا. كما حتى ابن ميمون، الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين، وأعمال هذا الفيلسوف تعكس ذلك التعايش الذي كان قائما بين الثقافتين اليهودية والإسلامية وامتد إلى بلاد الأندلس، وكان له صدى مماثل في فاس .
ومن أبرز الأعلام الذين أقاموا في فاس خلال عهود الامتداد الثقافي نذكر على سبيل الإشارة: الصوفي الضليع في فهم ما وراء الطبيعة " ابن عربي"( توفي سنة 1377) وعالم الاجتماع " ابن خلدون" ( ت = 1382) وعالم الرياضيات " ابن البنا ( ت = 1321).
تضم جامعة القرويين خزانة غنية بالمخطوطات المرتبطة بالعلوم الدينية والفلسفية والطبيعية وفهم الكونيات. وقد كان فقهاؤها، بحكم التنطقيد العائلية المتوارثة أوبالاقتناء الشخصي، يملكون مخطات خاصة على قدر كبير من الأهمية. وهناك سوق للمخطوطات مازال يعقد إلى يومنا هذا، ويمكن العثور فيه على بعض الفرائد النادرة والنفيسة، ويقام صباح جميع أحد في درب مجاور للجامعة.
بعض الإنتقادت
يعتبر البعض ان ميزانية المهرجان التي تصل في بعض الأحيان إلى الملايين من الدولارات تكلفة لاتطاق ويجعل البعض أمام مقارنة سريعة تدخل في ثناياها الأحياء والشوارع التي تشتكي من الإهمال ومن الحفر حيث تحدثت صحيفة الشرق الأوسط، في يونيو2006 عن الأحياء الهامشية في فاس التي هي وحسب وصف الصحيفة "مرتع جماعات متشددة لها نظم أمنية ليلية وتتقاسم النفوذ مع اللصوص والمنحرفين"، وهي "مادة مصحوبة بصور عن سكان الأكواخ، وأطفال صغار يتحلقون حول سيارة أحد المحسنين ليوزع عليهم مساعدات".
برغم الإنتقادات لقيت مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، ولقاءات فاس التي أنشئت على التوالي في 1994 و2001 نجاحا متزايدا. وبفضلهما اعتبرت هيئة الأمم المتحدة مهرجان فاس سنة 2001 من أبرز التظاهرات التي ساهمت في ترسيخ محادثة الحضارات بشكل ملحوظ وبموازاة مع المهرجان تشكلت شبكة دولية مختصة في تقديم الدعم والقيام بدور الوسيط. كما تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية منظمة تحمل اسم " رسالة فاس " وهي تقدم في جميع سنتين برنامج المهرجان وندوة فاس عبر عشرين مدينة أمريكية. ومن المنتظر حتى تنظم خلال شهري أكتوبر ونونبر2006 جولة فنية تضم الكثير من المدن الأمريكية، ويقدم ضمنها حفل فني في الكيرنيجي هول بنيويورك.
انتشار " رسالة فاس " من خلال هذه التظاهرات ينطلق من فاس في اتجاه جميع أراتى العالم. كما عبرت الكثير من المدن العالمية عن رغبتها في القيام بنفس المهمة التي ينهض بها مهرجان فاس ومنتداه في إيصال تلك الرسالة النبيلة المتمثلة في محادثة القيم الروحية من خلال الموسيقى، وخلق ثقافة سلمية مدعومة بعولمة متعددة تحترم جميع القيم الأخلاقية والروحية.
مواسم ومهرجانات بفاس
- الملتقى الشعري لفاس (فبراير)
- ملتقى ابن رشد (مارس)
- مهرجان فاس لطرب الملحون (أبريل)
- مهرجان الموسيقى الأندلسية (ماي)
- سباق فاس الدولي على الطريق (ماي)
- مهرجان ربيع فاس (ماي)
- مهرجان الموسيقى الروحية (يونيو)
- موسم سيدي أحمد التيجاني (يوليوز)
- المهرجان الوطني لفن المبدع والسماع (سبتمبر)
- موسم مولاي إدريس الثاني (سبتمبر)
- موسم سيدي علي بوغالب (أكتوبر)
- مهرجان فاس لفن الطبخ (أبريل)
مصادر ووصلات
- البوابة الإلكترونية لمدينة فاس
- المركب الثقافي البلدي لفاس
- بوابة مهرحان الموسيقى العالمية العريقة)
- إنتقاد صحيفة الشرق الأوسط [1]
- مسقط التصوف الإسلامي [2]
- مهرجان فاس للموسيقي الروحية لقاء التعايش والسلام [3]
- مهرجان الموسيقى الروحية في فاس [4]
- جريدة الأحداث المغربية [5]